تتصدر أخبار بعض الجاهات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية وتتنوع الصور لمن طلب ولمن أعطى وخصوصا عند مشاركة شخصيات عامة معروفة وسبق ان تبوأت مراكز مهمة في الدولة أو القطاع الخاص.
تسلط الأضواء على الجاهة بتفاصيلها والحضور فيها من طرف العريس والعروس ويبالغ أحيانا في مظاهر الاحتفال، على الرغم من أن عقد القران يكون قد سبق موعد الجاهة وتم الاتفاق على التفاصيل كاملة.
يطلق على الجاهات إشهار الزواج ويترافق مع شروط الإقامة في صالات معينة وحضور ومشاركة شخصيات بذاتها ومجموعة من الشروط الأخرى التي تتطلب نمطا معينا والتي أصبحت عرفا لا مهرب عنه ومظهرا اجتماعيا مفروضا وفي حكم التنفيذ.
أحيانا عديدة لا تكون الأطراف المعنية بفرح ابنها وبنتها راضية عن مضمون ذلك، ولكن مع متطلبات الظهور اللائق، تجبر على الانصياع وتكبد مبالغ طائلة ونفقات يمكن للعروسين الاستفادة منها مع مقتبل حياتهما الزوجية والتعامل مع معيشتهما بواقعية.
يمكن إشهار الزواج للعموم بأشكال وأساليب أصبحت سهلة وفي متناول الجميع، ويمكن من خلالها طلب التوفيق للعروسين وأهلهما ومن ثم اقتصار الدعوة على الأهل والمقربين والاحتفال بهدوء واطمئنان ويسر والأمنيات الصادقة بالسعادة والغبطة والسرور للعروسين.
لا يتطلب أمر الجاهة ذلك التعقيد ؛ يمكن لعم العريس الطلب ولوالد العروس أو من ينيبه الإجابة، ويبارك من حضر ويتم الفرح دون عناء ومراسم، وللأمانة لا داعي لها، وخصوصا عندما نكتشف بعد فترة أن بعض تلك الجاهات بضخامتها وتكلفتها وشخصياتها المشاركة لم تسفر عن سعادة الزوجين وللأسف حصل الفراق بينهما، لأسباب عدة أهمها الاهتمام بالمظهر وليس الجوهر.
لا يمكن التعميم، ولكن المطلوب هو التخفيف من الأعباء والتيسير على الشباب للزواج والتركيز على بناء الأسر بقيم سليمة من الصدق والوضوح والاحترام والتقدير، وما زلت أتذكر حادثة لإنسان كريم وفاضل ومسؤول سابق في الدولة، زارته مجموعة للترتيب لعرس ابنته، عرضت عليه أسماء شخصيات وفنادق وقائمة ليوافق عليها، ابتسم برفق وطلب من المجموعة فورا ترشيح كبير منهم للطلب وأعطى بنفسه الإجابة بالقبول واحضرت الكنافة وسط فرحة الجميع بعد عقد القران حسب الشرع ؛ ارتاح واراح، العريس انصهر مع أسرة عروسه وسعيد بانفتاح عمه وتواضعه على الرغم من مكانته الاجتماعية بين عشيرته والمجتمع.
تعلمنا من جائحة كورونا الكثير، ومنها إمكانية التأقلم مع الظروف المستجدة وقبول التغيير وأن من السهل التوافق على إلغاء بعض المظاهر والتي لم تؤثر على سير الحياة، بل بدا واضحا عدم جدواها.
عودة للجاهات وهذه العادة القيمة والتي توسعت كثيرا وخرجت عن أهدافها الاجتماعية والانصهار في بوتقة واحدة من خلال مشروع الزواج والنسب والمصاهرة ؛ لا بد وبجهد رجال وسيدات المجتمع الانتقال إلى زوايا ومبادرات جميلة تنثر الفرح والورد على الأسر المحتفلة بالزواج، ومضمون ذلك يريح الجميع.
قامات وشخصيات المجتمع مطالبة على وجه الخصوص المساهمة في دعم التوجه لترشيد وتبسيط وتجديد إجراءات الجاهة وفق الشرع الحنيف وضمن إمكانيات فئات المجتمع وضمن سياسة تشجيع الشباب على تبني جاهة بسيطة ونوعية بنكهة فرح مميز.
قد يكون من المأمول والمرجو اعتماد قاعات المساجد والكنائس لإشهار الزواج من بيوت الله المباركة والبداية بمبادرة اجتماعية بهذا الخصوص واعتماد نهج للتعبير عن الفرح بجو تسوده البساطة والصدق والقناعة والأمانة والحرص على احترام مشاعر الآخرين.
دامت الأفراح حليفة الديار والعائلات ووفق الله الأبناء والبنات لتكوين أسرة صالحة.
fawazyan@hotmail.co.uk