في ذكرى وفاتها الثانية التي صادفت، الثلاثاء الماضي، حريٌ بنا الوقوف على تجربة المربية الفاضلة الدكتورة مريم اللوزي تلك السيدة الأردنية المعطاءة التي نذرت نفسها للوطن ورفعته مدفوعة بصدق انتماءها للأردن وقيادته الهاشمية وهي النموذج الفريد التي كانت تترجم الانتماء على نحو من العمل الجاد والبناء والعطاء بكل إخلاص ووفاء ومن أجل الأردن الأعز والأقوى وحماية أمنه وصيانة استقراره بكل قوة وإيمان صفًا واحدًا وقلبًا واحدًا وأسرة واحدة.
لم التق اللوزي في حياتها إنما عرفتها بحكم عملها المشرف تحت قبة البرلمان نائبًا للوطن بأسره لم تتسلق المناصب ولم تسع إلى تحقيق شهرة أو مكانة جوفاء بقدر ما حازت ذلك بفعل مواقفها ومقدرتها وكفاءتها التي أثبتت للقاصي والداني أنها قادرة على التفوق والمجادلة من أجل الأردن بالتي هي أحسن بصورة وشكل وكيفية لربما تفوقت فيها على الرجل حين آمنت أنها لكل مجتمعها وليست لفئة منه دون سواها، ولقد ظلت اللوزي متمسكة بقناعاتها ومبادئها التي كانت دستورها في الحوار والنقاش وبذل محاولات الإقناع، وكل ذلك كان يصب في خانة الدفاع عن ?لناس وتبني قضاياهم دون التخندق في إطار ضيق أكان ذلك بدافع إقليمي أو جهوي أو عشائري.
قبل أحد عشر عامًا وتحديدًا سنة ألفين وثلاثة عشر حققت مريم اللوزي فوزًا مشرّفًا بمقعد مجلس النواب عن الدائرة الخامسة وكانت مقومات نجاحها هو الاحترام والتقدير والمصداقية والموضوعية التي تشكلت منها مكونات شخصيتها الأصيلة التي جعلتها على مقربة من مسافة واحدة مع الجميع بلا استثناء، والذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع وكتبوا اسم (مريم اللوزي) كانوا من أولئك الذين عرفوها إنسانة ومعلمة تلقوا تعليمهم على يديها ثم من بني أهلها الذين ضنّوا فيها الخير والجرأة في نقل صوتهم للجهات المعنية بل والدفاع عنها بكل ما أوت?ت من علم وصبر وخبرة ودراية ودون هوادة وكانت تستمر في ذلك إلى أن يعود الحق إلى صاحبه أو إلى نصابه.
تركت اللوزي بصمات لافتة سيذكرها الناس بها لأنها كانت إنجازات ارتبطت باسمها، وفي هذا المقام لا يمكن الكتابة عنها دون الثناء على جهودها العظيمة التي أحدثت نقلة نوعية في واحدة من أهم مدارس المملكة وهي مدرسة الجبيهة الثانوية للبنات التي صارت من أفضل مدارس المملكة وحصدت إثر ذلك أكثر من جائزة أكدت في دلالاتها أن التعليم عندما يكون في أيد أمينة فإن الانجازات سوف تأتي تباعًا وأن أبناءنا سوف يحققون التميز لا محالة.
نستذكر مريم اللوزي التي أسلمت الروح لبارئها قبل عامين من الآن فخيّم الحزن في سماء عمان لفقدانها المؤلم الذي غيّب شمسها مرأى العيون لكنها بقيت الحاضرة في ذاكرة الأردنيين الذين احترموا مريم لفكرها ونبل صفاتها وأخلاقها، وتلك كانت الخصال التي عبّدت طريقها للولوج إلى قلوب الناس الذين ما زالت ألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الله صباح مساء أن يتغمدها بواسع رحمته ورضوانه.
[email protected]