بايدن يبدو عاجزاً أمام نووي طهران!
تاريخ النشر :
الخميس
03:14 2023-5-25
الرأي - رصد
يرى محللون سياسيون وكُتّاب فرنسيون أنّ جميع الاحتمالات باتت واردة اليوم فيما يتعلّق بكيفية التعامل الدولي مع إيران، مُستبعدين أن تكون التهديدات الإسرائيلية الأخيرة مُجرّد رسالة عادية تهدف إلى ردع طهران، إذ يرون أنّ تل أبيب مُستعدّة للقتال أكثر من أيّ وقت مضى في ظلّ ضعف الدور الأميركي وعدم جدّية واشنطن.
وحول ذلك، نقلت مجلة "لو بوان" الفرنسية عن الباحث والدبلوماسي الأمريكي السابق مايكل سينغ، رؤيته بأنّ سياسة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن تجاه إيران فاشلة، إذ يبدو عاجزاً عن كبح التقدّم النووي الإيراني.
الاقتراب من القنبلة النووية
وحذّرت من أنّ الجمهورية الإسلامية أصبحت بذلك على مقربة من القنبلة الذرية، وعلى الرغم من نفيها أنّ برنامجها النووي له أهداف عسكرية، إلا أنّه في ظلّ سياسة كسب الوقت لن يكون أمام طهران سوى أسابيع قليلة من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع السلاح، وذلك وفقاً لآخر التقديرات الصادرة عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي قرار سياسي بعد.
وترى "لو بوان" أنّ التطوّرات الأخيرة التي أنجزتها إيران بلا هوادة، أدخلت هذا البلد إلى نادي "قوى العتبة" النووية، التي تتمتع بالقدرات التقنية للحصول على أسلحة نووية. واعتبرت أنّ هناك العديد من الدلائل على أنّ ما تقوم به إيران هو لأغراض عسكرية بحتة، إذ لا توجد لديها أيّ احتياجات مدنية واضحة من مشاريع الطاقة النووية.
خطوط حمراء
ومن جهته يقول الكاتب والخبير السياسي في شؤون الشرق الأوسط إرمين عريفي، إنّ الأمر يبدو وكأنه فشل مرير لجو بايدن الذي عاد، منذ انضمامه إلى البيت الأبيض في يناير 2021، إلى الدبلوماسية لإحضار الجمهورية الإسلامية للمُفاوضات، مُتسائلاً في مقال له نشرته المجلة الفرنسية "هل تستطيع إسرائيل ضرب إيران؟" ففي مواجهة عدم قدرة الغرب على إيقاف السباق الإيراني نحو القنبلة بشكل دبلوماسي، تُقدّم إسرائيل فكرتها حول ضرورة التدخل العسكري.
بالمقابل، يبدو أنّ الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن على الطاقة النووية الإيرانية تتحرّك، وذلك منذ أن أعلن الجنرال مارك ميلي رئيس أركان جيش الولايات المتحدة في مارس (آذار) الماضي أمام أعضاء مجلس الشيوخ ولجنة دفاعية فرعية تابعة لمجلس النواب أنّ "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة، كسياسة عامة، بأنّ إيران لن يكون لديها أسلحة نووية في الخدمة".
ويُشير ذلك بالفعل إلى تغيير في خطاب إدارة بايدن، التي أكدت دائماً أنها لن تسمح أبداً للجمهورية الإسلامية بامتلاك سلاح نووي، بغض النظر عن مدى تقدمه، ولكن لا يبدو أنّ واشنطن تتخذ خطوات عملية في هذ الصدد.
بالمقابل، فإنّ برونو ترتريس، الخبير القيادي في معهد البحوث الاستراتيجية الفرنسي، يرى أنّه وبينما توشك إيران على امتلاك أسلحة نووية، فإن متاعب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تقلل من مساحة بلاده للمناورة.
وفي حين أنّه ليس من عادة أعضاء المؤسسة النووية الإسرائيلية التحدث علناً كل يوم، ويتجنّبون انتقاد السلطة السياسية، فإنّ خطاب الجنرال زئيف سنير الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية يستحق الاهتمام، والذي انتقد انخراط نتنياهو في الشؤون الداخلية على حساب أمن البلاد، وسياسته الخارجية التي تؤدي إلى تنفير الولايات المتحدة بينما تقترب إيران أكثر من العتبة النووية كل يوم.
كذلك فقد حذّرت مجلة "لوبس" الفرنسية، من أن لا جدوى حالياً من التفاوض الدبلوماسي مع إيران حول السلاح النووي الذي باتت قريبة جداً من تصنيعه، موجّهة الدعوة للمُجتمع الدولي لوجوب البحث عن آلية لمنعها من ذلك، ومؤكدة في هذا الصدد أنّ الحرب مع طهران لا يُمكن تفاديها بعد أن وصلت الجهود الدبلوماسية إلى طريق مسدود. وأرجعت المجلة ما أسمته "هذا الفشل الكبير" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي كانت تأمل في إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.