مفرح مواكبة الإنجاز ومتابعة التقدم عن قرب وهذا ما عهدته في تجربة بدأت من خلال فكرة ونمت وكبرت وامتدت في أرجاء الأردن الحبيب لخدمة فئة عزيزة وكريمة؛ هي مبادرة وطنية بعنوان: «تكية سيدنا إبراهيم الخليل»، ضمن إطار جمعية سارعوا للخير الخيرية حيث تأسست التكية قبل ما يزيد على الثلاثة أعوام وبدأت العمل بتاريخ السادس من رمضان 1442هجريا بموقع صغير مستأجر بضواحي عمّان يقدم الطعام الساخن للمحتاجين مباشرة من خلال مطبخ إنتاجي خيري وتوسعت من ثم خدماتها وأعمالها الخيرية من منطقة البقعة إلى باقي مناطق المملكة الاردنية الهاشمية.
اليوم أصبحت التكية تشغل مطبخا نموذجيا وفق أفضل المتطلبات الصحية والمهنية بمساحة (400) متر مربع في منطقة الياسمين في شرق عمّان،وتقوم بتوزيع الوجبات الساخنة يوميا ولحسن الطالع لم تنطفىْ نار مطبخها منذ تاريخ بدء العمل وعلى مدار العام وتغطي خدماتها محافظات ومناطق: العاصمة، المفرق، إربد، جرش، عجلون، البلقاء، مادبا، الكرك/ غور الصافي والزرقاء.
تعمل التكية من خلال مجلس إدارة تطوعي بالكامل ومساهم يدا بيد مع ما يزيد على ستين جمعية مناطقية مرخصة من أجل أن تقوم كل منها بتوزيع الطعام بمناطق نشاطها على الأسر المتعففة والمحتاجين.
ما يميز تجربة ومبادرة تكية سيدنا إبراهيم الخليل هو التخصص في إطعام الطعام وتطوير العمل ضمن المواصفات والمتطلبات المطلوبة والانتشار إلى مناطق جديدة وتحسين القدرة الإنتاجية وتحقيق الطموح والشعار الكبير بالوصول بالأردن إلى «البلد الذي لا يجوع فيه إنسان» تماما كما هي أهداف التكية التي في تقع مدينة الخليل والملاصقة للحرم الإبراهيمي، والتي افتتحت عام 1279 على يد السلطان قلاوون الصالحي في زمن صلاح الدين الأيوبي لتوفير وجبات الطعام لعابري السبيل وضيوف المدينة ومحتاجيها، في استمرار لنهج سيدنا إبراهيم المُلقب بـ'أبو الضيفان».
جهود تطوعية بالكامل تجسد معنى التكافل الاجتماعي والتخصص في العمل وتضافر الجهود وعلى مدار العام لتلبية الحاجة وستر الأسر المتعففة والوصول إليها جنبا إلى جنب مع جمعيات وهيئات مجتمعية بتشاركية مثمرة وإيمان عميق بأهمية العمل الجماعي والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين والتكافل الاجتماعي.
سعدت بالاطلاع على نشاط للتكية في أول جمعة من شهر رمضان المبارك الحالي حيث أقامت بالتعاون مع أمانة عمّان الكبرى، خيمة موائد الرحمن في جاليري رأس العين، اجتمعت حولها عشرات الأسر العفيفة من عماّن، في عمل خيري ساهمت به أيضا جمعية الريحانة الخيرية ومبادرة «يلي ما بلزمك بيلزمنا».
أكثر من 225 فردا من أسر عفيفة أردنية وأخرى عراقية وسودانية وسورية وليبية وغزواية التقت في مأدبة الإفطار الخيرية ووزع إليها في نهاية المناسبة طرود الخير لمساعدتهم بتوفير جزء من حاجتهم الغذائية في ثنايا الشهر الفضيل، وأحيت فرقة أناشيد إسلامية الحفل، الذي نظم بالتعاون مع مديرية البرامج والمرافق الثقافية بأمانة عمّان، فيما سعت الجمعيات المشاركة إلى رسم الابتسامة على وجوه أطفال العائلات والأهالي المجتمعين بفرح وسرور.
نشير إلى تجارب الخير في بلدنا الخير وسواعد التطوع والخدمة المجتمعية والتي تحتاج إلى دعم جهودها بالإشادة والتبرع والتعاون وتذليل العقبات وهي كثيرة في مسيرة العمل الخيري والإنساني وفي مجالاته المنوعة ومنها إطعام الطعام، دعم التعليم، كفالة اليتيم والعديد من جوانب التكافل الاجتماعي المطلوبة.
نجاح التجربة والتي تبدأ فكرة وتنمو وتكبر هو انسجام وتناغم القائمين عليها وطموحهم وعزمهم على المضي قدما في النجاح لخدمة المجتمع بشراكة الجهات والأطراف المعنية وتطوير العمل وتحسين الإنتاجية وتدريب وتأهيل العاملين ورفع قدراتهم.
لمبادرة تكية سيدنا إبراهيم الخليل وسائر من يعمل في درب الخير (وهي عديدة)، أمنيات التوفيق والأجر والثواب الجزيل والمزيد في ميزان الحسنات.
fawazyan@hotmail.co.uk