خدمة مجتمعية تتوفر في قاعات بعض المساجد للمناسبات الاجتماعية ويذهب ريعها للعمل الخيري من خلال المسجد، حتى أن بعض المساجد يقام بجانبها مراكز للتدريب والنشاطات الأخرى والتي تشكل نمطا جديدا للاستفادة من موقع المسجد ورواده وتطوير العمل الدعوي وتوفير متطلبات التطوير والتحديث بشكل متقدم ومناسب.
زرت بيت أجر أقيم في قاعة مسجد أم يحيى الزبن في منطقة أم أذينة، وتذكرت التجارب المماثلة في مسجد الكالوتي، مسجد سيدو الكردي، مسجد الفيحاء وبعض المساجد الأخرى والتي توفر قاعاتها المجاورة للمسجد للخدمة المجتمعية وبما يلزم من متطلبات وأمور حسب رغبة المستخدم، وفيما أذكر المطبخ الإنتاجي في بعض المساجد ومنها مسجد الزميلي.
فكرة رائدة لبناء المساجد وتوفير الخدمات المجتمعية فيها من مراكز وقاعات وصالات متعددة الأغراض تلبي الاحتياجات التنموية وتوفر الفرص التدريبية والمحاضرات والأمسيات الثقافية والدينية والتفاعل الإيجابي والمساهمة الطيبة مع المجتمع.
للمسجد رسالة مهمة في استقطاب الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية وتجويد الخدمة المقدمة للمجتمع من خلال الخدمات المميزة والتي من الممكن تحويل المنفعة من خلالها إلى خدمية وتنظيم الأسواق المبعثرة عقب صلاة الجمعة واستيعاب أصحاب الحاجة من المتسولين وحتى تنظيم مواقف السيارات وبنود عديدة نحتاجها لتطوير العمل الخيري والإنساني بشكل عام.
تتوفر في بعض المساجد حاويات كبيرة للتبرع بالملابس والأحذية إضافة إلى ما يزيد عن الحاجة في البيوت وتلك ممارسة خيرية متقدمة للتبرع ويمكن تطويرها لتشمل مجالات جديدة ترفد الجمعيات الخيرية بمتطلباتها على مدار العام لتلبية احتياجات العائلات المستورة وبشكل مدروس ودقيق.
يجود أهل الكرم بتوفير عبوات الماء للمساجد وفي بعض الأحيان بوجبات طعام والتواصل مع لجنة المسجد للتبرع بالصدقات وأموال الزكاة والمساهمة في تغطية كلفة أعمال الصيانة وكذلك توفير مستلزمات مراكز تحفيظ القرأن وضمن الأنظمة والقوانين المعمول بها وبإشراف وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والتي تدعم وتساند جهود الخير وتحافظ على ديمومة العمل ومأسسة لجان المساجد وتوفير الخدمات المناسبة فيها.
'بيت الله» وتكلفة توفير الخدمة المناسبة في المساجد من مياه وحمامات وكهرباء وتدفئة وتبريد وتنظيف ومصاحف وكتب وكراسي وحافظات مصاحف والعديد من البنود الأخرى، أصبحت من المتطلبات الأساسية في المساجد والتي تنتشر في المدن الكبرى والمحافظات والقرى وتشكل راحة نفسية لمن حولها ومن يرتادها عند وبين مواعيد الصلوات الخمس المفروضة.
فكرة الخدمة المجتمعية ودورها من خلال المساجد، نهج طيب وواقعي وعملي لتوفير البدائل المتاحة وتكامل مع الجمعيات الخيرية والإنسانية لتعزيز التخصصية في العمل وتطوير وتحديث الخدمات المقدمة سواء التربوية والإغاثية ومساعدة الأسر العفيفة وتدريب وتأهيل المحتاجين وتحويل العون إلى فرص مناسبة للاعتماد على الذات وليس التعود على المساعدات.
تمتاز بعض المساجد باتساعها وإمكانية إلحاق قاعات وصالات ومرافق تابعة للمسجد، ولعل عقد القران في قاعة خاصة تابعة للمسجد وإشهار الزواج والمناسبات الاجتماعية فيها أسلوب مناسب ومتواضع بدل الجاهات والمظاهر التي يجب اختصارها وتقليل تكلفتها والتركيز على جوهرها وقيمتها الأصيلة.
ما أعظم أجر من بنى لله مسجدا وتصدق من ماله وخصص ما يلزم لدوام الخدمة في رحاب المسجد والتي يقوم على أدائها فريق من الموظفين وأعضاء اللجان والمتطوعين والساهرين على الخدمة لوجه الله تعالى وذلك شرف كبير» فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه «سورة النور(36) ومع رحاب سورة التوبة والآية رقم (18)، نشهد «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِين».
fawazyan@hotmail.co.uk