بهدف إحداث تحول كبير في أفق مدينة عمّان والانتقال بها لتصبح نموذجاً حديثاً ومثالياً للاستثمار وللعمل والعيش والتعافي والتسوق، بالإضافة للحصول على الترفيه الملائم لمختلف الفئات، مع مكونات هي الأرقى، على غرار مدن العالم الحديثة التي تتمازج فيها الأناقة والرفاهية والهندسة المعمارية المميزة مع البنية التحتية عالمية المستوى، وذلك تجسيداً لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني، كانت انطلاقة مشروع العبدلي التي خطط لتنفيذه كاملاً بقيمة تتجاوز 5 مليارات دولار.
البداية... أكثر من مجرد شراكة بين القطاعين العام والخاص وأنموذج للتعاون الإقليمي
العام 2004 شهد تلك الانطلاقة، وذلك حين تأسست شركة العبدلي للاستثمار والتطوير بشراكة بين القطاعين العام والخاص؛ وتحديداً بين مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها (موارد) وشركة الأفق العالمي للتنمية والتطوير، ثم توسعت بانضمام الشركة العقارية المتحدة - الأردن تحت مظلة شركة مشاريع الكويت القابضة (KIPCO).
مسيرة التطوير كانت حافلة بالإنجازات ومليئة بالنجاحات برغم التحديات التي تمثل أبرزها في الأزمة الاقتصادية وتبعاتها التي ألقت بظلالها على العالم في العام 2008. لكن، وعلى عكس أية تخمينات، فقد كانت تلك التحديات خلال فترة التأسيس والتطوير، الدافع للمضي قدماً نحو تقديم أنموذج للتعاون الإقليمي في مجال التطوير الإنمائي مع النواة المركزية الجديدة لمدينة عمّان المعاصرة، والمخطط لها أن تعزز الوجه السياحي والحضاري والثقافي والطبي والاقتصادي للعاصمة الأردنية.
افتتاحية تاريخية ومكونات غير مسبوقة بتوقيع من جلالة القائد
الافتتاحية كانت تاريخية؛ إذ جاءت في العام 2014 وتحديداً في شهر حزيران منه، وهو الشهر الذي يرتبط في الذاكرة الأردنية بالعديد من المناسبات الوطنية وعلى رأسها ذكرى الجلوس الملكي، بالإضافة ليوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى. وبقيمة استثمارية متعددة الجنسيات تجاوزت 2.4 مليار دولار، افتتح مشروع العبدلي أولى مراحله آنذاك، حيث أصبح حقيقة على الأرض، بتوقيع من جلالة القائد الذي تفضل بتدشينه، فارضاً حضوره بقوة، ومعيداً تشكيل الوسط التجاري لعمّان.
تلك المرحلة، نُفِّذَت على مساحة 250 ألف متر مربع، منها أكثر من مليون متر مربع من الأمتار التطويرية، متضمنة إنشاء بنية تحتية متقدمة ومتنوعة الاستخدامات، ومسفرة عن تقديم منطقة مؤهلة وذات بيئة جاذبة. في هذه المرحلة أتيحت مكونات غير مسبوقة، تراوحت بين المشاريع السكنية والمكاتب والمحلات التجارية والفنادق والبوليفارد والعبدلي مول، فضلاً عن مستشفى العبدلي، كما تم تقديم مجموعة واسعة من الخدمات المتخصصة بعدد من القطاعات، ابتداءً من خدمات الإقامة، مروراً بخدمات التجزئة، وخدمات الضيافة، ووصولاً إلى خدمات الرعاية الصحية والخدمات التجارية وخدمات الترفيه.
