كتاب

ها قد اقتربنا من يوم الأمل.. فلنشارك

بهذه الايام يبدأ الاردنيون العد التنازلي لأجراء الانتخابات البرلمانية بحلتها الجديدة والمصحوبة بتجربة حزبية لم نشهدها من قبل وفق رؤية تحديث سياسية كانت مطلبا للجميع، ومدعومة برؤى تحديث اقتصادية وادارية ستعمل الاحزاب المنتخبة على تطبيقها بشكل برامجي تنتخب على اساسه، فهل سنشارك ونحدث التغير ام اننا سنبقى عند اعتاب التنظير عن بعد.

المشاركة في الانتخابات المقبلة بكثافة امر يعكس مدى جدية الاردنيين في الاصلاحات التي تمت على مدار الاعوام الثلاثة الماضية وتعكس ايضا تطلعات الاردنيين للمستقبل وحرصهم على توفير كل ما يمكن توفيره لخدمة الاجيال المقبلة، وكما ان المشاركة وانتخاب النواب على اساس حزبي وتحديدا تلك التي لديها برامج حقيقية مجدولة بفترات زمنية تساهم بايجاد حلول لمشاكل الفقر والبطالة من خلال جذب الاستثمارات وتوفير البئية المناسبة القادرة على تنفيذ رؤى التحديث.

نعم أيها السادة فوجود مجلس نواب قوي وبرامجي سيساهم بانجاح تنفيذ رؤى التحديث الاقتصادية والادارية والهادفة لرفع معدلات النمو الاقتصادي وتشغيل الاردنيين ورفع جودة الخدمات وجذب الاستثمارات الاجنبية وزيادة الصادرات، بالاضافة الى مكافحة الواسطة والمحسوبية والغاء البيروقراطية وتحقيق العدالة في تقديم الخدمات والتوظيف واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.

الاعتماد على الاخرين واللامبالاة في المشاركة في الانتخابات وكما في انتخابات سابقة سيكون له اثار سلبية مضاعفة هذه المرة، وخاصة ان لدينا فرصة لايمكن هدرها او اضاعتها وتتمثل في تنفيذ رؤى التحديث التي وان تراجعنا عن تنفيذها سنكون كمن طعن الاجيال القادمة في خاصرتها واورثهم تحديات لربما لن يستطعوا هم لاحقا معالجتها كما نستطيع نحن الان لما لدينا من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي.

الحث على المشاركة في الانتخابات المقبلة وبدء التحشيد لها واجب على الجميع من اعلام ونشطاء وحتى من قبل الاحزاب ومن يرغب بالترشح، فاليوم لدينا فرصة كبيرة وواعدة وبمختلف المجالات وتحديدا الاقتصادية منها، وخاصة بعد النجاحات التي استطعنا تحقيقها خلال الظروف الماضية من تحقيق نسب نمو واستقرار، فلننطلق في هذه الانتخابات ولدينا استقرار نقدي ومالي وارتفاع بكافة المؤشرات الاقتصادية وعملة قوية وخطط واهداف ورؤى طموحة.

البعض لربما يقول من المبكر الحديث عن الانتخابات والحث على المشاركة فيها، وهذا ليس صحيحا على الاطلاق اذا ما كنا فعلا نريد مشاركة فاعلة وواعية وقادرة على الاختيار الامثل للاحزاب والمرشحين الذين يحملون بجعبتهم برامج حقيقية قابلة للتطبيق على ارض الواقع، وكما اننا لم نعد نمتلك ترف الوقت او وقتا لاضاعة الفرص كما في السابق بسبب عدم المشاركة من البعض، فلنشارك بكثافة لاجل الوطن وللاجيال المقبلة.