شباب وجامعات

الحجامة للرياضيين والشباب.. تساؤلات مهمة!

تباين الآراء حول فائدتها

يلجأ عدد من الرياضيين والشباب إلى الحجامة كوسيلة استشفاء من الإصابات ولتحسين أدائهم لتحقيق نتائج متقدمة أو لتخفيف الآلام والمساعدة في علاج الإجهاد البدني، الناتج عن التدريب المستمر والمشاركة في المنافسات، والابتعاد عن ضغوطات العمل لدى الشباب.

واستخدم رياضيون عالميون منهم السباح الأميركي فيلبس الحجامة لأول مرة في اولمبياد ريو عام 2016 والسباحة الأسترالية رايز والأميركية كوبلن واستخدمها كريم بنزيمة ونور محمدوف عام 2020 أيضاً.

وبينما تدور العديد من الاستفسارات حول دور الحجامة الإيجابي للرياضيين، فإن دراسات نشرت في مجلات علمية معتمدة عن فوائد استخدام الحجامة للرياضيين أو غيرهم.

الحجامة هي شكل من أشكال العلاج البديل المصمم لتخفيف الألم عن طريق تحسين تدفق الدم في المنطقة المصابة، تم ربطها بتخفيف آلام العضلات وتوفير عضلات أكثر مرونة، وذلك لأن الحجامة تعمل كتدليك ولكن فبدلاً من الضغط يتم سحب الجلد بعيدًا مع تأثيرات مماثلة.

الحجامة ممارسة تاريخية لها جذور في الطب المصري القديم والطب الصيني التقليدي حيث تم استخدامها كعلاج للعديد من الاضطرابات.

وفقًا لجمعية الحجامة البريطانية هناك أربع نظريات شائعة حول كيفية عمل الحجامة: نظرية بوابة الألم، ونظرية التخلص من السموم، ونظرية تنشيط الجهاز المناعي، ونظرية استرخاء العضلات، ولكن لم تحدد الدراسات التي أجريت على المدى الطويل نجاعة الحجامة في علاج الأمراض او استشفاء عضلات الرياضيين.

ولخصت دراسة من جامعة هارفارد الأميركية، نُشرت عام 2020، إن أغلب الدراسات التي تناولت الحجامة توصلت إلى أن تأثير الشفط والجرح ليس مؤكداً أو مدعوماً بدراسات موسعة وكبيرة لعلاج أمراض مزمنة عضال، كما أن الدراسات الجادة المتاحة عن «الحجامة» أثبتت تحسن الشعور موضعياً، بجوار بعض الفوائد المحدودة على العضلات والجلد، وهذا لا ينفي الفوائد المثبتة بالفعل للعلاج بالحجامة.

وقال الدكتور الأستاذ في الطب الرياضي في الجامعة الأردنية ماجد مجلي: الحجامة إحدى الوسائل العلاجية التي استخدمت قبل 7 آلاف سنة في أقطار مختلفة في الشرق حيث نقلت عن طريق التجارة إلى البلدان الأخرى وفي ذلك الوقت لم تكن معروفة وسائل علاجية إلا الوسائل البدائية مثل الكي بالنار او الضعط عى المناطق المتضررة بالحجارة او الأدوات المعدنية أو الأخشاب أو تناول بعض انواع الأعشاب ونقلت إلى مناطق الجزيرة العربية عن طريق التجارة التي كانت مزدهرة في وقت ما، حيث كانت مكة مركزاً لنقل البضائع والمنتجات إلى الغرب وبذلك تعرف العرب على الحجامة.

وأضاف: حتى لو كانت الحجامة مستخدمة في ذلك الوقت فلم يثبت علمياً وجود اي فوائد لها بل على العكس لها مخاطر كنقل الأمراض المعدية عن طريق الوسائل المستخدمة غير المعقمة، ويقول المنطق العلمي والطبي ان الوقاية من أمراض الجهاز الدوري مرتبطة بالمحافظة على ميوعة الدم عكس ما تسببه الحجامة وهو تخثر الدم أو التجلط ويمكن لهذه الجلطات أن تتحرك وتسبب انسداداً بالأوعية الدموية.

