محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

كيف يبدو الأردن في عيد الاستقلال

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. سامر عبدالهادي

وسط أجواء فرحة لا حدود لها تعم بنات وأبناء هذا الحمى العربي المنيع بعيد استقلال الأردن السادس والسبعين، وفي غمرة احتفالات شعبية نابعة من عمق أعماق اعضاء هذه الاسرة الكبيرة كبر الأردن من شماله الى جنوبه، بزفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، يفرح الأردنيون هذا اليوم فرحتين كبيرتين، يهنئون بهما انفسهم ويباركون لجلالة الملك وجلالة الملكة بهذين العرسين، ويجددون بهاتين المناسبتين الغاليتين عهد الولاء الذي لا يتزعزع لقائد هذه المسيرة المباركة، اعزه الله وحماه، ومؤكدين في الوقت ذاته على مواصلة الالتفاف حول الراية الهاشمية، كي نمضى تحت ظلالها، يداً بيد وكتفاً الى كتف، لمواجهة التحديات وتذليل الصعاب، ومواصلة البناء الى ما شاء الله.

واحسب ان مناسبة الاستقلال هذه تدعونا الى تمعن صورة الأردن الراهن، وجلاء ما تنطوي عليه الصورة من عناصر ناصعة البياض ملؤها التقدم والازدهار، ومنجزات تراكمت على مدى العقود الطوال، تبعث في نفوسنا الفخر والاعتزاز، ليس فقط بما تحقق للأردنيين من مكاسب على مختلف الصعد وفي سائر المجالات، وانما بما بلغه هذا البلد العزيز من رقي لا مراء فيه، وما رفرف في سمائه من مبادئ ومُثل وقيم متساوقة مع روح العصر، ناهي عما نعُم به هذا الوطن من ثبات وامن واستقرار، كوّنت جميعها الشروط اللازمة لتعزيز مفهوم السيادة والاستقلال، وفوق ذلك تحقيق النمو المستدام.

ففي مستهل مئته الثانية من عمره المديد بحول الله، وفي عيد استقلاله المجيد السادس والسبيعين هذا النهار الربيعي الجميل، يبدو الأردن في ابهى صورة رغم كل الصعاب، بلداً آمناً مستقراً بكل المعايير، قوة وسط وحوار واعتدال، لديه اطيب العلاقات مع جواره العربي، وعنده أوسع الصداقات والأصدقاء في الشرق والغرب، يحظى بالسمعة والثقة من جانب جميع الأطراف، وينعم بما لا تنعم به دول الجوار من ديمقراطية وحريات، ناهيك عن تمتع شعبه بكل الخدمات العصرية، من تعليم رفيع واستشفاء متقدم، وكهرباء على مدار الليل والنهار، واتصالات تكنولوجية ومواصلات تشارف افضل ما لدى البلدان المتطورة من طرق وجسور ووسائط نقل يستمر في تحديثها على الدوام.

صحيح ان الأردن لم يحقق كل ما تتطلع له الأجيال الصاعدة، وهي تطلعات تشارف عنان السماء، ولم يدع الكمال ولم يقل في أي وقت انه قد بلغ المراد، الا انه يواصل صعود السلّم بجدارة واستحقاق، ويمضي بثبات على الطريق بلا كلل، تحدوه الرغبة في مراكمة الإنجاز على الإنجاز، ورفع البناء مدماكاً فوق مدماك، تماماً على نحو ما كانت عليه سيرة الأجداد المؤسسين والآباء العظام، أولئك الذين بدأوا من نقطة الصفر، وبأقل القليل من الإمكانيات المتاحة، الا انهم استجابوا لكل التحديات بعزة نفس ومضاء تشهد به الأجيال المتعاقبة، فكان هذا الأردن بلداً يشبه بُناته الاولين، وردة يانعة في قلب الصحراء، حصناً حصيناً وقلعة للأحرار، درعاً وسيفاً وفرساً لا يشق لها غبار.

وها نحن نحتفل اليوم بعيد الاستقلال المجيد ونحن اشد ما نكون اطمئناناً الى ما أرسينا من قواعد متينة تحت هذا الصرح الذي نباهي به الدنيا، وما اقمنا من أعمدة قادرة على تحمّل المزيد من طوابق الاعمار والانشاء، نحتفل بعيدنا الوطني الأسمى ونحن أكثر ما نكون عليه من يقين بمستقبل اردني يحاكي المعجزات، نحتفل بهذه المناسبة العظيمة ونحن نبتهل الى المولى سبحانه ان يحفظ جلالة الملك عبد الله بن الحسين من كل سوء، وان يمتعه بموفور الصحة وطول العمر، وان يديم علينا نحن الأردنيون جميعاً نعمة الامن والاستقرار، وكل عيد استقلال ونحن وانتم بألف خير.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF