كتاب

«الترانسفير» للأردن فكرة قديمة قذرة

بعد أسبوع من العمليات القتالية الصهيونية وشركائها، والتي استهدفت قطاع غزة العزّة دون أي رحمة بأربعة آلاف طن من المتفجرات، لا تزال القوة الغاشمة تدك مبان ومؤسسات ومستشفيات و قطع لجميع الإمدادات الغذائية والمياه والكهرباء، وكل هذا وأكثر بات مخططاً له بغية اقتناص الفرصة لتهجير سكان غزة برمتهم، وهذا ما رأيناه بالأعين لا بالألسن فقط، وبعد غزة ستعود القوة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للتعامل مع المقاومين، وستتوسع دائرة التهجير والإبعاد نحو أقرب نقطتين، هما مصر والأردن، فهل يحصل ذلك، ولم لا ما دام العالم المنافق?يدعم الصهاينة بما لم يحلموا به.

كيف يحصل التهجير القسري؟، سأورد من مذكرات لوكالة التليغراف من العام 1948 وتحديداً في يومي 21 و22 من شهر تشرين أول، مثل هذه الأيام، أي قبل خمس وسبعين عاما بالتمام والكمال، حيث سقطت مدينة بئر السبع، كبرى مدن النقب العربي، في أيدي القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح يوم 22/10/1948،أبلغت حكومة بن غوريون مقر الأمم المتحدة في فلسطين بأنها أنهت وقف إطلاق النار الفعلي لآخر إثني عشر منزلًا بعد أن أبلغها القائم بأعمال الوسيط «رالف بانش» أن المصريين أوقفواإطلاق النار.

بئر السبع، كان منصوص عليها في قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، وجاء في بيان إسرائيلي أعلن أنه «تم الاستيلاء على بئر السبع «في سياق العمليات لفتح الطريق نحو النقب»، كما أنه تم تحرير المستوطنتين اليهوديتين المجاورتين بيت إيشيل ونيفاتين، اللتين حاصرهما العرب، وأضاف أنه تم خروج غالبية السكان البالغ عددهم 3000 نسمة، بعد تنفيذ الهجوم الصهيوني على المدينة وسقط خلالها نصف الكتيبة المصرية التي تدافع عنها بين ضحايا أو أسرى.

كما جاء إعلان رسمي آخر أن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت منشآت في غزة، وهجروا غالبية سكانها،والعريش وبئر السبع والمجدل وبيت جبرين، وذلك لدعم القوات البرية اليهودية و طرد القوة المصرية، مفيداً أن العرب قد أخلوا عدة قرى شمال شرق بيت جبرين و بيت نتيف بعد معارك خاضها السكان وأسفرت عن قتل خمسة وثلاثين مقاتلاً من عصابة الهاغانا، ونتيجة لذلك قامت العصابات بتهجير غالبية السكان، وكانت النتائج إنتصار لليهود حيث سيطروا على النقب ووصلوا خليج العقبة وأم الرشراش.

من هنا نرى كيف كانت الخطة القذرة التي دعمتها بريطانيا والولايات المتحدة، لإحلال اليهود بسرعة البرق، واستغلتها بلدان أوروبية للتخلص من بقايا اليهود بينهم، وحتى هذا اليوم يخشى الأوروبيون من عودة معاكسة لليهود الصهاينة، وهم اليوم يدعمون قوات الاحتلال وحكومته بمشاركة قذرة تحت غطاء حماية اليهود، ولكن القضية لم تعد أمنّ إسرائيل بل ترحيل من تبقى من الفلسطينيين عن أرضهم ووجودهم.

اليهود الصهاينة جاؤوا إلى أرض ليست لهم، وليس بينهم أي روابط قربى عائلية، وفي الولايات المتحدة وأوروبا هناك ملايين اليهود الذين يرفضون الهجرة لأرض فلسطين، و لكن عرابوا الكيان منذ هرتزل وحاييم وايزمن وبن غوريون هم من أسسوا لهذه الفوضى القذرة بدعم أكبر قذارة من كارهيّ العرب، فيما العرب الفلسطينيون عاشوا بسلام مع جميع الملل والنحل على أرض السلام.

لقد اغتال الصهاينة الوسيط الأممي «فالك برنادوت'عام 1948، لأنه وقف مع الحق الفلسطيني قائلاً:» إذا حُرم هؤلاء الضحايا الأبرياء من حق العودة إلى ديارهم بينما يتدفق المهاجرون اليهود إلى فلسطين، فسيكون ذلك مخالفة لمبادئ العدالة الأساسية بحقهم في العودة إلى فلسطين، بل سيعرضّون خطر الاستبدال الدائم للاجئين العرب الضاربون بجذورهم في الأرض منذ قرون.

الخلاصة: الأردن لن يكون جسراً يستخدمه الكيان الغاصب للحقوق العربية، وسياسة التهجير القسري لن تمر، فكل نظريات المؤامرة التي يناقشها الجميع لن يتحملها الأردنيون، فأي لجوء جديد لن يكون سوى مؤامرة تحيكها دول لا تقيّم وزناً لشعب ضارب في تاريخ فلسطين العربية، وما نقلته من معلومات أعلاه، ما كان ليصبح حقيقة لولا تخلّي القريب أولاً ودول النفاق الغربي عن دعم بقاء الفلسطينيين على أرضهم،

ما أقوله هنا: لن نشرب المقلب ألف مرة والأبطال في فلسطين يصنعون البطولة كي يبقون على أرضهم.

Royal430@hotmail.com