ينظم المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة بالتعاون مع ARTZOTIC معرضا فنيا بعنوان إكسير الذاكرة» للفنان الفلسطيني هاني زعرب، في السادسة من مساء الأحد 21/4 في المتحف الوطني مبنى2، ويستمر حتى يوم الأحد 12/5 القادم.
وفي «إكسير الذاكرة»، يُقدّم هاني زُعرب استجواباً عميقاً لروح الذاكرةٍ التي لا تُقهر، على خلفيةِ سرديّةٍ فلسطينيّة مؤثّرة. باستخدامه القطران، وغيرها من المواد المشحونةِ بدلالات الشّدَّةِ والمرونةِ معاً، حيث يَنسجُ الفنانُ مفردات بصرية تغوص عميقاً في تعقيدات حماية ذاكرته واسترجاعها.
وتدعونا هذه الأعمال الاستبطانية والتأملية إلى تجاوز حدود الزمان والمكان، والدخول إلى الذاكرة باعتبارها كياناً ديناميكياً يَمنحُ شكلاً للهويّة، ويُواجِهُ المحو التاريخيّ.
يَخوض عملُ الفنان في التفاعل المعقَّد بين الذاكرة الشخصيّة والجمعيّة، كاشفاً مدى وكيفية تشابك السرديّة الفرديّة داخلَ النسيج التاريخيّ الأوسع، ومِنْ ثَمَّ يَعملُ كقناةِ وَصْلٍ لهذه القصص المتّرابطة، مقترحاً حواراً يَصِلُ الماضيَ بالحاضِر، والذاتيَّ بالكونيّ.
ويدعو المعرض مُتلقّيهِ للتأمل في دور القوّة في تشكيل السرديّات التاريخية، وبذلك يُسلّط الضوءَ على التوتّر ما بين الأصوات المهيمِنة وتلك المهمَّشة. ويَحثُّنا فنُّ هاني زُعرب على التفكير في الذكريات، سواء التي يُحتفظُ بها، أو تلك التي تُحالُ إلى الظل، ما يدفعنا إلى استكشاف سياسات الذاكرة وقابلية تعرّضها إلى التلاعب.
والفنان زعرب ملتزم بجعلِ عَمَلِهِ «إكسيرَ الذاكرة» لنا جميعاً، كما هو له شخصياً. ومعرضهُ هذا دعوةٌ إلى التفكّر في مرونة الذاكرة وهشاشتها في مواجهة الأحداث، وفي قوّتها الدائمة أيضاً كمرجع للهويّة والصُّمود.
ويقول الفنان المولود في مخيم رفح عام 1976 عن معرضه: «شكّلت مجموعة هذا المعرض محاولة حسّيّة لاختبار الغوص في الطبقات الذهنية والمادية للحدود الواقعة بين حالة الذاكرة والتَذَكُّرْ، بكل هشاشتها وشفافيتها، حيث لم أكن أعرف حينها بأننا وبعد وقت قليل سوف نعيش وبكثافة مستمرة حالة التذّكر الجماعية هذه، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، بكل ما تحمله من وجع وأمل».