محليات

السياحة العلاجية بالكرك.. مواقع فريدة والتفاتة خجولة

جمال طبيعتها وخصائص مياهها المعدنية لم تشفع لها



تتفرد محافظة الكرك بالعديد من المواقع التي تبهر الزائر بجمال طبيعتها الأخّاذ، حيث مياها العذبة دائمة الجريان وشلالات المياه المعدنية الساخنة المتفجرة من بين الصخور والصالحة للاستطباب اضافة لتنوعها الحيوي والبيئي، مما يؤهلها لتكون واحة طبيعية واماكن مرغوبة للسياحة العلاجية على غرار ما علية الحال في منطقة حمامات ماعين في محافظة مادبا التي نالت نصيبها من التطوير وغدت وجهة مهمة للسياحة الداخلية والخارجية.

وابرز مواقع السياحة العلاجية التي تحتضنها المحافظة والتي تشكل بيئية سياحية استشفائية محفزة اذا ما احسن استثمارها، حمامات وادي بن حماد الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة الكرك، وان كانت وزارة السياحة أعارتها التفاتة خجولة الا ان هذه الالتفاتة لم تطل باقي المواقع التي تمتاز ايضا بمياهها الساخنة وجمال طبيعتها التي تجعل منها مقصدا للسياحة العلاجية اضافة لسياحة التخييم والمغامرة والاستكشاف، ومنها أيضا وادي ويدعة غرب المحافظة بمياهه الكبريتية العلاجية ومياه غور الحديثة المعدنية وسيل اللجون ببركه المعدنية العلاجية الواقع شمال شرق الكرك اضافة الى حمامات البانية في لواء فقوع.

وتسلط الرأي الضوء في هذا التقرير على منطقي وادي بن حماد ووادي ويدعة ليس لتميزهما عن باقي المواقع، لكن لاظهار انه ورغم ادراجهما على خريطة الاردن السياحية، إلا أنه لا يزال الاهتمام بهما دون المستوى الذي يتناسب واهميتهما الطبيعة والتاريخية والسياحية.

فمنطقة وادي بن حماد بجمالياتها اللافتة حيث الخضرة الدائمة واشجار النخيل الباسقة واطلالاتها الخلابة وعيون المياه العذبة دائمة الجريان والتي يزيد عددها على (20) عينا وكرومها وبساتينها، تتمتع بوفرة ينابيع المياه الكبريتية الحارة وبركها المائية الغنية بالمعادن وطينها البركاني المستخدم في علاج العديد من الامراض الجلدية كالصدفية اضافة الى امراض الروماتزم وغيرعا من امراض العظام، كما يقصدها الزوار لممارسة رياضة المغامرة بتسلق الجبال المحيطة بالمكان، او بالسير على الاقدام لمسافة طويلة عبر السيق الجبلي وصولا الى منطقة اغوار الكرك، ويقصد الموقع ايضا العديد من الافواج السياحية القادمة من خارج المملكة لوجود متبقيات اثرية هناك.

ورغم ميزات المنطقة آنفة الذكر والتي اكسبتها شهرة محلية وعالمية، الا ان الزائر للموقع بحسب مواطنين يصطدم بالواقع فإهمال المكان وغيابه عن اجندة الجهات المسؤولة ادى الى تلف المرافق الخدمية اللازمة لمرتادي الموقع التي سبق واقامتها وزارة السياحة، فيما شكل سوء وضع الطريق الموصل من بلدة وادي بن حماد الواقعة شمال غرب مدينة الكرك بمسافة زهاء (20) كم لموقع الحمامات المعدنية في منطقة الوادي بضيقها ووعورتها ومنعطفاتها الخطرة، وخلوه من متطلبات السلامة المروية اكبر عثرة امام النهوض بالموقع وزيادة تدفق الافواج السياحة طيلة السنوات الماضية قبل ان تلتفت الوزارة مؤخرا وتحت ضغط المطالبات الشعبية لهذا الامر والبدء مطلع العام الحالي بتنفيذ إعادة تأهيل للطريق لاصلاح شانه مما سيسهل الوصول للمكان بالسيارات بدلا من ان يوقف الزوار سياراتهم ويسيرون على الاقدام وسط تضاريس صعبة للوصول الى الحمامات ولمسافة تزيد على 5 كيلومترات.

ويتحدث المواطنون ايضا عن حاجة موقع الحمامات للكثير من الخدمات والمرافق اللازمة كاقامة الشاليهات واماكن التخييم وتطوير برك السباحة وتوفير محال لتقديم خدمات الطعام والشراب مع اتاحة المجال لشباب المنطقة للاستثمار بتلك الخدمات مما يوفر فرص عمل لهم بمردود مالي يسهم في تحسين ظروفهم المعاشية ومواجهة شبح البطالة.

اما وادي ويدعة الواقع إلى الغرب من محافظة الكرك، بالجهة الجنوبية لمنطقة الخرزة على طريق الكرك الاغوار، فيعد وجهة للسياحة العلاجية ولسياحة الاستكشاف والمغامرة والاستجمام، فتضاريس الموقع مشابهة الى حد كبير لتضاريس موقعي حمامات وادي بن حماد وحمامات ماعين ويمتاز الوادي بمناظره الطبيعية وشلالات مياهه المعدنية والعذبة واشجار النخيل الكثيفة، الا انه طي النسيان برأي المواطنين، فلو احسن استثماره بتوفير مختلف الخدمات والمرافق التي تؤهلة ليكون منتجعا سياحيا مميزا جاذبا للسياحة الداخلية والخارجية خاصة وان الموقع يقع بالقرب من منطقة باب الذراع الاثرية والتي تعود في تاريخها للعصر البرونزي القديم في الألفية الرابعة قبل الميلاد وتحتوي على العديد من الاماكن الاثرية القديمة.

ويجمع أكاديميون وخبراء ومستثمرون ومهتمون بالشأن السياحي في المحافظة تحدثوا إلى «الرأي» ان السياحة العلاجية في المحافظة لم تحظ بعد بالعناية المطلوبة من وزارة السياحة لجهة تطويرها وايجاد مرافق ومنشآت سياحية تقدم خدمات تحفز على زيارة تلك المواقع والاستمتاع بمناظرها الطبيعية والاستفادة من مياهها المعدنية العلاجية كما لم تأخذ نصيبها من الترويج من قبل هيئة تنشيط السياحة لاستقطاب الافواج السياحية علما كما قالوا ان السياحة العلاجية تعد احد اهم انواع السياحة الرافدة للاقتصاد الوطني.

عبيدات: الاستثمار بالمواقع يخلق نقاط جذب جديدة

وقالت استاذة التسويق السياحي بقسم الآثار والسياحة بجامعة مؤته الدكتورة ولاء عبيدات: ان الاردن يعتبر من اهم الوجهات الرائدة في السياحة العلاجية لكثرة مواقعها المنتشرة من شمال المملكة حتى جنوبها مما يجعلها احد الروافد المهمة للاقتصاد الوطني الاردني بما تضخه من ايرادات مالية تدعم خزينة الدولة، اضافة إلى دورها في نشر الثقافة الاردنية على الصعيد الخارجي جراء استقطاب جنسيات مختلفة تقصد المملكة لغاية الاستشفاء، علاوة على مقدرتها تعزيز العلاقات الأردنيه الخارجية بتوقيع اتفاقيات مع العديد من الدول لتبادل الدعم السياحي بكافة أنواعه.

واوضحت عبيدات ان الكرك لا تزال تحتاج عمل الكثير لتطوير قدراتها ومرافقها ومواردها الطبيعية لتكون قادرة على التنافس مع مناطق أخرى في الأردن والمنطقة بشكل عام في مجال السياحة العلاجية، مشيرة الى ان مواقع السياحة العلاجية في المحافظة بحاجة الى وجود استثمارات توظف مواردها المتاحة بالشكل الامثل، وتوفير بنى تحتية تسهل وصول السائحين اليها فوعورة الطرق الواصلة لتلك المناطق يحرم المحافظة من تدفق الافواج السياحية الداخلية والخارجية.

ولفتت عبيدات الى الحاجة ايضا لدعم المجمتعات المحلية وتمكينها لاقامة انشطة سياحية ومرافق ترفيهية تساعد في ملء اوقات فراغ السواح مما يحفز على اطالة امد اقامتهم مع ما يعنيه ذلك من نتائج ايجابية تعود بالنفع على تلك المجتمعات، وفي هذا الصدد دعت الى ضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية التنمية السياحية للمجتمع المحلي والعمل على تعزيز العلاقات بين مختلف المؤسسات الاستثمارية والتنموية وجامعة مؤتة لايجاد كوادر بشرية محلية مؤهلة في المجال السياحي بمختلف تفرعاته.

واكدت ان وزارة السياحة مطالبة بإنشاء نقاط جذب سياحية جديدة في الكرك بالاستثمار بمواقع السياحة العلاجية الامر الذي سيساهم بتوفير بيئة سياحية جاذبة وتحسين الظروف المعاشية للمواطنين بخلق فرص عمل جديدة، في حين ستسهم العائدات المتأتية من الانشطة السياحية في تلك المواقع بالنهوض بمستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطنين.

كما دعت عبيدات الى توفير الحوافز والتسهيلات للمواطنين المحليين لاقامة مرافق سياحية صغيرة كالمطاعم والمقاهي والاكشاك والاستراحات والتي تساعد في توفير الخدمات التي يحتاجها السائح وتشجعه على اعتماد المحافظة وجهة سياحية دائمة له.

الصعوب:تشكيل هيئة وطنية لإدارة الملف

وقال الخبير بالشأن السياحي والبيئي مدير مراكز الاميرة بسمة للتنمية البشرية في الكرك علي الصعوب: ان محافظة الكرك تزخر بالعديد من المواقع الجاذبة للسياحة الطبيعية والعلاجية، فعلاوة على اهميتها كوجهة يقصدها السواح للاستطباب من الامراض الجلدية والتنفسية وآلام العظام وغيرها، تعد ايضا جزءا من الموروث الثقافي العلاجي لدى السكان المحليين.

وأشار الصعوب إلى ان مواقع السياحية العلاجية في محافظة الكرك والمنتشرة في اكثر من منطقة لم تنل نصيبها من العناية المنشودة من القطاعين العام والخاص، فالاهتمام بها وتهيئتها بالخدمات السياحية اللازمة، ما زال دون الطموح فسوء بنيتها التحتية والمتمثلة بالطرق الوعرة والمتهالكة الموصلة اليها، وانعدام الخدمات العامة من مياه وكهرباء ونظافة اضافة الى نقص المرافق الخدمية السياحة بل عدم وجودها في غالبية المواقع عوامل معيقة تحرم المحافظة من مورد اقتصادي مهم لو احسن استثماره لساهم في انعاش اقتصاديات المحافظة وخفف من وطأة ظاهرتي الفقر والبطالة.

واشار الصعوب الى ان الاستثمار بالسياحة العلاجية في المحافظة من الفرص الواعدة لكنها تواجه تحديات تحد من انطلاقتها فضعف الاهتمام الرسمي بتلك المواقع والغياب شبه التام لمشاركة القطاع الخاص باقامة مراكز علاجية تستفيد من خصائص مياهها الاستشفائية والفنادق وخدمات الطعام والشراب والنقل وتطوير تلك المواقع التي تقع في معظمها في مناطق اودية خارج حدود تنظيم البلديات مما يتطلب ايجاد انظمة خاصة بها لايصال الخدمات اليها يضاف الى ذلك ضعف الثقافة السياحة لدى المواطنين وكيفية المحافظة عليها ومنع العبث بها اوتخريبها عوامل محبطة يجب العمل على تجاوزها بخطط مدروسة وفق استراتيجيات قابلة للتنفيذ على المدى القصير والطويل لمعالجة الاختلالات والتحديات آنفة الذكر.

وتابع الصعوب: بناء على ما سبق فالمطلوب حاليا تشكيل هيئة وطنية من وزارات السياحة والصحة والتخطيط والطاقة والثروة المعدنية لإعداد ملف متكامل عن واقع السياحة في المحافظة ومواقعها وحاجتها من المرافق والاستثمارات السياحية وربطها بالشأن المحلي وايجاد نظام خاص للاستخدام والاستثمار تحت إشراف وزارة الصحة لنتمكن من الوصول إلى سياحة علاجية تليق بمستوى الاردن، ووضع خطة ترويجية للتعريف بها محليا وخارجيا، كما دعا إلى توفير تسهيلات لحفز المستثمرين لاقامة منشآت سياحية في تلك المواقع تساعد في زيادة اعداد زوارها واطالة مدة اقامتهم اضافة الى وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.

الطراونة: تأسيس لجنة عليا ضرورة لإدارة الملف

وبرأي رئيس لجنة السياحة والاثار والبيئة في مجلس المحافظة حسين الطراونة، فإن وزارة السياحة لا تولي مواقع السياحة العلاجية في المحافظة الشأن الذي تستحقه بدليل افتقارها للخدمات السياحية واللوجستية التي توفر للزائر المحلي وللسائح الاجنبي سبل الراحة التي تمكنه من الاستفادة من مقوماتها السياحية والعلاجية يضاف الى ذلك ضعف الترويج لها وعدم وضعها على الخارطة السياحية حيث يجهل الكثير حتى من ابناء المحافظة ذاتها وجود تلك المواقع.

واكد الطراونة ان المحافطة محرومة من مصدر دخل مهم يمكن ان يتأتى من تنشيط السياحة العلاجية وتوجيه المستثمرين لاقامة منشآت سياحية تلبي احتياجات الزائرين وتأمين فرص تشغيل لأبناء المحافظة المتعطلين عن العمل لمساعدتهم في توفير مصادر دخل يعينهم على مواجهة ظروف الحياه الصعبة، مشيرا الى الفائدة التي ستتحقق في الاعتناء بتلك المواقع واقامة استثمارات سياحية فيها وتأهيل شبكة الطرق الموصلة اليها لن يقتصر على المحافظة وحدها بل ستساهم العوائد المالية في رفد الاقتصاد الوطني من خلال زيادة اعداد السواح القادمين من الخارج.

واعتبر الطراونة ان تسليط الضوء على هذه المواقع وعمل خطة تطوير لها بشراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص بإنشاء المنتجعات العلاجية وتوفير الخدمات اللازمة وادامة صيانتها والترويج لها على الصعيدين المحلي والخارجي، حلول يجب العمل عليها بشكل عاجل، مطالبا وزارة السياحة بتشكيل لجنة سياحية عليا في المحافظة تضم في عضويتها ممثلين عن الوزارة ودائرة الآثار العامة وبلديات المحافظة ومؤسسات الإعمار ومختلف الجهات المعنية بالشأن السياحي للعمل وفق اطار مؤسسي لوضع خارطة استثمارية سياحية واثرية وبيئية لمتابعة مشاريعها.

وبخصوص دور لجنة السياحة بمجلس المحافظة، بين الطراونة ان اللجنة تعد لتأسيس قاعدة بيانات متكاملة عن اعداد المواقع السياحية والأثرية والبيئية في المحافظة واماكن وجودها والتحديات التي تواجهها ومتطلباتها من المشاريع، موضحا ان اللجنة بدأت منذ مدة بتنفيذ زيارات ميدانية تشمل كافة ألوية المحافظة ومناطقها بهدف حصر تلك المواقع والتعرف على احتياجاتها ليصار لاحقا دراستها وتحديد اولوياتها من الصيانة والتأهيل والخدمات لتوفير التمويل لها من موازنة «اللامركزية «بالتنسيق مع وزارة السياحة عند تحديد الاحتياجات السنوية، مشيرا الى إلى انه وفي ضوء السماح للمجلس بتخصيص (40)%) من موازنته لغاية دعم الاستثمار تقدم بمقترح أن يكون هذا الاستثمار مع البلديات وتوجيه نحو السياحة العلاجية كإحدى المشاريع الاستثمارية المهمة.

العساسفة: الافتقار لرؤية حكومية ومجتمعية محفزة للاستثمار

وقال مدير شركة ادرينالين لتجهيز مواقع التسلق والانزال والاستكشاف المستثمره في موقع حمامات وادي بن حماد نظام العساسفة: ان السياحة العلاجية في الكرك تفتقر الى رؤية واضحة وبيئة مناسبة للاستثمار تحفز على اقامة مشاريع تنموية سياحية تعود بالاثر الاجتماعي والاقتصادي على المجتمع المحلي والمحافظة بشكل خاص وعلى الوطن بشكل عام، والوضع ذاته ينطبق على مجمل الحركة السياحية في المحافظة التي تعاني من حالة تهميش في ضوء غياب خدمات سياحية كافية كالفنادق وخدمات الايواء السياحي والخدمات الاخرى التي تعزز سياحة المغامرة والاستكشاف مما دفع الكثير من المكاتب السياحية الى استثناء المحافظة من برامجهم السياحية وتوجيهها الى مناطق اخرى.

وبين العساسفة ان منطقة حمامات وادي بن حماد المعدنية وجهة سياحة مستقطبة للسواح والزوار المحليين الذين وصل عددهم الى قرابة(25) الف زائر العام الماضي، فمياهها المعدنية تمتاز بخصائص نوعية فدرجة حرارتها المتوسطة بمعادلة كيميائية فريدة من نوعها تجعلها مقصدا لطالبي العلاج والاسترخاء، موضحا ان وزارة السياحة اتاحت موقع مركز زوار حمامات وادي بن حماد المعدنية كفرصة استثمارية نعمل على تشغيله منذ خمسة اعوام بخدمات بسيطة ضمن محددات تم الزامنا العمل بموجبها منذ توقيع اتفاقية الاستثمار والضمان للموقع دون اي مبرر او مسوغ قانوني من خلال لجنة الاستثمار في الوزارة في ذلك الوقت، ونحن نسعى جاهدين للعمل لتقديم الخدمات الافضل (الاستقبال) فقط وحراسة الموقع والعمل على ضمان نظافة المنطقة بشكل كامل.