وزاد: يدعي البعض ان الحجامة تخرج الدم الفاسد من الجسم والسؤال هنا، هل يبقى الإنسان حياً إذا وجد دم فاسد فيه وهذا كلام غير علمي والاعتقاد السائد لدى المعالجين بالحجامة أن الدم الفاسد الذي يخرج من الجسم اسود اللون فهو شيء طبيعي حيث أي مادة لونها احمر تصبح سوداء عند زيادة كثافتها، وهذا ما نراه في دم الحيوانات عند ذبحها حيث يوجد كتل دموية سوداء وعند وضعها في الماء تعود إلى لونها الطبيعي الأحمر.

وبخصوص الدراسات التي اجريت بخصوص الحجامة فإنها بحسب مجلي نشرت في مجلات غير علمية وغير موثقة ونتائجها غير دقيقة كلياً وتسائل: لماذا لا تستخدم هذه الوسيلة في المستشفيات والعيادات الطبية المعتمدة العاليمة ولماذا لا تعتمد طبياً على المستوى العالمي وفي الغرب حيث الاكتشافات الطبية في الدول المتطورة علميا وصناعيا.

واعتبر مجلي انه من الأفضل التبرع في الدم إلى بنوك الدم لإمكانية الاستفادة منه للمرضى بدلاً من الحجامة التي يتم التخلص من الدم المستخرج من الجسم في النفايات.

وكشف أن تهافت وسائل الإعلام على نقل أخبار استخدام الرياضيين للحجامة زاد حجم المبيعات 20% للأدوات المستخدمة في الحجامة خلال 3 ايام وتضاعفت 50 % طلبات الترخيص لممارستها دون معرفة اي معلومات عن استخدامها.

من جهته أكد المعالج بالحجامة أبو عسكر الزعبي المتخصص في علاج الرياضيين أن الحجامة تعالج خشونة وآلام الركبة لدى الرياضيين والآلام الغضروفية الناتجة عن الإصابات الرياضية وتنشيط الدورة الدموية وعلاج الإجهاد بعد التمارين الرياضية والاستحقاقات.

وقال ان عضلة الرياضيين تحتاج إلى تحرير الشد العضلي الحاد والحجامة تعطي الأوكسجين لعضلة الرياضي والخدش يكون الشعيرات الدموية الدقيقة في طبقة الأدمة من الجلد ولا يتعدى للعضلة الرياضي يحتاج الى كاسات الهواء لتخفيف الشد العضلي الحاد.

واضاف الزعبي: اعداد كبيرة من لاعبي كرة القدم يرتادون المركز لعمل الحجامة وبشكل دوري وخصوصاً عند الشعور بقلة النشاط والحيوية.

من جهته أشار مدرب نباء الأجسام واللياقة البدنية عصام الحمزة إلى انه يلجأ الى الحجامة بشكل دوري تقريباً كل عام لما فيها استفادة كبيرة فهي تعمل على زيادة نشاطه وحيويته اثناء التدريبات الرياضية وتعطي طاقة مضاعفة بعد الخضوع للحجامة، واشار الى ان اكثر اللاعبين وخصوصاً لاعبي كرة القدم والسباحين يلجأون الى الحجامة لما فيها من استفادة يشعرون بها بعدها.

وبالمقابل أكدت مؤسسة الغذاء الدواء رداً على استفسارات «الرأي» حول استخدام الحجامة: يعتبر استخدام ادوات ولأجهزة طبية غير مجازة مخالفة ويتم اتخاذ اجراء قانوني بالتحفظ عليها وتحويل اصحاب العلاقة للنائب العام.

وتشير المادة (88) من قانون الدواء والصيدلة الى معاقبة كل صيدلي قام بأي من الأفعال التي يصل عددها الى 26 فعلا من بينها: تداول أي مادة بصفتها دواء ولم تكن كذلك، ونشر إعلان عن أي دواء أو أي مادة أو جهاز له ادعاء طبي علاجي من دون موافقة المدير العام، ومن يروج أو ينشر إعلان دواء مزور بغرامة لا تقل عن 1000 دينار ولا تزيد على 5000 آلاف دينار.