هذا الإنجاز بافتتاح المشروع، لم يكن سوى البداية التي ظلت تأخذ بالتوسع والتطور والنمو السريع، حتى بات العبدلي من الروافد الاقتصادية الهامة، بفضل أدائه القوي والجاذب، حتى أصبح مركزاً تجارياً رئيساً، ومقصداً جاذباً في قلب العاصمة عمّان لأفضل تجربة لكل من المستثمرين والأعمال من الشركات المحلية والدولية التي سارعت لتكون جزءاً من المشروع بعد اختياره ليحتضن مقارها، وللزوار والمتسوقين والباحثين عن أماكن راقية للإقامة والتشافي وقضاء أوقات ترفيهية نوعية مع العائلة والأصدقاء للمواطنين والمقيمين والسياح من مختلف الفئات العمرية.
انطلاقة مكللة بالإنجازات عمادها إعادة صياغة العديد من المفاهيم المفضية لنقلات نوعية في العديد من المجالات
وعلى مر المسيرة، يُشهد للعبدلي إنجازاته التي استهلها بإعادة صياغة مفهوم الاستثمار العقاري مع الثورة العمرانية التي أحدثها، والخيارات المتنوعة التي أتاحها للاستثمار والاستخدام، مروراً بإضفاء بُعد جديد على مفهوم الضيافة والسكن الذي شهد مع مشاريع العبدلي السكنية وفنادقه نقلة نوعية ارتكزت على أسلوب الحياة المعاصر القائم على التصميم البديع ووسائل الراحة والخدمات الاستثنائية، هذا فضلا ًعن رفع سوية قطاع التجزئة من خلال تنمية الاستثمارات عالية القيمة ضمنه وإطلاق العديد من العلامات التجارية المحلية والعالمية الراقية في مجالات عدة، وإدخال نمط جديد لبيئة الأعمال الذكية والمتطورة والتمكينية مع المساحات المكتبية التي قدمها والتي تمتاز بكونها مخدومة بشكل متكامل.
كذلك، فقد وضع العبدلي بصمته على خارطة الترفيه والاقتصاد الإبداعي القائمة على احتضان الفنانين والمواهب والفعاليات المتنوعة، مقدماً تجارب غنية لم تقدم في المملكة من قبل، معززة بمراكز التسوق وأبرزها العبدلي مول الذي اعتبر الأول من نوعه من حيث توظيفه لتقنيات صديقة للبيئة، وتصميمه المفتوح، هذا فضلاً عن الارتقاء بالسياحة العلاجية مع مستشفى العبدلي الذي يعد صرحاً طبياً مميزاً على مستوى المملكة والمنطقة بفضل طاقته الاستيعابية الكبيرة وتجهيزاته الحديثة وكوادره المشهود لها. كل ذلك، انعكس على مكانة المملكة السياحة.
مكانة متقدمة تبرهن عليها الأرقام المسجلة
واليوم، أصبح العبدلي المعلم الحضاري الأرقى في العاصمة، موفراً أساساً صلباً للأعمال على اختلاف قطاعاتها وأحجامها، ومقدماً مركزاً ينطوي على كل مزايا الحياة العصرية التنافسية والجاذبة في بيئة حيوية حديثة، مسجلاً نسب إشغال عالية، تشكل بمجملها مصفوفة نجاح يشار لها، وتتجلى في:
أكثر من 500 شركة تختص بما يزيد على 27 قطاعاً،
أكثر من 86 مطعماً من أكثر من 7 مطابخ مختلفة
أكثر من 62 متجراً للأزياء وأكثر من 4 متاجر إلكترونية وما يزيد على 2 سوبرماركت،
أكثر من 734 شقة وأكثر من 20 مرفق وأكثر من 7 شقق علوية،
أكثر من 1200 غرفة فندقية وأكثر من 20 مرفق وأكثر من 3 نواد صحية،
أكثر من 200 سرير مع أكثر من 450 أخصائي وأكثر من 28 مركز متخصص،
أكثر من 8 مراكز للترفيه، وأكثر من 5 صالات سينما، وأكثر من 3 مراكز ألعاب للأطفال،
أكثر من 21 مليون زائر سنوياً،
أكثر من 15 ألف موظف.