واشار العساسفة الى ان اكبر المعقيات التي واجهتنا على طول السنوات الماضية سوء وضع الطريق الموصل للحمامات وحاجتها الى اعادة تأهيل شامل، حيث كان هذا الامر من ابرز القضايا التي طالبنا بها منذ تسلمنا الموقع الى ان تكللت تلك المساعي بالموافقة على تنفيذ اعمال اعادة التأهيل المطلوبة مطلع العام الحالي، فيما تم ايضا باضافة ملحق للارض المخصصة للموقع وبواقع (12) دونما الشهر الماضي، منوها في هذا الصدد بدور وزارة السياحة ممثلة بالوزير والامين العام والجهود التي بذلت في هذا المجال.

وبين العساسفة ان موقع الحمامات بحاجة الى اعمال تأهيلية شاملة لبنيته التحتية ومرافقه الخدمية وشاليهاته المخصصة للمبيت اضافة لبرك السباحة، وفي هذا الصدد بين انه تم اعداد دراسة من قبلهم لتطوير الموقع باستحداث مركز استقبال حديث بخدمات متكاملة يتم تجهيزه بكافة المعدات اللازمة وتزويده بالمعلومات التاريخية عن الوادي وخرائط مسارات اضافة لاقامة شاليهات واكواخ بيئية واقامة برك سياحة جديدة ومرفق متخصص يقدم خدمات علاجية حسب معايير وزارة الصحة ومركز دعم لمجموعات سياحة المغامرات اضافة لتخصيص موقع مناسب لعرض وبيع المنتجات الحرفية والمشغولات اليدوية التراثية التي ينتجها ابناء المنطقة مع ايجاد مواقف مؤهلة لاصطفاف الباصات والسيارات السياحية ومركز الطعام والشراب الذي يجب ان يشغل من قبل ابناء المجتمع المحلي في المنطقة الذين يجب تأهيلهم ورفده بالخبرات السياحية ليكونوا شركاء فاعلين في تطوير الموقع.

واوضح ان الدراسة المقترحة قدمت للوزارة لاكثر من مرة ولكن لأسباب منها البيروقراطية والصلاحيات لم تنفذ، كما برزت بعض الاراء المجتمعية الرافضة لعملية التطوير لاسباب غير مبررة جميع تلك الامور اكد العساسفة تجعلهم يتخوفون من اعادة التفكير في الاستثمار في المنطقة علما ان عقد ادارتهم للموقع ينتهي مع نهاية العام الحالي.

المساعدة: العمل قائم لتأهيل طريق حمامات وادي بن حماد.. وتوجه لتطوير الموقع

وقال مدير سياحة المحافظة ساطع المساعدة: ان الوزاره تحرص على تطوير القطاع السياحي في المحافظة لما تمتاز به من تنوع وتفرد بمواقعها الاثرية والسياحية العلاجية والدينية اضافة الى سياحة الاستكشاف والمغامرة والتسلق نظرا لتضاريس المحافظة وجمالية مواقعها الطبيعية المنتشرة في اكثر من موقع على امتداد مساحة المحافظة.

وبين المساعده ان الوزارة انجزت في عام 2003 اعمال تأهيل شاملة للبنية التحتية في موقع حمامات وادي بن حماد شملت اقامة مرافق صحية وبرك للنساء واخرى للرجال واعادة تأهيل الجسر الواصل بين ضفتي الموقع لتسهيل عبور الزوار اضافة لصيانة الادراج وتركيب المضلات، الا ان مكونات تلك المرافق تعرضت على مدى السنوات الماضية جراء الظروف الجوية والعوامل البشرية للخراب والعطب وما زاد من هذا الامر السيول الجارفة التي تداهم المنطقة في كل موسم شتوي وكان اخرها خلال العام الحالي، حيث تم مخاطبة الجمعية العملية الملكية لحصر الاضرار وعمل دراسة شاملة لمعالجتها وفق اسس عملية مدروسة، فيما يتم حاليا تنفيذ عطاء لاعادة تأهيل للطريق الواصل للحمامات تبمويل من وزارتي السياحة والاشغال.

ونوه المساعدة انه تم مؤخرا تخصيص قطعة ارض من وزارة الزراعة بموقع الحمامات لغايات توسعية، فيما هناك توجه لتطوير الموقع في اكثر من جانب وسيصار الطلب من مجلس المحافظة تخصيص مبلغ مالي لهذه الغاية، مشيرا الى ان موقع الحمامات يدار حاليا من قبل مستثمر سينتهي عقد ادارته نهاية العام الحالي وسيصار الى طرحه للاستثمار مجددا.