الرأي الثقافي

شرخٌ يعتلي الأشجار

أتَدري كيفَ تأخذُنَا السّكرات نحو الموت؟

تماماً كافتعَالِي هذا؛

وأنَا أقُوم بقجِّ دَمعةٍ تَكادُ تنتَحر مِن لوعة حُزني،

أُسلِّمها لقتلٍ ليسَ بهِ موت،

أخنقُ لذَّة الانسِكاب دَاخلها،

أجعلها تَطلب الحياة لكنِّي أُغرقها قَمعاً،

لَقد جعلتُها منِّي، تَسألني الموت،

وأنَا عاشقةٌ للتمرد،

ولو على حِساب رُوحي !

***

مُمتَنَّة أنا لكلّ خائِن،

لكلِّ فاسد،

لكلِّ كاذب،

لكلِّ مُتلوّنٍ،

لكلِّ ظالم،

شاءت الأقَدار بأن يتخلل مَرحلة مِن حياتي،

مُمتَنَّة أنا لكلُّ هؤلاء،

مَن يَجعلون القَلم الحزين،

القَلم المُبدع دَاخلي يتحرَّك،

يَكتُب ويَستريح على الورَق،

مُمتَنّة للحزن لأنه اختَارني،

ذَلك العظيم الذي لا يختلج إلّا العظماء!

***

تُغادرنا الأحلام فجأةً،

تُغادرنا كضوءِ الفَجر،

أو كفراشةٍ ضيعت طريقَها نحو الرَّبيع،

تُغادرنا أحلامُنا كشهقةٍ غابِرة قد لا يكونُ لها زَفير!

***

السَّماوات غائِمةٌ،

والمسَاءُ غَائِمٌ،

وقَلبِي كذلك،

أينكَ أيُّها البُكاء؟

***

نحنُ مِن هؤلاء؛

مُفردات الخَواء،

و(أخواتُ كان) مِن الرضاعة،

نحنُ المَاضون في قامُوس التجاوز،

المنبوذون مِن طرف الفَرح،

نحنُ مِن هؤلاء المعتوهيِن!

***

قَد تمنّيتُ مرةً لو كُنت حمامةً،

فأضحكتُ منِّي عاقلاً ظنَّ أنَّي مجنونة،

أولَيسَ الشعراء مجانِين؟

***

ما كُلُّ ما يحمِله اللَّيل ظُلمةً،

رُبما قَلبِي،

رُبما بعضُ بناتِ أفكاري الشَّقيات،

أو رُبما أنَا بِكُلِّ أطرَافِي المنهوكَة!

***

شرخٌ،

أو رُبَّما انجراف،

اتِّساع فِي هُوَّة الشُّعور،

وتَلفٌ على مُستوى الاحساس،

شرخٌ غريبٌ يعتري الأشجار،

وشيءٌ فِي يسارِ جسد الإنسان!