استضاف المركز الثقافي الصيني، ضمن برنامج «لقاء الشاي مع القهوة»، الفنانين الأردنيين: الدكتور خالد خريس مدير المتحف الوطني للفنون الجميلة، والفنانة مغنية الأوبرا زينة برهوم، للحديث عن مشاركتهما في معارض الفنون التشكيلية والمهرجانات الغنائية في مدن متنوعة بالصين.
وقبيل اللقاء، أكّدت المستشارة في السفارة الصينية ومديرة المركز الثقافي الصيني(شي وي)، أهميّة اللقاء الذي يجمع قامات أردنية في الفنون والثقافة، مؤكدةً دور السفارة الصينية والمركز الثقافي في عملية التبادل الثقافي، وأشادت بخبرة الفنانين خريس وبرهوم وتجربتهما اللافتة في الصين وكونهما يمثلان الأردن في أكثر من مناسبة ومهرجان.
وأكّد الفنانان، في اللقاء الذي أداره مساعد مدير المركز الثقافي الصيني بعمان، أحمد العقرباوي، أهمية التبادل الثقافي بين الأردن والصين، وزيادة فقرات هذا التبادل وتنويعها، ما بين الفنون التقليدية والمعاصرة، معربينِ عن تقديرهما للسفارة الصينية وللمركز الثقافي الصيني، في الاهتمام بتبادل الثقافتين الأردنية والصينية في العديد من مواضيع ومجالات الفنون.
وعرض خريس وبرهوم انطباعاتهما في زياراتهما الصين، مؤكّدينِ أهمية علاقات الصداقة الصينية الأردنية، كمظلّة لعلاقات المثقفين والفنانين الأردنيين مع نظرائهم الصينيين، وتعريفهم بالدور الحضاري الفني والثقافي الصيني في العالم، وتحقيق معدلات نمو عالية في الاقتصاد الصيني، وتطلّع هذه الدولة إلى مساحات وافرة من الصداقة التي يجمعها طريق الحرير في عالم متعدد الثقافات ومتكاملها، خاصه من خلال 56 قومية وثقافة في الصين.
واحتفى برنامج «لقاء الشاي مع القهوة»، بالفنان التشكيلي والمؤرخ الدكتور خريس الذي أقام 18 معرضًا وشارك في 92 معرضًا محليًّا ودوليًّا، وكذلك بالفنانة زينة برهوم التي مثّلت الأردن في ستّ قارات في يوم الأوبرا العالمي وفي الموسيقى الكلاسيكية وأنواع البوب.
وتحدث الفنان خريس عن مشاركته في معارض الفنون التشكيلية في بكين، مؤكدًا أهمية هذه المعارض وتنوّع الفنانين وتبادل الأفكار والرؤى العربية الصينية، واستلهام الطبيعة والتفاعل مع المتاحف المتميزة في الصين وأساليب الإدارة الفنية هناك.
وتحدثت الفنانة برهوم عن غنائها في مهرجان كبير في منطقه شينغدو بالصين، إلى جانب كبار الفنانين الصينيين، وغنائها الاحترافي في حفل المهرجان لأغنية تحمل مفهوم وجسور الثقافات الإنسانية، كاشفة عن تعلّمها للغة واهتمامها بنقاء مخارج الحروف باللغة الصينية، علاوةً على موهبتها واحترافها الغناء الأوبيرالي، وسط حفاوة الجانب الصيني في هذا المجال.
كما تحدث الفنان خريس عن النهضة الكبيرة في الصين وتطورها، ومهارة الصين ورؤيتها في التسويق واستضافة كبار الفنانين وتعريفهم بالثقافة الصينية، من خلال دورات تستمرّ لأكثر من شهر ومعاهد مهمة في هذا الجانب، نحو تعرّف الزائر على المزيد من مظاهر الحياة في هذا البلد الصديق.
وتناول الضيفان الأثر الإنساني الذي اكتسباه في زيارة الصين، ومجالات التعاون الفني في المتحف الوطني للفنون الجميلة، وإقامة حفلات غنائية احترافية بعد النجاح الذي حققته الفنانة برهوم في الغناء للصين.
كما تطرق اللقاء إلى جهود الصين في تعليم اللغة الصينية في العالم العربي والأردن تحديدًا، من خلال سبع جامعات أردنية ومركز ثقافي صيني ومراكز أخرى.
وتحدث خريس عن جماليات الطبيعة الصينية وروح الإنسان الصيني المنطلقة في العمل واحترام الضيف والجاهزية الكاملة للعمل المتحفي والمهرجانات العالمية في شتى أنواع الفنون.
وأعربت الفنانة برهوم عن سعادتها بأن تمثل الأردن في بلد يقدم ثقافته إلى العالم، ويحترم المنجز الإنساني، لافتةً إلى الآثار والشواهد التاريخة في الصين، مثل «المدينة المحرمة»، وغيرها، كما تحدثت عن تميّز الصين التكنولوجي في المسرح الغنائي والفن الأوبرالي، مقارنةً بالأوبرا الغربية، كما أشارت إلى حديقة دب الباندا في مدينه شنغدو والترويج الرائع لهذا الحيوان، والمحافظة عليه في الصين كموطن لحيوان مسالم ورهيف.
وأشار الفنان خريس إلى معالم الصين العديدة، مثل سور الصين العظيم، ملقيًا الضوء على استقطاب الصين للفنان الأردني والعربي للعمل، منوّهًا بأنّ الصين ليست نمطًا واحدًا كما يعتقد الكثيرون، بل هي بلد متنوع في ثقافاته وقومياته وفنونه الشعبية التي تعطي ثراءً وغنى لبلد كبير المساحة وكثير عدد السكان.
واختتم الفنانان اللقاء، بتأكيد أهمية التعاون الصيني العربي في النواحي الإنسانية، ولعب الصين دورًا كبيرًا ومهمًّا في مساندة قضايا العرب، اعتمادًا على صداقتهم مع الصين، التي كان لها حضورها الرائد قديمًا على طريق الحرير.
يشار إلى أنّ «لقاء القهوة والشاي» يلاقي تفاعلًا وقبولًا من مثقفين وفنانين، ويعتمد دوريًّا استضافة فنانين أردنيين ومثقفين للحديث في مواضيع شتى ومتنوعة تلقي الضوء على التجارب الأردنيّة في أكثر من مجال.