عيد الاستقلال.. واحد من مناسبات الاعتزاز الأردنية التي كانت فصلاً من فصول الإنجاز الممتد عبر أكثر من مئة عامٍ، منذ بدأ العرب يدركون أنّ مشروعية الحُكم فيهم، وأنّ قروناً من حُكم الآخر لهم، لم تكن إلا عبئاً عليهم، فكانت النهضة العربية، وتبعها الدولة العربية، حتى كان هذا الوطن هو التعبير عن امتداد تلك الفكرة النبيلة العربية.
فمناسبة الاستقلال، هي احتفاء بواحدةٍ من مناسبات الإنجاز الذي سبقه أكثر من نصف قرن، وهي الشاهد على حنكة وحكمة الملك المؤسس عبدالله الاول ابن الحسين، مليكنا الجليل، وشيخ العروبة، الذي آمن باكراً طيب الله ثراه، أنّ الأردن هو رصيد أمته، وسندها، والدعم لها، فكان الأردن كما أراد، وما يزال تاريخنا هو الشاهد على العطاء لأجل فلسطين، ولأجل كل أرضٍ عربية، إذ بقي هذا الحمى وفياً لرسالته الأولى، والتي كانت عناوينها الإنسان العربي، والإنسان الأردني، ومن هذه الرسالة التي تأسست عليها النهضة العربية، وعلى هديها سار ملوك بني هاشم، مؤمنين بعبقرية الأردن، ومقدرته، وقدرات إنسانه.
إننا اليوم، نحتفي بعيد الاستقلال، ونتأمل مسيرة أكثر من قرنٍ من الزمان، مدركين أنّ كل منصفٍ أردنيٍ منتمٍ، وكل شقيق عربيٍ، وكل من يحتفون بالإنسان ومنجزه، على يقينٍ بأنّ الأردن قدّم الكثير ومواقفه على مداد السنوات كانت تنحاز للوجدان العربي، والإنساني، أينما كان.
لذا، فالاستقلال هو مناسبة اعتزازٍ، تتجلى فيها مقدرة القيادة الهاشمية والأردنيين، على انتزاع حضورهم باكراً، ليكون هذا الوطن هو الباذل لأجل فلسطين وعروبتها، وهو من أسهم بتأسيسس بنيان التاريخ العربي المعاصر، المنتمي إلى إنسان المنطقة، وقضاياها العادلة.
واليوم، تحل هذه المناسبة في غمرة أفراح الوطن، بزفاف ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني، وهي مناسبة تتجلى فيها دوماً علاقة الأردنيين بقيادتهم الهاشمية، وهي العلاقة التي أرسيت باكراً، منذ التف الجمع الأول حول الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، ومنذ أنّ باتت فلسفة الحُكم في الأردن قائمة على الحوار، وصون الوطن، فكان هذا الأنموذج متقدماً، في منطقتنا، وسبق حتى زمانه، والشاهد على ذلك حتى اليوم، مرويات الأردنيين ومواقفهم مع ملوك بني هاشم، التي ما تزال أجيال ترددها، وتعتز بها.
إنّ ثقافة المنجز في وطننا هي التي تجلت دوماً، فالأردنيون كثيراً ما كانت حواراتهم للوطن، ولأجله، بيقين الثقة بقيادتهم الهاشمية، وسعيها لتقديم الأفضل لهم، فالملك عبدالله الثاني، وعلى مدار سنوات عهده، وضع نصب عينيه الأردنيين، وصون وطنهم، من منطلق الإيمان بأنّ هذا الوطن وجد ليبقى وفياً لرسالته، ولإنسانه.
وهذه التعابير هي جملة القيم الأردنية الراسخة بمعانيها، فـ "نبني كما كانت أوائلنا تبني"، بيقين المقدرة على عصرنة الأصيل، وتحديثه، والبناء على كل تجربةٍ بما يحفظ هذا الوطن العزيز بقيادته الهاشمية، ووفاء الأردنيين، والمحروس بحراب جيشه العربي.
دام الوطن عزيزاً، وكل عام والأردنيون بخير، ودامت الديار عامرةً بالفرح.