احتفالاتنا بعيد استقلال الوطن السابع والسبعين مؤطّرة بالفرح والحبور والسعادة بما حقّقته دولتنا الأردنية من إنجازات بقيادة هاشمية حكيمة، وإدارة حكومية كفؤة، ومشاركة شعبية واسعة. وتغمرنا سعادة مضاعفة إذ نهنئ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد الله، والأسرة الهاشمية المجيدة بزفاف سمو الأمير الحسين بن عبد الله، ولي العهد المحبوب على الآنسة رجوة آل سيف، متمنين لهما وللأسرة الهاشمية الكريمة، وللأردن دوام السعادة والتوفيق والازدهار. ونزداد ولاءً وانتماءً بهذه المناسبات السعيدة؛ الانتماء للأردن الغالي والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، جلالة الملك عبد الله ابن الحسين ونحن نشهد بقيادته الفذّة الملهمة مئوية ثانية للدولة الأردنية تصنع مجدها منظومة الإصلاح والتحديث: سياسيًا واقتصاديًا وإداريًا.
بدأ الاستقلال بجهود ومطالبات الملك عبد الله الأول ابن الحسين، رحمه الله–الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك–معزّزة بمطالبات الشعب والتنظيمات الحزبية والعشائرية للحصول على الاستقلال التام عن بريطانيا بحيث تكون الإمارة دولة عربية مستقلة ذات سيادة، ولها حكومة دستورية مستقلة بزعامة الأمير عبد الله، طيب الله ثراه. ووجه سمو الأمير القوى الشعبية والكوادر الإدارية والسياسية إلى أن المطالبات الشعبية والضغوطات الحكومية غير كافية للحصول على الاستقلال إذ لا بد من بناء المؤسسات الممهّدة للاستقلال والداعمة له بعد إنجازه. لذلك انشغلت الحكومات الأردنية بتوجيهات سمو الأمير وإشرافه المباشرين في إنشاء البنى التحتية والترتيبات المؤسسية اللازمة والممهدة للاستقلال التام. فتم تطوير الإدارات والمؤسسات الحكومية في مجالات التعليم والصحة والأمن والاقتصاد بحيث أصبحت الإمارة خلال أقل من عقدين جاهزة لإدارة شؤونها بنفسها سياسياً واقتصادياً وإدارياً حيث وُقّعت معاهدة 1946 بين حكومة شرقي الأردن والحكومة البريطانية، واعترفت بريطانيا بإمارة شرقي الأردن مملكة مستقلة ذات سيادة في 25/5/1946 برئاسة الملك عبد الله الأول ابن الحسين. ووافقت الأمم المتحدة على انضمام المملكة لعضويتها بعد نهاية الانتداب البريطاني كمملكة مستقلة ذات سيادة يرأسها الملك عبد الله الأول، رحمه الله.
واستمرت المملكة بعد ذلك في بناء وتطوير مؤسساتها في عهد الملك طلال ابن الحسين، رحمه الله، وفي عهد الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه. وأصبحت المملكة الأردنية الهاشمية القدوة والمثال في تحقيق الإنجازات. والآن في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه تستمر المملكة على دروب التطوير والتحديث سياسيا واقتصاديا وإداريا، وتحتفل بعيد الاستقلال السابع والسبعين واثقة الخطى بتحقيق الازدهار والرخاء بمشاركة شعبية واسعة واثقة.
وبقيادة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وتوجيهاته الحكيمة للحكومات الأردنية، وتضافر الجهود والمواقف الشعبية نجح الأردن في تجنب عواصف الربيع العربي، وتهديدات التنظيمات الإرهابية، واستفاد من تراجع أسعار النفط عالمياً والأوضاع الأمنيّة المستقرة داخلياً، والمنح، والقروض الثنائية فتمكّن من تقليص عجز الموازنة العامة، ونجح في سداد بعض القروض، كما استمر في الانفاق على سياسات وبرامج التنمية الاجتماعية، لاسيّما الصحة، والتعليم، وبرامج مكافحة الفقر، ومؤسسات التدريب والتشغيل والتمويل الصغير والمايكروي، وتمكين المرأة والشباب، التي تعمل على ضبط معدّلات البطالة، ونسب الفقر، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، والمساهمة في حلّ أزمات المنطقة والعالم. وبدأ في نهاية العام 2020 اعتماد برامج تكافلية لدعم فرص العمل والدخل، وإعادة النشاط إلى الأسواق ومؤسسات القطاع العام بعد الإغلاقات التي تمت لمواجهة انتشار فيروس كورونا. كما بدأ العمل في منتصف العام 2023 على تنفيد برامج وسياسات منظومة التحديث سياسيًا واقتصاديا وإداريًا لتدعيم استدامة الإصلاح والتطوير، والدخول إلى المئوية الثانية للدولة بثقة وأمل.