يعد اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد والاندفاعية من الاضطرابات الشائعة عند الكثير من الأطفال والتي تسبب مشاكل عديدة مثل مشاكل سلوكية ومشاكل اجتماعية نفسية وضعف في التحصيل الأكاديمي ويعد تشخيص هذا الاضطراب بالمهمة الصعبة وذلك يرجع الى اختلاف سلوكيات الأطفال واختلاف درجات اعاقتهم، الأمر الذي يحتاج إلى جهود كبيرة لملاحظة الأعراض الداخلية والخارجية ودراسة نشأتها وتطورها، لهذا يجب أن يتضمن التشخيص وصفا دقيقا لحالة الطفل وتحديد معاناته من هذا الاضطراب وتحديد مستوى شدته، ليتم تمييز هذا الاضطراب عن صعوبات التعلم حيث انهم يشتركون في بعض الاعراض مما يجعل التمييز بينهم لا يتم إلا بعد الحصول على التشخيص الصحيح.
ويعد اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد والاندفاعية هو أحد الاضطرابات النمائية العصبية والذي يشكل اكثر الاضطرابات شيوعا لدى الأطفال خاصة في مرحلة المدرسة وهو عدم القدرة على الانتباه ولديه قابليه للتشتت والحركة المفرطة والاندفاعية وصعوبة في التركيز عند القيام بالنشاط مما يؤدي إلى عدم اكتمال النشاط بنجاح، ويظهر هذا الاضطراب السلوكي على شكل نشاط حركي زائد، واندفاعية، وتشتت، وقصور في الانتباه.
المقارنة بين محكات تشخيص اضطراب ضعف الاتنباه المصحوب بالنشاط الزائد والاندفاعية ومحكات تشخيص صعوبات التعلم:
محك التباين:
صعوبات التعلم يوجد تباين بين قدرة الطفل العقليه وبين تحصيله الاكاديمي فان قدرته العقلية عالية وذكاؤه 85 فأكثر إلا أن تحصيله الاكاديمي متدني في واحد أو أكثر من مجالات الاصغاء أو التفكير او القراءة او الكتابة وهو اكثر المحكات التي يعتمد عليها الاخصائي في التعرف على صعوبات التعلم.
ضعف الانتباه هو لديه قدرة عقلية طبيعية من الذكاء إلا أن لديه تدني بالتحصيل الاكاديمي لانه يعاني من قصور في الانتباه تجعله غير منتبه لفتره كافية ويتشتت بسرعه وتركيزه اقل.
محك الاستبعاد:
صعوبات التعلم وهو أن يستبعد أن تكون مشكلات الطفل الذي يعاني صعوبات تعلم سببها وجود اعاقة معينه مثل اعاقة بصرية او سمعية او حركية او عقلية لكن من الممكن ان يصاحب صعوبات التعلم بعض هذه الاعاقات إلا أنها ليست السبب في وجوده
ضعف الانتباه يستبعد تداخل اعراضه مع اعراض القلق والاكتئاب واضطراب الشخصية حتى وان كانت الاعراض متشابهة.
محك التفاوت بين القدرات الذاتية
صعوبات التعلم يوجد فروق داخل الفرد أي أنه لا يكون تحصيله الاكاديمي متدني بجميع الموضوعات ويمكن ان يكون تحصيله في مادة الرياضيات مثلا متدني في حين ان تحصيله في القراءة مرتفع.
ضعف الانتباه فان تحصيله في كافة المواضيع الاكاديمية متدني بسبب وجود اعراض عدم قدرتهم على تذكر المعلومات واستدعائها وصعوبة اداء الواجبات المدرسية.
المحك العصبي:
صعوبات التعلم سببه هو قصور وظيفي في الجهاز العصبي المركزي وهو امر واضح في تعريفات صعوبات التعلم وهذا القصور يؤدي أحداث صعوبات التعلم..
ضعف الانتباه سببه أن حجم الدماغ للذين يعانون من هذا الاضطراب هو اقل بمقدار 5% من حجم الدماغ عند الأطفال العاديين بالتالي فان الدماغ لا يستطيع افراز الكمية اللازمة من المواد الكيميائية التي تنقل الاشارات العصبية المسؤولة عن السيطرة في ضعف الانتباه والنشاط الزائد والاندفاعيه وبالتالي فإن هذا القصور الوظيفي الذين يعانون منه سيؤدي إلى قصور معرفي.
محك عدم القدرة على التعلم بالاساليب العادية:
صعوبات التعلم لا ينتفعون بطرق التدريس التي تقدم في الصفوف العادية ولا تناسبهم هذه الاساليب لهذا لا يتحسن تحصيلهم الدراسي إلا اذا تلقو برامج التربية الخاصة
ضعف الانتباه فانهم يستطيعون ان يتعلمون بالصفوف العادية ولكن بوجود اجراءات واساليب من المعلم تساعد على جذب الانتباه طوال الحصة الدراسية ومحاولته في الزالة العوامل التي تؤدي الى تشتته.
حتى يتم تشخيص الطفل على انه يعاني من اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد والاندفاعية يجب أن تستمر اعراضه لمدة ستة أشهر أو أكثر..
أما صعوبات التعلم فإنه يتم تشخيصه من خلال اختبارات ومقاييس تشخيصية لقياس مستوى تحصيل الطفل إذا تمت ملاحظة تدني في التحصيل الاكاديمي في واحد أو أكثر من المهارات الاكاديمية (رياضيات-قراءة-كتابة)..
صعوبات التعلم تظهر عند دخول الطفل الى المدرسة اي بعد سن السادسة وتظهر في بيئة واحدة وهي المدرسة..
أما ضعف الانتباه تظهر في مرحلة مبكرة أي قبل سن السابعة في أكثر من بيئة مثل المدرسة أو البيت أو العمل.
هناك الكثير من المظاهر المشتركة بين الاضطرابات والمشكلات التي يعاني منها الاطفال، ومن المهم عند التشخيص معرفة كل اضطراب ومحكاته من اجل التشخيص الصحيح للطفل ووضع برامج ارشادية وتربوية مناسبة لمعالجة هذه الاضطرابات، فالتشخيص الصحيح يساعد المعلم والاسرة والطفل على معالجة هذا الاضطراب والحد من آثاره السلبية المترتبة عليه، وأن عملية التقييم والتشخيص مهمة جدا في مجال التربية الخاصة فيجب أن يكون دقيق وشامل ومتنوع ومن قبل اخصائي ذو خبرة وكفاءة، وكان للدليل التشخيصي الخامس دور مهم في مساعدة الاطباء والباحثين في تشخيص الاضطرابات المختلفة بشكل واضح وسهل وسريع ودقيق،وعلينا كاخصائيين فهم المحكات والمعايير والخصائص الاضطرابات واستخدام ادوات ومقاييس تشخيصية ملائمة لتشخيص هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على خفض المشكلات التي تظهر لديهم.
