حمل زفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين المعظم كل الطاقة الإيجابية التي نحتاجها كأردنيين، ووحد مشاعرنا في احتفالية جمعت بين البساطة والولاء والانتماء والتحدي.
فالزفاف شارك به الأردنيون كافة من شتى الأصول والمنابت والمدن والقرى والمخيمات، والحضور كانوا جميع أبناء الشعب، الغني والفقير، الصغير والكبير، وجميع الأردنيين كبار بوطنهم وقيادته الهاشمية.
شاهد العالم أجمع هذا الزفاف الأسطوري، وأسطوريته نابعة من هذا الالتحام بين الأردنيين وملكهم المفدى وولي عهده الأمين، فالزفاف كان في مضارب بني هاشم، وبنفس العادات والتقاليد التي تتم في كل عرس أردني.
شعرنا كأردنيين بالفخر، سواء من نعيش في الوطن أو في الغربة، ونحن نرى تفاعل العالم مع الفرح الملكي.
الزفاف الملكي شحن نفسيتنا بالطاقة الإيجابية، فرغم أن وطننا يعيش تحديات كبيرة، إلا أننا نمتلك القدرة والعزيمة على التغلب عليها والانتصار.
في الأردن ومنذ سنوات أصبحت السلبية عادة لدى الكثيرين، والشكوى وإطلاق النار على القدمين سلوكا مستمرا، وجلد الذات والتقليل من الإنجازات لدى هذه الفئة هو ليست وسيلة للنصح، بل للتشويه.
حري بنا أن نفرح بالحسين، وأن نفرح بما أنجزناه في الأردن. ففي منطقة ساخنة، بقي الأردن ثابتا وصامدا في تقدم رغم الانهيارات الكبيرة التي ضربت دولا مجاورة لنا أو بعيدة، فسوريا -بكل حزن وأسف- تعرضت لحرب أهلية، ولبنان في انهيار. ودول عربية أخرى تعيش حروبا وانهيارات.
في خضم كل ذلك فإن الأردن صامد ويخطو نحو الأمام، وأكبر دليل على ذلك المغتربون، الذين مهما ابتعدوا فإنهم يعودون للأردن ليشتروا فيه ويعمروا ويستثمروا، وهذا ما كان ليحدث لو أن وضع الأردن مهزوز أو أن اقتصاده يتراجع.
وبالعكس فإن الحركة العمرانية والاقتصادية مستمرة، وأعداد الشقق وارتفاع أسعاها هو في الحقيقة أحد الأدلة على صلابة ونجاح الاقتصاد الأردني.
في زفاف سمو ولي العهد، فلنفرح بكل المعارك التي خضناها وانتصرنا فيها كأردنيين، ولننفض غبار السلبية التي يشيعها البعض، ولننظر بعين ملؤها الأمل والتحدي نحو المستقبل المشرق، الذي نخطو نحوه بكل ثقة واقتدار تحت راية قيادتنا الهاشمية.