كتاب

إنجاز طبي مدني وآخر عسكري

لفت انتباهي إنجازاً طبياً واحداً مدنياً والآخر عسكري، وأحببت الإشارة إليهما للدلالة على ما تنهض به المؤسسة الطبية الأردنية من مسؤولية لخدمة المريض وبشكل مناسب ومتقدم على حد سواء.

الإنجاز الأول تمثل في افتتاح معالي وزير الصحة في محافظة البلقاء توسعة وتحديث قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، واجراء الصيانة للمستشفى، وافتتاح مركز صحي أم جوزة الأولي ليشكل بذلك توسعة البنى التحتية لمستشفياتها ومراكزها الصحية وتطويرها بهدف تجويد الخدمات الصحية المقدمة ورفع مستوى الرضا عن الخدمات بشكل عام، وتحقق الإنجاز من خلال الدعم المقدم من دولة الكويت الشقيق ومن المانحين المساهمين في صندوق المنحة المشتركة لتمويل مشاريع وزارة الصحة في مجال تحديث المستشفيات وإنشاء المراكز ال?حية، حيث تجاوزت المنحة الكويتية مبلغ 2 مليون دينار أردني، فيما بلغت تكلفة أعمال الصيانة للمستشفى من صندوق المنحة المشتركة نحو مليون دينار.

يعني الانتهاء من توسعة وتحديث قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وبناء مركز صحي أم جوزة توفير الخدمة لنحو 600 ألف نسمة وبمساحة البناء فيه 16 ألف متر مربع، أضافت نحو 1500 متر مربع لقسم الطوارئ لتصل المساحة الإجمالية للقسم إلى 2200 متر مربع، ويعني أيضا ارتفاع عدد أسرة قسم الإسعاف والطوارئ من 10 اسرة إلى 35 سريرا قابلة للزيادة إلى 45 سريرا، وتم مضاعفة أعداد الأطباء والممرضين العاملين في القسم ويضم «الإسعاف والطوارئ» الجديد، طوارئ التخصصية من الجراحة والباطني والأطفال والعظام، وغرفة عمليات مجهزة بالكامل، وغرف أشعة X-Ray وأشعة التراساوند، ومختبر وصيدلية، وغرف عزل وتعقيم، ووحدة تطهير كيميائي، بالإضافة إلى مكتبين لمندوب الحوادث ومندوب الدفاع المدني، وفيما يتعلق بمركز صحي أم جوزة، فقد بلغت مساحة بنائه 960 مترا مربعا، ليقدم خدماته لنحو 10 آلاف مواطن من خلال عدة عيادات أبرزها عيادة الطب العام، وعيادة طب الأسنان، وعيادة طب الأسرة، وعيادة الأمومة والطفولة، بالإضافة إلى المختبر والصيدلية وغرفة الأشعة.

الإنجاز الثاني عسكري حيث أفتتح مدير عام الخدمات الطبية الملكية، في مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب، وحدة تأهيل أمراض القلب، التي تعد الأولى على مستوى المملكة وتحتوي وحدة تأهيل أمراض القلب على نظام تأهيلي متكامل، يتكون من أجهزة متطورة ذات جودة عالية مرتبطة عبر نظام شبك مركزي لاسلكي، تستهدف مرضى القلب ما قبل وبعد العمل الجراحي والمرضى الذين يتعرضون إلى أمراض قلبية وذبحات صدرية.

سوف ينعكس هذا الإنجاز على الخدمات التي تقدمها كوادر الوحدة لرعاية المرضى، و ينعكس تباعا على صحة المرضى وتسهيل عودتهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بأسرع وقت، والاستفادة من الأجهزة لشخيص المرض وتحديد شدته، وتحديد عتبة ألم الذبحة الصدرية والنشاطات الآمنة وغير الآمنة للمريض في كل مرحلة من مراحل تأهيل المرضى.

تكمن أهمية الإنجاز في كون وحدة تأهيل أمراض القلب تعتبر الأولى على مستوى المملكة، وسوف تكون القلب النابض لبداية التخصص في الخدمات الطبية وتقديم أفضل خدمة طبية للمرضى.

لا بد من الإشارة وبقدر من الاهتمام إلى الخطوات المتقدمة التي تبذل في المؤسسة العسكرية والمدنية وفي المجال الصحي والإشادة بالجهود المبذولة من قبل المسؤولين والأطباء والجهاز الطبي والتمريضي والإداري لخدمة المريض بالدرجة الأولى.

ما نشهده من تطور في القطاع الصحي سواء في القطاع العام والخاص يحتاج إلى متابعة منا جميعا والإشارة إلى النماذج المضيئة والإنجازات المميزة ومنها التقدم في مجال تخصصات القلب، التوليد، الطوارئ والإسعاف والعديد من الإنجازات التي سوف يكون لها مساحة قادمة، ولأسرة القطاع الصحي باقات جميلة من الامتنان والعرفان.

fawazyan@hotmail.co.uk