أسباب كثيرة ميزت التطبيق الصيني أبرزها «التفكير العميق» ودعم اللغات
نتائج البحث في «ديب سيك» أكثر دقة وسرعة من التطبيقات المماثلة الأميركية
600 مليار دولار خسارة شركة إنفيديا الأميركية الرائدة في رقائق الكمبيوتر
رغم محاولة الولايات المتحدة الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي وتقييد الصين وحظر تصدير رقائق «إنفيديا» الأكثر تقدما، إلا أن شركة «ديب سيك» الصينية حديثة العهد استطاعت بناء نموذج متقدم للذكاء الاصطناعي يضاهي أو يفوق النماذج الرائدة التي طورتها الولايات المتحدة الأميركية بدون الوصول إلى أحدث التقنيات الأميركية معتمدة على تكلفة منخفضة وكفاءة عالية.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، أدى ظهور المنافس الصيني الأرخص إلى محو نحو تريليون دولار من قيمة مؤشر شركات التكنولوجيا الأميركية الرائدة؛ حيث بنت «ديب سيك» روبوت الدردشة R1 الخاص بها بجزء بسيط من تكلفة المنافسين مثل «شات جي بي تي» و«جيمناي».
كما خسرت شركة نيفادا الرائدة في مجال رقائق الكمبيوتر 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في أكبر انخفاض في يوم واحد في تاريخ سوق الأسهم.
رئيس قسم التحليل في شركة CFI مهند عريقات قال إن شركة ديب سيك الصينية استطاعت التغلب على جميع شركات الذكاء الاصطناعي الغربية. فهو يدعم التفكير العميق وهو سريع جدا ويدعم لغات كثيرة ومنها اللغة العربية، كما أن نتائج البحث لديه دقيقة جدا، والأهم أنه لا يوجد حدود لاستخدامه.
وأشار إلى أن تكلفة التطبيق الصيني لم تتجاوز ستة ملايين دولار وعدد موظفيه 200 موظف، في حين نجد أن «شات جي بي» لديهم 4500 موظفا.
وهذا يعني، وفق عريقات، أن «ديب سيك» عبارة عن منتج تطبيق ذكاء اصطناعي يمثل بالنسبة للمستخدمين البديل الأفضل ومجاني، لذلك لاحظنا تراجعا كبيرا في أسعار
وأشار عريقات إلى تراجع سهم إنفيديا أمس بنحو 17% الذي يعتبر بالنسبة لسهم انفيديا أكبر تراجع يومي منذ عام 2018، وفي الوقت ذاته أغلق لأول مرة تحت متوسط الأسعار لآخر 35 أسبوعا منذ بداية العام 2023
ويرى عريقات أنه حسب مؤشر «ناسداك» لقطاعات التكنولوجيا الذي يضم كبرى شركات القطاع نرى أنه يتحرك باتجاه صاعد من بداية عام 2023 حتى هذا اليوم ويستمر هذا التصاعد إلا إذا تخلى عن مستويات 19500.
وأوضح عريقات أن مؤشر ناسدك ارتفع منذ 2023 حتى اليوم من 11 ألفا لغاية مستوى 22 ألفا وهذا الاتجاه الصاعد لغاية اليوم رغم تراجع المؤشر 3% إلا انه على الاقل لم يكسر آخر قاع الذي يبلغ 20 ألفا وخمسمئة، وهنا تكمن المخاطر، إذ سيكون هناك تأثير قوي على حركة الأسعار.
لهذا يعتبر هذا التراجع ردة فعل أولية وتأثيرها مؤقتا ولم تنعكس بشكل مؤثر على حركة الأسعار، ويحتفظ مؤشر «ناسداك» باتجاهه الصاعد العام وبالمقابل لم يتأثر مؤشر «داون جونز» سلبا وإنما ارتفع.
ويقول عريقات أن القاعدة التحليلية في الأسواق المالية تنص بأن الاتجاه الحالي يبقى مستمرا إلى أن يثبت لنا عكس ذلك. وتوقع الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة أن تعاود اسهم الشركات الأميركية الارتفاع ويطرأ استقرار عليها قريبا بعد التأثير الذي أحدثته «ديب سيك».
ويقول مدير البرامج والمشاريع في شركة «إنتاج» زياد المصري أن المعلومات عن شركة «ديب سيك» الصينية ليست كاملة وتأثيرها غير معروف بعد ولكنها استطاعت رغم حداثة عهدها أن تخرج بسرعة ببرنامج تضاهي برامج الشركات الأميركية مثل «شات جي بي تي» و«جيمناي».
كما استطاعت باستخدام تقنية قديمة أن تخرج ذات البرامج الموجودة حاليا التي تستخدم تقنية الرقائق الحديثة ولديها قدرات قريبة من البرامج الأميركية، كما نافست في الطلب على الرقائق.
ويرى أن هذه الشركة الصينية أثرت على الأرباح المستقبلية لتلك الشركات، لذلك انخفضت أسعار أسهمها، وإن كان يتوقع أن تعاود الإرتفاع.
وتساءل المصري كيف لم هذه الشركات تكن جاهزة لحماية نفسها ضد القرصنة.
عميد كلية تكنولوجيا المعلومات جامعة اليوموك الدكتور قاسم الردايدة قال إن المنافسة في هذا المضمارعالمية وهي منافسة دول كمنافسة الأسلحة. وتساءل: أين نحن من هذه المنافسة؟ وهل سنبقى مجرد مستخدمين؟
وأكد أن أفضل ما في التطبيق الصيني أنه «مصدر مفتوح»، وهذه مقصد الصين حتى يستفيد العالم أجمع ويطور تطبيقات أفضل حتى ينافس التطبيقات الأميركية.
وهي برأيه «حرب تكنولوجية واقتصادية» ومن سيفرض نفوذه؛ فكل من الصين والولايات المتحدة خصص مليارات لتطوير الذكاء الاصطناعي.
ودعا الجميع إلى الاستفادة من هذه التقنيات أينما أتيحت لخدمة الوطن والطلاب والشركات.