رياضة

جودة عالية

الرأي تلخص بطولة المملكة للتايكواندو

لخصت بطولة المملكة للتايكواندو ت21 عاماً المقامة بصالة الأمير راشد بن الحسن في مدينة الحسين للشباب واقع اللعبة من حيث عناصرها.

وإن كان الصراع على طريق الذهاب إلى المنتخب الوطني وصعود منصات التتويج، فإن الكوكبة المشاركة أفرزت نفسها بجودة عالية.

وعنونت «الرأي» من قلب المكان الكثير من المفردات حول أخبار البطولة وتطور المواهب من وقت لآخر، ويبقى الثابت الدائم في السنوات القليلة الأخيرة حجم الاصرار من المراكز والأكاديميات والأندية على تقديم الرهان بالأداء العالي، ما جعل المسابقة فيها تضيف علامات فارقة من النجوم والنجمات مع سيطرة مجموعة محددة على أوزان معروفة من أصل 16 مناصفة بين الذكور والإناث.

الملخص الرئيسي في روايات التايكواندو أن تعديلات مستمرة من الاتحاد الدولي على بعض البنود مثل اللباس والتوقيت وباقي الأمور، وهنا يشارك الاتحاد الأردني تلك التعديلات لكي يستوعبها اللاعب واللاعبة قبل أن التعرض للمفاجأة في بطولات خارجية.

نقطة نظام

يعيش مركز النخبة لحظات جميلة معتادة نظراً لتطور مستويات نجومه وامتلاكهم روح العمل بخبرة جهازهم الفنية.

في النخبة قصص جميلة ونتائج تستحق الثناء وتحديداً بعد الحصول على 8 ميداليات جاءت عبر ذهبية جعفر الداود وفضية رانيا طقاطقة ومثلها يزيد الأشرم، كما وردت إلى الغنائم برونزيات جنى المناصير ونورالدردوك

وليان الشمايلة واسامة المناصير وعبدالرحمن العموري الذي أكدت «الرأي» عام 2024 على أنه نجم قادم للتايكواندو الأردنية اثبت ذلك بسرعة حصد النقاط وتقليل الأخطاء في موضوع الجانبين الدفاعي والهجومي، حتى أنه خاض مباريات قوية من العيار الثقيل أوصلته لنصف النهائي قبل الذهاب إلى التتويج وكل من شاهدوه على مدار الشهور السابقة كانوا يدركون أهمية وجوده ضمن قافلة النخبة برصد من القيادة التدريبية والاهتمام المتواصل من الكوكبة الفنية للثنائي حكمت الحسامي وأيمن الحسامي لمتابعة وصناع التقدم.

وتبدو نقطة نظام فيها الكثير من الكلام أن النخبة من أكثر المراكز التزاماً بالحضور للبطولات والتصفيات والتدريبات، يحضرون مبكراً ويتلقون التعليمات حول طريقة اللعب والنصائح المطلوبة، ما جعلهم من الأسماء النشيطة بواقع النتائج والحصاد المثمر.

صعود الجبل

صعد مركز جبل عمان المرتفعات بتسلق منصة التتويج وترجمة اللغة الحقيقية لتحقيق الفوز.

وفي متابعة لمباريات المركز يتم تسليط الضوء على عائلة نافع بحد ذاتها وهي تقدم وجوه برزت على بساط التنافس بضرورة تحقيق الانتصارات، ولعل ذهبية الموهوب أسيد نافع بالغة الأهمية لأنه وجه رسالة بعيدة المدى إلى الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية بأنه لم يتواجد بالقائمة على سبيل الصدفة، وإنما جاء ذلك بعد مثابرة من الباب الواسع وفرض شخصية قادرة على انتزاع الذهب بتحركات تجلب النقاط، في الوقت الذي خطف عنان نافع ميدالية بنفس اللون ورافقه بذلك شوقي نافع بالبرونزية وعززت زينا عطية النهج بذات النسخة.

