كتاب

الاستراتيجية الوطنية للوقاية من آفة المخدرات

استجابة وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، إذ وجه جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته لإدارة مكافحة المخدرات بتاريخ 22/5/2023، إلى إيجاد استراتيجية وقائية شاملة لآفة المخدرات.

تم بالفعل وعلى الفور تشكيل لجنة عليا انبثقت عنها لجان فنية من كوادر الأمن العام لصياغة هذه الإستراتيجية بالشراكة مع (٣٣) جهة رسمية وأهلية ومؤسسات المجتمع المدني.

من المفيد استعراض جوانب من الإستراتيجية والتي أطلقها مؤخرا عطوفة مدير الأمن العام اللواء الدكتور عبيد الله المعايطة بتاريخ 19/3/2024، والتي تهدف إلى محاربة آفة المخدرات وفق نهج علمي وعملي، بالتعاون مع جميع الوزارات والمؤسسات المعنية، وتعزيز حماية المجتمع وتحصين أبنائه، من خلال بناء ثقافة مجتمعية واعية لمخاطرها ورافضة لهذه الآفة وما يتعلق بها من جرائم وسلوكيات.

تغطي الإستراتيجية الفترة الزمنية (2024-2026) ووفقا لمدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد حسان القضاة فإن الاستراتيجية تهدف إلى توحيد الجهود حول نهج شمولي تشاركي، تتكامل فيه الأدوار ضمن استراتيجية عمل واحدة مع جميع المؤسسات المعنية لتحقيق أهداف عدة من بينها بناء ثقافة رافضة للمخدرات، إضافة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بخدمات العلاج من الإدمان وإدماج المتعافين.

كما أنها ترتكز على هدفين رئيسيين؛ الأول رفع مستوى الوعي بآفة المخدرات والذي ينبثق عنه أهداف تشغيلية من أهمها تعزيز دور الأسرة والمؤسسات التعليمية واستثمار دور وسائل الإعلام في التوعية إضافة إلى دور المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام، أما الثاني فيتناول نشر ثقافة إعادة تأهيل المدمنين وإعادة دمجهم في المجتمع، مشدداً على الدور الوطني المهم لوسائل الإعلام في هذا المجال.

وبالطبع هناك العديد من البرامج والأتشطة العلمية والعملية المتضمنة في الإستراتيجية من أبرزها إعداد دليل تثقيفي يشمل مهارات الوالدين للتعامل مع اليافعين للحد من عوامل الخطر، ودليل موحد لتثقيف الطلبة، وتمكين الهيئات التدريسية والكوادر الإدارية في المؤسسات التعليمية، وبناء قدراتهم في مجال التوعية مع بيان دور المرشدين الاجتماعيين في المدارس كافة، إلى جانب تنظيم المسابقات، وإطلاق المبادرات وإدخال البرامج التوعوية ضمن التجمعات الشبابية، وإنشاء الأفلام التوعوية وتفعيل دور الصحافة والإعلام وتأهيل الوعاظ والخطباء والتوعية الأسرية بالكشف المبكر والتوعية بقانون المخدرات.

لماذا نركز على هذا الجانب من استعراض هذا الإنجاز الوطني التشاركي الهام، ولماذا هذا التوجيه الملكي بالذات مع تداعيات الظروف المحيطة بالمملكة الأردنية الهاشمية؟

هي أسئلة مشروعة كما جاءت من أجلها الإستراتيجية للحماية وللتوعية وللعلاج والتحكم، ولعل مؤشرات الأداء المتضمنة في الإستراتيجية سوف تتابع باهتمام ومن قبل جميع الأطراف المعنية لقياس مدى التقدم والإنجاز ضمن فترات المراجعة والتقييم.

جميعنا وعلى امتداد مواقعنا نشترك في تحمل مسؤولية مواجهة آفة المخدرات، وللصدق والأمانة نجحت العديد من الجهود المجتمعية بالتعاون مع مديرية الأمن العام وإدارة مكافحة المخدرات في التصدي والعلاج والحماية.

تفاصيل عديدة ومنوعة يمكن الرجوع إليها والاستفادة من الإستراتجية الوطنية للوقاية من آفة المخدرات لترجمة الأهداف إلى واقع عملي مفيد، حمى الله الجميع من هذا الشر وسدد الجهود لما فيه السداد والحماية ودرء الخطر الشديد.

fawazyan@hotmail.co.uk