ما زال العديد من المواطنين في محافظة الطفيلة يلجأون إلى ممارسة ما يُعرف بالطب العربي أو الطب البديل بحثًا عن علاجات لأمراضهم، وسط اعتقادهم أن هذه الوسائل الطبيعية هي الملاذ الشافي لهم، بعيدًا عن الأدوية الكيميائية التي وصف بعض المختصين أن أغلبها مستخلص من الاعشاب الطبيعة ذاتها وبكميات علمية.
وأوضح الصيدلاني صالح أبو همام أنه لا ينبغي استخدام الأعشاب الطبيعية كوصفات علاجية دون استشارة طبية، حيث أن بعضها قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو زيادة مستوى السكر في الدم أو تفاقم الحساسية لدى بعض المرضى، مما قد يعرضهم لمخاطر صحية، ناصحا المرضى بالتوجه إلى المراكز الصحية والمستشفيات، حيث تتوفر الخبرات البشرية والمعدات الطبية القادرة على تشخيص الأمراض ووصف العلاج المناسب. وأكد الطبيب محمود السعودي أن التداوي بالأعشاب هو علم قائم بذاته، ويجب أن يمارسه خبراء في هذا المجال، نظرًا لأن استخدام الأعشاب بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، داعيا إلى عدم اللجوء إلى التداوي بالأعشاب إلا بعد استشارة الطبيب المختص، ومشيرًا إلى أن الطب الحديث في الأردن قد حقق تقدمًا كبيرًا في علاج العديد من الأمراض في المقابل؛ يقول أبو أحمد، مالك محل لبيع الأعشاب الطبيعية ويمارس التداوي بالأعشاب في الوقت ذاته منذ ما يقرب من عشرة أعوام، وقد ساعد العديد من المرضى في تخفيف آلامهم، مشيرا إلى أنه لا يتدخل في الحالات التي يعتقد أنها تحتاج إلى تدخل طبي، ويوجه المرضى في هذه الحالات إلى الأطباء. وتُعتبر الأعشاب الطبية جزءًا من التراث الثقافي في العديد من المجتمعات، وقد استخدمت عبر التاريخ لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض في الأردن، ويُلاحظ انتشار محلات العطارة التي تقدم هذه الأعشاب كبدائل طبيعية للأدوية في الطفيلة، في الوقت الذي لا يخلو فيه من الزبائن الذين يفضلون التداوي بالأعشاب على الأدوية الكيميائية. ويرى محمد الخصبة أن الأعشاب الطبيعية توفر حلولًا جيدة لكثير من الأمراض البسيطة والمتوسطة، مؤكدًا أنها تساعده في علاج نزلات البرد ومشكلات الجهاز الهضمي، وأنها أقل ضررًا من الأدوية الكيميائية، لكنه يشدد على أهمية استشارة مختصين قبل استخدامها، محذرًا من تناول أي عشبة دون معرفة تأثيرها الصحي. فيما تعتقد فاطمة عيال سلمان أن الاعتماد الكلي على الأعشاب قد يؤدي إلى مخاطر صحية، مشيرة إلى تعرضها لمضاعفات بعد استخدام وصفة عشبية لعلاج الصداع، ما تسبب لها في تحسس شديد، مشددة على ضرورة الجمع بين العلاجات الطبيعية والاستشارة الطبية، بدلاً من اللجوء العشوائي إلى التداوي بالأعشاب.