بأخلاق الهاشميين الأخيار وتسامحهم وكرمهم وفضلهم، وجه جلالة الملك عبد الله الثاني- حفظه الله ورعاه وأعانه–الحكومة إلى إعداد مشروع قانون للعفو العام والسير بإجراءاته الدستورية.
كعادته يدخل سيدنا الفرحة على قلوب الناس الذي يحتفي بسعادة بالغة بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية وجلوس جلالته على العرش، ويبادل جلالته المودة بالوفاء والدعاء لله بأن يديمه سندا وعونا للجميع من حوله وفي ظل رايته وقيادته الهاشمية المظفرة.
توجيهات جلالة سيدنا واضحة ومؤكدة على أهمية مراعاة مشروع القانون للمصلحة العامة، والمحافظة على الحقوق الشخصية والمدنية، وفق مبادئ العدالة وسيادة القانون، وألا يتعارض مع مقتضيات الأمن الوطني والسلم المجتمعي، وبذلك يحمل الأمانة للجميع مضاعفة ومقدرة على قدر المسؤولية المنشودة.
وكعادته في المناسبات كافة يعرب جلالته عن أمله في أن يسهم مشروع القانون في التخفيف من الأعباء على المواطنين، والعمل على مساعدة من حاد عن طريق الحق وجادة الصواب في تصحيح مساره، والمساهمة في بث روح الإيجابية والتسامح في المجتمع وإشاعة مفهوم العدالة التصالحية.
لهذا شدد الملك كذلك على أهمية أن تشكل هذه الخطوة فرصة للتغيير في نفوس ممن سيشملهم العفو العام حال إقراره، من خلال العودة إلى حياتهم الاجتماعية، والانخراط بحيوية في إطار احترام القانون وحقوق المواطنين.
هو عفو وخلق هاشمي وليس بجديد على جلالة الملك عبد الله الثاني، فلطالما كان دوما مع نبض الشعب، وتطلع أم وزوجة وأخت وبنت تجاه من تعثر ودخل السجن ومن لم يجد له سوى العفو ليعود للحياة الطبيعية مفعما بالأمل والرجاء لفتح صفحة جديدة ومتابعة المشوار بالامتنان والعرفان لسيد البلاد والأب الحاني الراجي من الله التوفيق.
نقرأ في توجيهات جلالة الملك الكثير من العطف والرعاية والانتباه والالتزام والمراعاة للظروف التي يعيشها السجين وأهله والأحوال الصعبة التي تؤثر على الأسر ونعكر صفو حياتهم ومستقبلهم.
ووفقا لرئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب النائب الأستاذ غازي الذنيبات فقد رجح الانتهاء من إجراءات مشروع قانون العفو العام ضمن لمراحل الدستورية بشكل متسارع، ليصار إلى صدوره وتوشيحه بالارادة الملكية السامية قبل عيد الفطر.
مشيرا أيضا أن المراحل الدستورية هي كأي مشروع قانون، ستقوم الحكومة بإعداده وتقديمه إلى مجلس النواب والذي سيقوم بعرضه على المجلس، وإحالته إلى اللجان المختصة ليصار إلى دراسته وإجراء التعديلات والتوصيات اللازمة، ثم التصويت عليه من قبل أعضاء المجلس وإقراره ورفعه إلى مجلس الأعيان، وبعد إقراره من قبل مجلس الأعيان، يوشح القانون بالإرادة الملكية السامية ويصبح نافذا.
هو فرح سوف يدخله سيدنا على من غطى الحزن لفترة منازلهم ونغص حياتهم، حفظ الله جلالة الملك وأعزه وأيده برعايته وكريم فضله وعنايته وأدام على الأردن الحبيب الأمن والأمان والخير والاطمئنان.
fawazyan@hotmail.co.uk