حيث بدأ شرق الأردن يكتمل رويداً رويداً من قيود الأنتداب مع إستمرار الجهود المخلصة للأردنيين وعلى رأسهم الملك (الأمير آنذاك) عبدالله الأول ابن الحسين في الضغط على البريطانيين للحصول على رغبات الشعب العربي الأردني وتحقيق آماله وطموحاته في الإستقلال وتحقيق وحدة البلاد العربية التي طالما كانت هدفاً استراتيجياً من اهداف الثورة العربية الكبرى وتحقيقاً للأماني القومية وعملاً بالرغبة العامة واستناداً لحقوق البلاد الشرعية والطبيعية وجهادها المستمر تقرر إعلان استقلال الاردن الذى مر بثلاث مراحل:
الأولى عندما اعترفت الحكومة البريطانية باستقلال شرق الأردن تحت الانتداب البريطاني بموجب قرار عصبة الأمم المتحدة، وكان الاعتراف البريطاني مقدمة أمام الأمير عبد الله بن الحسين لإجراء خطوات عملية في الإصلاح السياسي فكان أن شكل لجنة شعبية منتخبة لوضع دستور فضلا عن مشروع لمجلس نيابي عام 1923م لكنه لم يكتمل نتيجة للمماطلات البريطانية التي حالت دون تحقيق هذا الهدف، وما أن تشكل المجلس النيابي حتى بدأت بوادر الحراك الشعبي من سكان إمارة شرقي الأردن متمثلا برفضهم للمعاهدة الأردنية البريطانية التي أبرمت في عام 1928م من خلال الاحتجاجات والعرائض التي أرسلت للأمير عبد الله بن الحسين تطالب باستقلال أكبر للإمارة وكان من نتيجة هذه الاحتجاجات أن عقد المؤتمر الوطني في عمان في تموز 1928م مثله في الحضور زعماء وشيوخ ومفكرون من مختلف أنحاء الامارة، وبعد نشوب الثورة الفلسطينية عام 1936م والتي كانت لها أصداء في الشارع الأردني، ظهرت العديد من الاحتجاجات التي تطالب بالاستقلال تنفيذاً للوعود البريطانية غير أن نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1939م وانشغال بريطانيا بالحرب منعها من التفكير في استقلال الأردن، ولكن بعد نهاية الحرب أصدرت بريطانيا تصريحاً باعترافها باستقلال إمارة شرق الأردن عام 1946م ورغم انه استقلال كامل إلا أن بريطانيا احتفظت لنفسها بضرورة تواجد قوات عسكرية لها في المملكة الأردنية الهاشمية تشتمل على ضباط بريطانيين يعملون مع القوات الأردنية برئاسة الحاكم العسكري كلوب باشا.
تسلم كلوب باشا قيادة الجيش الأردني، وقد أعلن الأمير عبد الله عن استقلال إمارة شرق الأردن باسم المملكة الأردنية الهاشمية وتمت مبايعته ملكا.
وعبر مئة عام جاهد الأردنيون على كافة المستويات والتطلعات السياسية والاقتصادية والعلمية والعمرانية والعسكرية من أجل بناء الوطن العزيز وخدمة هذه الأمة.
لذا من حق الشّعب الأردني أن يرفع رايات بلاده عاليًا في السّماء اعتزازا بيوم النّصر العظيم الّذي حققه لهم الأجداد، ودوّنته لهم صفحات التاريخ بكلمات العز والافتخار، فما أجمل تلك الفرحة التي عاشها أبطالنا بعد سعيهم الدائم في التخلّص من سيطرة الاحتلال وامتلاكهم حرّية الرأي والاختيارات التي فُقدت في زمن الانتداب البريطاني.
في ذكرى الاستقلال الخالدة، نحتفل بمرور المئوية الاولى لتسمية الجيش العربي بالجيش العربي الاردني... الجيش العربي الاقرب الى نبض الوطن والقائد والذي قدم ويقدم في سبيل امن الوطن واستقراره وكرامة اهله و قوافل الشهداء الذين تزين ارواحهم ودماؤهم سماء وارض الوطن عبر التاريخ الحافل بالمجد والحرية وفي عيد الاستقلال نترحم على بناة الاستقلال وعلى حماته ونشد آزر المخلصين للوطن ونتفيّأ عظمة الإنجاز، ونفاخر الدنيا بوطن يدخل مئويّته الثانية بكلّ عزّة ومنعة. و"سيظل علم الأردن يخفق في سماء وطن الأحرار جيلا من بعد جيل، وسنمضي دائما متحدين في ظل الراية الهاشمية، يجمعنا الإيمان بالله والانتماء الصادق للوطن، والإخلاص في القول والعمل، فتحية محبة وولاء إلى سيد البلاد وولي عهده الأمين، والفخر والاعتزاز بشعبنا العظيم وجيشنا المصطفوي. وكل عام والاردن والقيادة والشعب والحكومة والارض بالف خير..