وكمحصلة لمختلف هذه الجهود والإنجازات، فقد أصبح العبدلي وجهة هامة لتقديم العوائد المجزية للمستثمرين ضمنه ولخزينة الدولة، مع التزام كبير بتعزيز الجهود الوطنية لتنويع الروافد الاقتصادية ومكافحة البطالة.
الاستدامة البيئية... التزام استراتيجي تجاه التنمية المستدامة
ونظراً لتطويره وفقاً لمبادئ حديثة في كل جوانبه وعناصره، فقد كانت الاستدامة البيئية من أهم الركائز لدى العبدلي، الأمر الذي ترجم عبر خطط وعمليات تقليل الانبعاث، وهي التي تجلت في التحول لمصادر الطاقة البديلة كمصدر للطاقة المطلوبة في المشروع، فيما يتم تكريس الجهود حالياً لإعادة التدوير كجزء من التوجهات للحد من البصمة الكربونية.
التشاركية في حمل المسؤولية وتجسيد مستمر للالتزامات التضامنية والتكافلية
وجنباً إلى جنب مع هذه المساهمات، فقد حرص العبدلي على القيام بدور محوري في ما يتعلق بخدمة المجتمع، واضعاً على عاتقه مهمة تجسيد التزاماته التضامنية والتكافلية تجاه مختلف القطاعات والفئات بالتركيز على دعم الشركات الناشئة والفئات الأقل حظاً، وذلك عبر سلسلة من المبادرات والنشاطات التي تشكل نسيج استراتيجيته للمسؤولية المؤسسية المجتمعية، والتي يتم تجديدها بمرونة سنوياً لمواكبة القضايا الملحة والاحتياجات التنموية، مقدماً نموذجاً يحتذى به في التشاركية في حمل المسؤولية.
إطلاق المرحلة الثانية من المشروع... طموحات لا حدود لها ونمو تصاعدي مخطط له
ومع طموحه الذي لا سقف له، واصل العبدلي مسار تطوره التصاعدي، إلى أن بلغ إطلاق المرحلة الثانية في العام 2023؛ والتي جاءت في أعقاب نجاح المرحلة الأولى وكامتداد طبيعي لها. وتشتمل المرحلة الثانية على تطوير الحدائق والمناطق الخضراء، والمباني متوسطة إلى عالية الارتفاع، فضلاً عن الوحدات السكنية الفاخرة عالية المستوى، والمكاتب الحديثة، والفنادق، ومناطق الترفيه التجاري الحديثة، ومرافق المساعدة المعيشية الموجهة لكبار السن والأفراد ذوي الإعاقة، والمصممة للإقامة.
ومن المقرر أن تتوسع المرحلة الثانية مع مساحة إضافية تبلغ 134,000 متر مربع، وبما يعكس البنية التحتية المتفوقة في المرحلة الأولى، وبما يفتح المزيد من الآفاق أمام المستثمرين، مع التركيز على جذب استثمارات في قطاعات غير تقليدية كالرعاية الصحية ومركز مؤتمرات ومركز تحكيم قانوني وسواها. ومن المخطط للمرحلة الثانية أن تعزز مساهمة العبدلي في تطوير مدينة عمّان كمدينة ذكية متطورة وقادرة على تلبية مختلف الاحتياجات العصرية على مستوى المملكة والمنطقة بأكملها، وسط توقعات بتقديم المزيد من العوائد المجزية للمستثمرين ضمنها.
وإذ أن العبدلي يعمل بالاحتكام لرؤؤى طموحة والاعتماد على نهج تكرار التجربة الناجحة خلال المرحلة الأولى، فإنه يتطلع لتحقيق المزيد من الإنجازات العمرانية والاقتصادية والاستثمارية والمجتمعية، وصولاً لتقديم المجتمع الكامل المتكامل والقادر على النمو والتطور والازدهار باستمرار، بما يعزز المشاركة في الناتج المحلي.