(رمضان) شهر كريم مبارك فرض المولى سبحانه فيه الصيام على أمة الإسلام.
يروى أن... كلمة (رمضان) جاءت من الأصل «رمَض» وهي شدة الحر، حيث كانت تسمية رمضان في وقتٍ جاء فيه شديد الحر؛ فأُطلق عليه هذا الاسم. والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهر عند المسلمين، حيث أن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش فيكون جوفه رمِضاَ.
وفي وقتنا هذا... يكاد ينطبق على الدنيا الزائلة من حولنا؛ أصل الوصف في تسمية هذا الشهر (من الرمّض) لكن ليس لشدة الحر فيه، ولا لأنّ جوف الصائم يشتد حرّه من شدة الجوع والعطش... فقط حتى يصبح جوفه ...رمِضًا؛ بل و(بل كبيرة) بحجم شدّة حرّ الصحارى...جميع صحارى الموت في دنيانا، بل حتى التي على القمر...هلالًا، و الذي انتهكوا حرماته في رمضان بلا مخافة من المولى عزّ وجل. القمر المضيء عكس اعكاس..يستلف ضوءه من الشمس...بكى لما يراه من مجاز في بلاد احتلها الأشرار بمساعدة..الأكثر شرًا.
هذه الدنيا حوّلوها إلى رمضاء تعاني من جفاف رملها و شدّة العطش في جوفها بل وضميرها بل ضمير العديد... العديد من مرتاديها. نعم هم مرتادو هذه (اليابسة...أليابسة). فمصير البني آدم تحت التراب مهما كبر...وتكبّر، مهما طغى و...تجبّر، مهما قسى قلبه و...تحجّر. في وقتنا هذا...الرمض استشرى و خيّم خارج حدود العقل، بل خارج حدود اللاعقل، خارج حدود الإنسانية، ألإنسانية؟!؟!، وكأن هذه الكلمة (شُطبت) من قاموس الإنسان وقد تحوّل نفر منهم إلى جماد القلب العاطفة وتحجّرها. بل يُظلم الحجر لتشبيهها به.
الحجر يشقّق قلبه طربًا لهطول الغيث عليه من السماء...لا القذائف الشيطانية من قوم ...زائلون. ألحجر من الصخر يطاوع من يلجأ إليه في كهف فيحميه. بل ومنه تقوم البيوت المعابد المدارس المشافي التي يهدمها من لا يخاف الله على رؤوس من فيها... أطفالًا نساءًا رجالًا مسالمون أو حتى مقاومون الظلم والعسف وغصب الأرواح والأرض. هو محتلّ غاصب بمعرفة وتشجيع بل بتزويد ممّن لا يخافون الله بمقومات القتل وهم دامعون تمثيلًا. صدق القائل «لا تنظر إلى دمع عينيه!! أنظر إلى فعل يديه».
في رمضان هذا وهو شهر العبادة. و...العبادة والتقرب إلى الله يكون في كل وقت وكل حين، ألبعض ينتظرون رمضان ليتعبدوا ويخرجوا عن لباسهم السيء الذي يرتدونه طوال العام. في شهر رمضان المبارك هذاالذي حلّ علينا ونحن في بأس شديد. قصف من عدوّ بقذائف ممّن لا يخافون الله... يساندونه و..يراوغون. هدم المباني على رؤوس ساكنيها الآمنين وقتلهم أطفالًا نساء رجالًا بل اصطياد الأنعام بنية القتل حتى يحرم المرء من الغذاء..بل وحرق الشجر والنبت والعشب وكل ما يتحرّك أو ما لا يتحرّك. هم لا يعترفون سوى بقدسية يضعونها (لأشهرهم...هم) أشهر مليئة?بالدماء بالحقد و...القتل.
في هذا الرمضان يشتدّ من حولنا ...الرمِض والعياذ بالله. لكن هناااك قوم صابرون واقفون صامدون. ستنبت الأرض على شاطىء البحر وضفاف النهر.. أشجار الزيتون التي حرقها الطغاة...من جديد. بل وتنبت إنسانًا..عملاقًا سيقوم وكل يوم وليلة بل وساعة كما طائر الرخّ. فالأرض تحنو على أصحابها... تحميهم و..تعيد ولادتهم و..باستمرار و....لا يصحّ ألّا الصحيح.
ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام. زائلون هم زوال الباطل، إن الباطل كان...زهوقًا.
