ما يجري من حرب ابادة جماعية في قطاع غزة تستهدف السكان المدنيين من قبل قوات الاحتلال، هي استمرار لنهج دموي بدأ منذ انشاء دولة الاحتلال 1948 ولا يزال مستمرا حتى اليوم، وهو تعبير عن حقيقة أن الصراع مع هذا العدو صراع وجود، إلا إذا استيقظ الضمير العالمي وساهم في اعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والواضح أن هذا الضمير لا يستيقظ إلا بفعل المقاومة الفلسطينية، في ظل سياسات المعايير المزدوجة، وهيمنة قانون القوة وعجز المنظمات الدولية المختلفة وفي مقدمتها الامم المتحدة، عن تفعيل قوة القوانين التي شرعتها المنظمة الدولية.
وحين بدأ مسلسل المجازر على أيدي العصابات الصهيونية ثم واصل جيش الاحتلال ارتكابها، بعد قيام الكيان الاستيطاني العنصري بحق الفلسطينيين، في إطار سياسة التطهير العرقي، لم تكن حركة حماس أو أي من الفصائل الفلسطينية الاخرى المسلحة التي يصنفونها «إرهابية» موجودة، وهي التي يستخدمونها اليوم ذريعة لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة!.
ويمكن التذكير بعجالة ببعض المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال منذ قيام الكيان الصهيوني، ولم تقتصر على الفلسطينيين فقط، بل طالت ايضا بعض الدول العربية المحيطة بالكيان، وهي مجازر استخدمت لترهيب الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم وقراهم، وبالفعل تسببت تلك المجازر بتهجير نحو 650 ألف فلسطيني وتدمير نحو 400 قرية خلال السنوات الاولى بعد قيام دولة الاحتلال!.
كانت أولى المجازر في قرية «دير ياسين» الواقعة غرب مدينة القدس، ارتكبتها عصابتا أرجون وشتيرن في نيسان عام 1948، وراح ضحيتها حوالي 250 فلسطيني، وفي شهر ايار من نفس العام هاجم جيش الاحتلال قرية «الطنطورة» الواقعة جنوب مدينة حيفا، ما أدى الى استشهاد 200 فلسطيني دفنوا في قبر جماعي، وأقيمت على انقاض القرية مستوطنة «نحشوليم».
وفي حزيران عام 1948 قام جنود الاحتلال بارتكاب مجزرة بقرية اللد الواقعة جنوب شرق مدينة يافا، وراح ضحيتها اكثر من 400 فلسطيني، واقيمت على أنقاض القرية مستوطنتان، وفي29 تشرين الأول عام 1956 وقعت مذبحة قرية «كفر قاسم» مع بدء العدوان الثلاثي على مصر، ونفذها جيش الاحتلال الصهيوني وراح ضحيتها 49 فلسطينيا..!
وفي 3 تِـشْرِين الثاني 1956 نفّذ جيش الاحتلال مذبحة ضد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيًّا. وبعد تسعة أيام قام الجيش بقتل 275 فلسطينيا في نفس المخيم، كما قُتل في نفس اليوم أكثر من مائة فلسطيني من سكان مخيم رفح للاجئين. ويمكن الاستمرار بسرد مئات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مختلف انحاء فلسطين التاريخية، بضمنها مذبحة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في 25 شباط 1994، التي ارتكبها طبيب إسرائيلي متطرف يسمى باروخ جولدشتاين، بإطلاق الرصاص الحي على المصلين في صلاة الفجر خلال شهر رمضان. وقتل 29 مصليا فلسطينيا وجرح 150.
وعلى الصعيد العربي لعل أشهر المجازر التي ارتكبها العدو، مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، عام 1982 ونفذتها ميليشيات لبنانية بحماية قوات الاحتلال، خلال غزوها للبنان، ارتكبت خلالها عمليات قتل جماعية راح ضحيتها حوالى 1300 فلسطينيا.
وفي نيسان 1996 وقعت مجزرة قانا الواقعة جنوب لبنان في مركز تابع لقرات الأمم المتحدة، الذي كان يأوي نازحين احتموا به هربا من القصف الإسرائيلي. واستهدفت المدفعيات الإسرائيلية المكان وقتلت 106 لبنانيا وأصيب 150 آخرون بجروح وإصابات مختلفة.
وفي مصر ارتكبت الطائرات الإسرائليية في شهر شباط عام 1970 مذبحة مصنع «أبو زعبل» وقتل فيها 70 عاملا مصريا وجرح أكثر من 69 آخرين كما دُمّر المصنع.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية بعد نحو شهرين مدرسة «بحر البقر». وأدى القصف إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل.. وعليه لا غرابة فيما ترتكبته قوات الاحتلال وطائراته من مذابح مروعة!! بقطاع غزة، في اطار حرب ابادة تطال البشر والحجر في اطار سياسة التطهير العرقي!.
Theban100@gmail.com