خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تهنئة لإبنتي بتخرجها من كلية الطب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أ. د. كميل موسى فرام

ابنتي الغالية الدكتورة رند: مبارك نجاحك الذي نثر السعادة على العائلة والمحبين، فقد أنهيت اليوم مسيرتك الجامعية بتخرجك من كلية الطب البشري في الجامعة الأردنية، أم الجامعات والحاضنة للنخبة من أبناء الوطن، حيث تلقيت لنجاحك مباركة خاصة من أساتذتك بكلية الطب أعضاء مجلس الكلية الموقرين بعد إقرار النتائج بسرية زرعت شتلة إطمئنان جديدة لمستقبل الكلية والجامعة بسلوك الشفافية تجسيدا لمبدأ العدالة؛ اليوم تحقق الحلم الذي ترعرع في داخلك منذ الطفولة وسيرا على النهج والوعد والبذل والتضحية، تحقق الحلم لكل فرد بالعائلة بعد ?ن أصبح حقيقة بإنضمامك لركب المعشر الطبي، ويقيني أن عواصف التعب والارهاق الممزوجة ببراكين السهر والحرمان قد انتهت، وأثمرت بهذا الانجاز الذي يشكل الحلم والعنوان والهدف لكل عائلة أردنية ترى في مستقبل أبنائها المشروع الأعظم في الاستثمار؛ الدكتورة رند مشروع بدأ بأمنية منذ الطفولة وتحقق بواقع لجهد وتصميم، فغدير التهاني من المحبين صنع من لحن المحبة جدارية للسعادة.

دعيني أعترف لكِ اليوم أنك شكلتِ منعطفا خاصا بمسيرة العائلة، بؤرة الاهتمام بكل خطواتكِ، ممزوجة بحرص لرصف الطريق وتمهيده لمسيرتكِ منذ البدايات المدرسية حتى اليوم؛ كنتِ الطبيب الصغير في حفل تخرجك من الروضة والمرحلة الابتدائية، ارتديتِ الثوب الأبيض وسماعة الطبيب تزين عقد الرقبة في حفل المدرسة بالمرحلة الثانوية؛ مؤشرات لها من المعاني لتجعل مني مساحة وطن كبيرة لمن سكن القلب والفؤاد، لمن امتلك اللب والعقل، حيث يكبر الوطن بإنجاز ساكنيه، وعندما يكون القدوة، يصنع الفرق للعائلة، ليكون الوطن آمناً، مستقراً، مطمئناً، ف?جاحكِ اليوم جعلني امتلك مساحة إضافية من السعادة والمحبة بعد إنجاز سابق بنفس الميدان لشقيقتك الكبرى فرح تفوق التصور؛ وجدت ذاتي لعائلتي الكبيرة والصغيرة، فالكلمات أسيرة للمعاني، وربما تعجز أحيانا عن ترجمة الذات، وعندما أرى نسمات العبير بالمحبة الصادقة من القلب الحاضن للحب، أجد ذاتي وقد ملكتُ الدنيا، القدوة والمثل والمرجع للإستئناس، ابتسامتك بنيتي لها معنى مختلف، وقُبْلَتُكِ ذات عليل ينعش الروح ويعيد الأمل لمساره على درب السعادة.

إبنتي الغالية الدكتورة رند: بعد أيام ستبدأين أولى خطواتكِ العملية بمشوار المهنة فس سنة الامتياز التمهيدية للحياة العملية الحقيقية باستقلال، ستبدأين باسقبال المرضى وأخذ السيرة المرضية بهدف التشخيص للعلاج والشفاء، لأنك الأمل لكل مريض، خطوة أولى مهمة تستحق الوقوف على أطلالها بكل حرفية، فأنتِ الطبيب والعلاج، بلسم الأمل ونبض المستقبل، تبنين محطات السعادة بالزمن والوقت، فاحرصي على التواضع والهدوء، تذكري قَسَمُ مهنة الطب بواجب الاخلاص وبذل الجهد دون تمييز، كوني شريكة بالرأي وتعاوني مع الزملاء ليكون الأداء بأبهى م?انيه، حافظي على ابتسامتك المعهودة التي هي عنوان السلوك للطبيب الحكيم، ففيها سحر يشفي من المرض ويساعد على إعادة الأمل، تعلمي امتصاص نوبات العصبية والغضب وبعض الكلمات التي تترجم عصبية المريض ومرافقيه، فاستميحي العذر لمحتاج الرعاية بسبب أنينه وألمه، إياكِ والفتوى بغير علم ومعرفة لأن حياة الانسان ليست مقاصة ويمنع الاجتهاد بمعطياتها، بل كوني متابعة لكل جديد في بحور المعرفة، ارتدي ثوب التواضع وزيدي رصيدك بالموفقية وطول العمر والتوفيق من دعوات المحتاجين الذين يسطرون لحن الشفاء بسيمفونية تطرب بألحان طريق المستقبل? بل وأمامك فرصة بالاستفادة من رحلة عطائي ومسيرتي بمحطات المهنة لترسمين رحلة خاصة مستقلة أو تكملين البناء، مساركِ ودربكِ مرصوف بجهدكِ وتعبكِ، بعد مخطط حياتي لم يترك للزمن صدفة أو يراهن على الوقت، فمهنة الطب هي مهنة تضحيات، فبارك الله لكِ ورعاكِ لمستقبل يليق بكِ.

إبنتي الغالية الدكتورة رند: مهنة الطب إنسانية بكل تفاصيلها، واليوم قد أصبحتِ رسولا يترجم معانيها وأهدافها، فكوني على قدر التحدي وحُسن الظن، اريدك قيمة تاريخية يجب احترامها، وقد عهدتك لا تصدقين الكذبة التي ترضيكِ، لا تكذبين الحقيقة التي تغضبك، لا تكسرين قلباً رق لك يوماً، فلحظات الود لها عليك الف حق، وتذكري دائما أنه يمنع تحت طائلة الأخلاق إعطاء أملاً كاذبا لاحد فالرفض الواضح خيرا بكثير من الوعود الزائفة برسم التحقيق، وتذكري أن الأيام تسير بسرعة ولا تنتظري ليكون خيارك باختصاص المستقبل برغبة وقدرة على العطاء?هو العنوان القادم.

إبنتي الغالية الدكتورة رند: تلك الليالي وأيام السهر قد ولت، وأيام الحصاد قد أقبلت، سنوات العمر لم تذهب هدراً؛ اليوم أراجع شريط الذكريات وأقدر مدى مساهمتكِ بنجاح العائلة بعد تحديات وظروف عصفت بالمسيرة، لكنها لم توقفها أبداً بل كانت الوقود الذي دفع عرباتها فكنتِ الجزء والكل والأهمّ أنكِ قد نجحتِ وأصبحتِ الطبيبة المتميزة، فخورٌ بكِ وعنادكِ وتصميمكِ؛ مزيج صنع الفرق وتأكدي أن الأيام القادمة حُبلى بالخير، والنجاح حصري لأصحاب الطموح؛ الدكتورة رند حقيقة أرست بأهدابها على شواطىء المهنة الانسانية الأولى ودعيني أعترف?مجددا أنكِ جعلتِ من ذاتي الرجل الأغنى وللحديث بقية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF