تصوير محمد القرالة تصوير محمد القرالة
أخبار مصورة

جرحٌ ينزف!

الحقيقة صادمة، واضحة، فاجعة، كأنها الفضيحة..

وبلا رتوش، ولا زيف: ها هي الأصابع الخمس، تشير بالإدانة إلى كل من يرى، ولا يراجع نفسه ألف مرة ومرة، ويعترف بسوء الحال، حالنا، لا حال من قست عليه الحياة، بعد أن تمرغنا بغيابنا، وأَدْمَنّا صمتنا، وتاهت بنا الدروب، فنسينا الإنسانية فينا!

*

أنت.. أيها المتأمل الآن: لو مرة، تخيلت ابنك، يسير الى مدرسته، بحذاء فاغر المقدمة، وأصابعه كأنها مشط لحمي، تخرج من فم النعل.. ماذا ستفعل؟

أظنك، ستغمض عينيك، سينقبض قلبك، ستنفطر روحك، ستخرج الآهة حسرة من فيك.. وستقول بعمري، ومالي، وقلبي، أي بني، سأفديك!

*

مرّة جاب المصوّر تلك القرى، هناك جنوبا وشمالا، ومثلها شرقا وغربا (...)

لم تحتمل عيناه أن ترى، فركّز الفقر المحتجب هناك، كثّف ألوانه، عصر بؤسه، لتكون صورة مكتملة بلون الحزن في عدسة الكاميرا.. لنرى ما رأى: ألم تختصره صورة، عنوانها «جرحٌ ينزف»!