منهاج يستحق الدراسة

يستحق منهاج مركز أبطال السلط للتايكواندو الدراسة والتدقيق على شؤونه كافة لأنه يملك ثقافة عالية من خلال التواجد داخل صالة المنافسات بترتيب مميز وروح جماعية عالية.

يؤازرون بعضهم البعض ولا يشعرون بالارهاق رغم وجود مباريات مزعجة من حيث جودة المنافسين، ولكن كان من الواضح أن أبطال السلط لا يريدون العودة لمحافظة البلقاء دون جني الثمار، لهذا تم خطف 4 ميداليات بعد أن أصطاد النجم عصام النابلسي ذهبية وزن ت80 كغم ونال عبد الرحمن الحياري فضية وزن فوق87 ولحق بهما يوسف النابلسي بالحصول على برونزية ت68 وذات المعدن للمبدعة نتاليا أبو دريع ت62، وسط مجهودات ومحاولات من نور الزعبي اصطدمت في الدور ربع النهائي.

أبرز ما يمكن وصفه داخل جدران أبطال السلط قوة التدريبات من حيث المضمون، وفي هذا النطاق على وجه التحديد يرفضون مغادرة أي بطولة دون ترك بصمة، ما يقدم الدلائل على ذلك التخطيط السليم وتدوين الملاحظات للمستويات كافة، وتشخيص الوقائع دون ترك صغيرة أو كبيرة.

ما وراء الخبر، شكرت أسرة مركز أبطال السلط الكادر التدريبي الحريص على التضحية بالوقت لخلق الجيل الجديد من الأبطال برئاسة المدرب الدولي النشيط محمد العبابنة وتواجد برفقته علاء عقيدات وأحمد عربيات ويوسف النابلسي.

صيد ثمين

أجمل المكتسبات لدرى مركز الأسود أن كل الأنباء تقول: محمود السيلاوي سيكون ورقة مرتفعة الآفاق في المستقبل لأنه رغم بداياته الشبابية في أجواء المنافسات الصعبة، إلا أنه كتب ذهبية وزن ت63 باسمه عبر العروض القوية وشهادات جعلته الأكثر تفاؤلاً من أبناء المركز.

قدم محمود السيلاوي ملامح بعيون مميزة من السير على شارع الانجازات ليحجز مكانه بين الكبار بصيد ثمين وأظهر في مبارياته كافة أن لا يفكر سوى بالمركز الأول، وفي ذات الاتجاه أيضاً أضاف زميله المبدع عمر القيسي ذهبية أخرى في وزن ت87، ما جعل أفراح مركز الأسود بمسابقة قوية ترتفع وتؤكد من جديد أن لديهم أفراد يستطيعون صناعة التفوق.

قطاع التحكيم

في كل المناسبات الرياضية يتم النظر إلى حلبات المنافسة ومراقبة الفرق والنتائج، وأحيانا لايتم منح نظرات أخرى إلى جهات لا تظهر في الصورة.

وبكل الأحوال قطاع التحكيم الأردني بالتايكواندو لا يظهر فقط في بطولات محلية بل بمسابقات عالمية وحققوا الكثير من الجوائز القارية.

الجديد في قطاع التحكيم عام 2025 أثناء متابعة المواجهات يتم ملاحظة وجوه شابة جديدة التحقت بتلك المهنة ويتم منحها مباريات بصفة الحكم الرئيسي وتلك ملامح واضحة من أصحاب القرار عن ذلك القطاع بضرورة اقحام الحكام الجدد بالبطولات التنافسية القوية ليتجرعوا القوانين بوقت مبكر، قبل الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية.

يضاف إلى هذا القطاع؛ الجهات المنظمة والمساهمة بالترتيبات والكوادر الطبية التي تتواجد وتشرف على علاج الاصابات أولاً بأول.

كما يمكن الاشارة إلى حجم الحضور الجماهيري بالمباريات كافة، حيث كان العدد يتناقص قي البطولات الماضية من دور لآخر وفقاً للغة الفوز والخسارة، ولكن في المسابقة الأخيرة تم حضور اللقاءات منذ البداية وحتى النهاية.