كتاب

الاتصال الحكومي

جسور من الثقة والانسجام والمصداقية والشفافية هي أهداف منشودة ومطلوبة للاتصال الحكومي لتوفير الوعي الشامل بأولويات الدولة الأردنية، ضمن مسار التطوير والتحديث والمستقبل وعلى المستويات كافة.

وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين من الكفاءات الأردنية الواعية والمثقفة والنشيطة والعاملة على مد تلك الجسور مع وسائل الإعلام والمواطن وتعزيز الثقة بالرواية الرسمية.

للأسف الشديد، نُصدق ما يُقال عنا ويبث!!، وعندما يتم الدفاع والتوضيح يصدر الحكم فوراً بالانحياز للحكومة والدولة، وكأننا لسنا منها ومعها في مواجهة التحديات الماثلة، وعلى جميع الجبهات الداخلية منها والخارجية.

المطلوب بحق حماية الانجاز بالتوضيح والإشارة والحوار والرد وإرساء مفهوم الاتصال الحكومي كمهارة أساسية في العمل الإعلامي والاستفادة من الوسائل الحديثة من التكنولوجيا والعروض الفنية المتاحة، لتوضيح أين نحن الآن وإلى أين المسير في درب الأولويات وتحقيقها ضمن مؤشرات واضحة وقابلة للقياس؛ لا يكفي الهجوم والنقد ومعارضة الحكومة والتي هي جزء من الدولة، ولكن ينبغي ملاحقة الانجاز بالمراجعة والتقييم ودراسة العبر من كل مرحلة تنموية نسير باتجاه تحقيقها وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية وسائر القطاعات الحيوية في الدولة والتي ركز جلالة الملك عليها مؤخراً من خلال مواكبة التطور بأنظمة الحماية المدنية والحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية وتوفير الخدمات للمواطنين والمقيمين ورفع قدرات وكفاءات العاملين في الحماية والدفاع المدني بشكل عام.

لعل من أهم توجيهات الحكومة الحالية بأن تكون وزارة الاتصال الحكومي جسرا للتواصل مع وسائل الإعلام ولتعزيز ثقة المواطنين بالرواية الرسمية ويكون منتدى التواصل الحكومي هو حوار مفتوح بين المسؤولين والإعلام، لتسليط الضوء على إنجازات وتحديات الوزارات والمؤسسات العامة، وبذلك نصل إلى فهم ووعي مشترك للدفاع عن الدولة والنظام وبالطبع الحكومة والنقد البناء ضمن منهجية واضحة المعالم ومؤشرات أداء قبالة للقياس والحكم والتحسين والتطوير.

قطعنا والحمد لله أشواطاً متقدمة وفي المجالات كافة، ومنها الصحة على وجه الخصوص، وكم أتابع تطور إجراء أدق العمليات الجراحية في مستشفيات القطاع العام والخاص، واستخدام التقنيات الحديثة في ذلك واتباع وتطبيق اعلى درجات الجودة في الكثير من المؤسسات الطبية والمختبرات والمراكز الصحية، ومع ذلك تصدر الحكم بالفشل من خلال تجربة لا تمثل سوى خالات نادرة من الإهمال والفشل الفردي، نفتخر بالعديد من التجارب الطبية والانجازات المتحققة وفي مجالات الاختصاصات كافة؛ لا بد من البناء على الإنجاز المتحقق والسير قدما في إبراز مضمون ذلك، ولا بد من الإشارة للتراجع في مواقع محددة للتطوير والاصلاح وتجويد الخدمة.

الاتصال الحكومي اداة مرافقة للوعي السياسي والانتماء الوطني، وتوفير المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب وإخراجها بشكل مقنع ومطور، ولعل ما يقوم به فريق وكادر وزارة الاتصال الحكومي مقدر وجميل لسد الفجزات الإعلامية والتشبيك مع وسائل الإعلام بشكل يهدف إلى بيان الحقيقة بشكل واضح ومقبول.

للأردن مصالح وليست وجهات نظر فردية، وللأردن سياسة واضحة وراسخة، ولعل عمل الدولة الأردنية يقوم ويستند للعديد من الاولويات الراسخة والمتينة ويعزز ذلك توجيهات جلالة الملك وحرصه على توفير الخدمة للوطن والواطن بدرجة عالية من المسؤولية والدقة والمحاسبة والالتزام.

بالمقابل ومع الامكانيات والموارد المتاحة، لا نستطيع المبالغة في النقد والمعارضة والنيل من الإنجاز، ثمة ما يمكن الإشارة إليه للتصحيح والمتابعة والعلاج، وثمة ما لايمكن مناقشته وتداوله والنقاش بخصوصه؛ تلك مصلحة عليا تقررها الدولة من خلال المعطيات والمعلومات والتقارير والتفاصيل ومن جميع الزوايا، ومع ذلك مواقف الأردن واضحة وراسخة وعلى مدار المراحل من عمر الدولة الأردنية.

على وجه العموم وبطبيعة الحال والتفاؤل بوزارة الاتصال الحكومي ووزيرها وفريقها، لا بد القول: أحسنتم وإلى الأمام.

fawazyan@hotmail.co.uk