- المومني: أغلبية المجتمع شباب وصوتهم مهم في دعم غزة
- المعايطة يؤكد ثقل الموقف الشبابي بالتضامن مع الفلسطينيين
- المخادمة: فعاليات شبابية عملت على تعرية الرواية الإسرائيلية
تمثّلت معاناة الشعب الفلسطيني منذ العام 1948، في كونها العامل الرئيس الذي يقف خلف تكاتف الجهود الرامية لدعمها من الأطياف والتيارات الأردنية كافة، وتباينت جهود المجتمع المبذولة لخدمة هذا الغرض الشريف لتكون في طليعتها جهود فئة الشباب الوقّادة.
وتولت فئة الشباب في المجتمع الأردني جزءًا لا يتجزأ من دفة الدعم الأردني للقضية الفلسطينية بأبعادها السياسية والاجتماعية المختلفة، غير متناسية المسؤولية الدينية والاجتماعية والأخلاقية تجاه أشقائنا وأهلنا هناك، فكانت الموجه الأساسيّ نحو تسخير الميادين للمشاركة في هذا الدعم، لتكون الأحزاب والجامعات والمدارس وغيرها من الحاضنات لهذه الفئة زاخرة بصور الفعاليات والمبادرات التضامنية الساعية لإحقاق الحق الفلسطيني.
لم تقتصر مظاهر العمل الداعم للقضية الفلسطينية على المسيرات الحاشدة، التي وقفت خلفها الأحزاب والقوى السياسية والشعبية، بل استمر آلاف الشباب، منذ بدء العدوان، يصدحون بأصواتهم الحرة لإيصال رسالة التعاضد والمؤازرة يدًا بيد مع الشعب الفلسطيني في محنته، نظرا للقرب والتلاحم بين الشعبين الذي يزيد من ضرورة هذا الواجب، وكانت من أبرز صور الدعم، التي كان الشباب في مقدمتها، حملة المقاطعة التي طالت منتجات ومطاعم وشركات داعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وكان للنشاط الشبابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي دور بارز في إبداء التضامن الشعبي وإيصال صوت الحقيقة للعالم، وترتيب الصورة المبعثرة لقضية عادلة لا تُنصف.
وقال وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة لـ«$»: إن «ثقل الموقف الشبابي وتأثيره في كل عمليات التضامن مع فلسطين وشعبها عبر العقود كان العنصر الأهم (كمّا ونوعا) في عمليات التضامن بكل أنواعها بما في ذلك العدوان الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة».
وأضاف: «الشباب الأردنيون، من خلال تواجدهم في الجامعات أو عبر الأحزاب والقوى السياسية، عملوا من خلال نشاطاتهم العامة على تفعيل حركة التضامن المعنوي (فعاليات ومسيرات ووقفات داعمة) والمادي (التبرعات)، لإبراز الموقف الأردني الموحد الداعم للقضية الفلسطينية، والمناصر للأهل في قطاع غزة في وجه الحرب الإسرائيلية».
من جهته، قال وزير الإعلام الأسبق، الأمين العام لحزب «الميثاق الوطني» محمد المومني: إن «هناك دورا مهما لتعبير الشباب عن دعمهم وغضبهم نصرة للقضية الفلسطينية، بحكم أنهم الغالبية الساحقة في المجتمع الأردني، الأمر الذي له الأثر الأساسي والمهم في دعم القضية الفلسطينية، فالموقف الدبلوماسي الأردني القوي والمتقدم، أعطى للقوى السياسية والإعلامية الأردنية دورا طليعيا ومتقدما في دعم قضية فلسطين عموما والأهل في قطاع غزة بشكل خاص».
وبالإشارة إلى نماذج البذل الشبابي الداعم للقضية، قال وزير العمل السابق، أمين عام حزب «إرادة» نضال البطاينة: إن «الموقف العام يبدأ من توعية الأجيال بالتفاصيل والمراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، وبأن فلسطين حق للفلسطينيين والعرب وتم احتلالها وسلبها من الحضن العروبي».
وأضاف: إن «فئة الشباب هي حجر الأساس في قلب الموازين إعلاميا ورد الادعاءات المضللة والمزيفة التي تم ترويجها من مناصري دولة الاحتلال الإسرائيلي، وشاهدنا جميعا نتائج الدور الشبابي من خلال الوقفات التضامنية والمسيرات التي انطلقت في شتى أرجاء العالم دعمًا لفلسطين، وخاصة في المجتمعات الغربية التي أصبحت ترى القضية الفلسطينية من منظور آخر نتيجة للمجهودات التي بذلها الشباب من أول يوم للعدوان الإسرائيلي على غزة، الذي امتد ليطال الضفة الغربية وجنوب لبنان، سعيا لإيصال حقيقة ما يجري في عموم الأراضي الفلسطينية وإبراز حجم الزيف الدعائي المضلل لدولة الاحتلال، عبر المنتديات ومنصات التواصل الاجتماعي والفعاليات الشبابية».
من جهتها، قالت الدكتورة في كلية الإعلام/ جامعة اليرموك ناهدة المخادمة، والنائب الأول لرئيس المجلس المركزي في حزب «تقدم»: إن «العديد من المبادرات الشبابية التي تدعم القضية الفلسطينية برزت في الجامعات سواء في جامعة (اليرموك) أو في غيرها من الجامعات الأردنية، وحسب اطلاعي قام العديد من الشباب بتنظيم وعقد مسيرات سلمية مناصرة لشعبنا في غزة، ووقفات احتجاجية ضد جرائم الاحتلال، وتم رفع شعارات لتقوية الشعب الفلسطيني وصموده في غزة، بالإضافة للدعاء لهم».
وأضافت: إن «الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة من حزب «تقدم» نظموا ندوات ومحاضرات تتعلق بجوانب مختلفة دعما لغزة وفلسطين، وشاركوا في حملات (تبرعات عينية) لصالح الشعب الفلسطيني، كعقد مسابقات يذهب ريعها للتبرعات الموجهة نحو الأشقاء في غزة وفلسطين. ومن الأمثلة على المشاركة الشبابية مشاركتهم في مهرجان (مع الملك لنصرة غزة ودعم القضية الفلسطينية) الذي نظمته لجنة السلط الشعبية/ مؤسسة إعمار السلط، ومشاركتهم الفاعلة في اللقاء الحواري المنعقد في مقر الحزب بعنوان: «العدوان على غزة وأثره على القضية الفلسطينية والمنطقة» بحضور رئيس الوزراء الأسبق هاني الملقي. وهناك العديد من النماذج التي تبرهن على النشاط الشبابي الرديف لعملية دعم القضية، حيث يُعد الشباب المحرك الرئيس لهذه الأنشطة لا سيما في الجامعات، بالتعاون مع عمادات شؤون الطلبة، ويُشاركون في العديد من الحملات الإلكترونية التي تُروج للقضية الفلسطينية، وتعري زيف الرواية الإسرائيلية عن العدوان على غزة».
وأضافت ان «الأردن يُؤكد باستمرار على أهمية دعم التظاهر السلمي المصان دستوريا وحرية التعبير عن الرأي في كل المجالات، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية التي تعتبر قضيتنا المركزية في السياسة الأردنية، لكن ضمن إطار القانون والنظام المعمول به، وهنا يجب حث الشريحة الشبابية في المجتمع على التوجه نحو أنشطة بناءة تساهم في دعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، دون المساس بالاستقرار الوطني».