الاستقلال السابع والسبعين
حفل زفاف سيدي حسين
الجلوس الملكي في التاسع من حزيران
الثورة العربية الكبرى في العاشر من الشهر نفسه
أيام من أيام الوطن المباركة التي تشرئبُّ النفس فيها للفرح، وسيدنا المفدى تبدو على مُحيّاه فيها علامات العزّة ونقول له مبارك لكم يا عميد الدار يا حامي الحمى، وعين الله ترعاك، والرحمة لوالدك الباني ولجدّك أبو الدستور وللمؤسس الأول.
نبارك لسيدنا الملك الذي كتب في صفحات الوطن عناوين كانت هي الأقرب لنبض كل مواطن، حين أعلى البنيان في وطن اسمه الأردن لا يشوبه فقر في الروح ولا يمسسه خوف من العاديات كما لم تقعده الحادثات ولم يجزع للملمّات، وطن رعاه عبدالله أمنًا وأمانًا لم يتسرب إلى وجدان أهله حس من التعصب أو الفتنة أو الطائفية لأن الملك بين «ظهرانينا» يؤذن فينا أن الوطن للجميع وأنني «عبدالله» معكم وبكم أرى نفسي أعزّ نفرا وأكثر قوة وصبرًا وجلدًا على التحديات التي ما قادت الأردن يومًا إلى لفصل آخر على درب الانجاز والعمار والرفعة.
نبارك للملك ونقول شكرًا لأنك علمتنا كيف يكون الاستقلال قيمة ودلالة ورمزًا، وكيف يكون بناءً ونماءً وعطاءً وحبًّا للوطن ووفاءً.
نبارك للملك ويعيدنا الاستقلال لنضال الهاشميين الذين ما خذلوا أمتهم لا بصباح ولا بمساء وهم يحرسون تاريخها ويمدون أرواحهم وتتوزع دماؤهم ودماء جند جيشهم المصطفوي بين فلسطين وبغداد والقاهرة والحجاز ودمشق، ويقرأون على مسامع الناشئة أصداء ليالي اليرموك وحطين واللطرون وباب الواد، وهم العابدون لربّ هذا البيت «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، ويرتلون ثانية «وللآخرة خير وأبقى».
نبارك للملك الذي امتطى الراية وهو «يؤثرُ» الأمة على نفسه فيغزو الشيب شعره عسى أن يبقى شعر الأمة أبيضًا، ويجوب العالم حاضرًا،
يلقي خطابًا هنا، ويحاضر هناك
يلتقي هذا الزعيم ويجري اتصالًا مع ذاك القائد
والقدس درّة عينه وفلسطين محور حِلّه وترحاله
والمقدسات تسري في عروقه مسرى الدم في الجسد فيبتسم ابتسامة فيها أبلغ رد وهو يقول «كيف لي أن أتخلى عن واجبي التاريخي في حماية المقدسات مهما كان الثمن».
نبارك لسيدنا الذي علمنا من دروس الاستقلال الكثير، وأن الوطن هو الخالد وأن قيمة الإنسان فيه بما يعطي بلا منٍّ أو أذى أو رغبة بانتظار مقابل.
نبارك لسيدنا الذي علمنا من دروس الاستقلال الكثير، ومنها كيف نربّي أبناءنا وكيف نحصّنهم في وجه تيارات تتقاذفهم، وكيف نقول لهم هذا هو الأردن وهذا هو تاريخ قيادته الأوفياء للأمة، وهذا هو مجد رجالاته العسكر والساسة والشعراء والفلاحين وكل ما عانق السماء وهو يضع لبنة في أردن شاء الله أن يكون في وادٍ غير «ذي زرع».
نبارك لسيدنا الذي أحبّنا وأحبنناه وبايعناه ووضعنا الراية في يمناه وحلفنا بتراب الأردن بأن يبقى والكلُّ فداه.
نبارك لسيدنا قرّة أعيننا، فارس الكلمة، وحارس الهوية..
نبارك للملك ونقول له.. في عيد الاستقلال ها هي شمس محياك تشرق في أرجاء الوطن الذي من أجله نُذرت..
حماك الله
Ahmad.h@yu.edu.jo