عدت لقراءة «خارطة طريق» تحديث القطاع العام مرة أخرى، ولا أخفي إعجابي بطريقة إخراج وصياغة الخطة العشرية وما تضمنته من رؤيا طموحة، وحتى على المستوى اللغوي لم يتم إهمال النحو والصرف وأدوات التشكيل مثل الضمة والشدة والكسرة..، وأظن انه لو تحقق 90 بالمئة منها، لربما اقتربنا من «المدينة الفاضلة» إداريا.
الخطة كما نشرت بعد إطلاقها بتاريخ 31 تموز 2022، تتضمن جدولا زمنيا دقيقا، يتكون من ثلاث مراحل الاولى تبدأ عام 2022 وتنتهي في 2025، بحيث تبني كل مرحلة على إنجازات سابقتها بشكلٍ تراكمي، وتسعى إلى تحقيق » 33 » هدفاً إستراتيجياً.
جوهر الخطة يقوم على تجويد الخدمة التي تقدمها أجهزة الدولة للمواطنين،وتحقيق الرفاه لهم بكل ما يعنيه هذا الهدف المحوري من اجراءات وقرارات وتشريعات، وبالتالي فإن الوصول الى هذه الهدف يسهم بالضرورة الى تنمية الأردن اقتصاديا واجتماعيا.
وبضمن التشخيص الدقيق الذي توصلت له لجنة تحديث القطاع العام «فجوة الثقة» والواقع أن ضعف الثقة لا يقتصر على الجهاز التنفيذي، بل يطال أيضا السلطة التشريعية لأسباب تتعلق بعدم التزام العديد من النواب بوعودهم وبرامجهم التي يرفعونها خلال فترة الحملات الانتخابية،وانشغالهم بتحقيق مكاسب شخصية.
ولا شك ان رفع معدل الثقة يحتاج الى جهود دؤوبة ومتواصلة،تعتمد الشفافية والحوكمة الرشيدة والمساءلة وربط الأداء بالنتائج، بعيدا عن الشعارات الانشائية.
وهنا أود الاشارة الى نموذج واقعي وقد سبق أن كتبت عن هذه الحالة أكثر من مرة دون جدوى، وتتعلق بطريق بديل لطريق العارضة التي تخضع منذ ثمانية أشهر تقريبا لعملية توسعة بمنحة من الحكومة الصينية، وكان يفترض أن يكون البديل المؤقت جاهزا وهي طريق » حمرة الصحن »، لكن المفارقة أن العمل بدأ لتجهيز هذا البديل مع انطلاق العمل بطريق العارضة ! رغم أن المشروع يدور في حلقة مفرغة منذ أن قرر مجلس الوزراء بتاريخ 20/7/2014، الموافقة على المشروع بتمويل من الحكومة الصينية، وتضمن القرار أيضا اعتماد طريق «حمرة الصحن» بديلا مؤقتا خل?ل فترة المشروع.
وبتاريخ ١٣ آذار الماضي تفقد رئيس الوزراء، سير العمل بطريق حمرة الصحن المفترض، وأصدر الرئيس في تلك الزيارة توجيهات بإنجاز الطريق بسرعة في الموعد المحدد، وأعلنت وزارة الاشغال العامة التي تقوم بتأهيل الطريق، بأنه سينجز ويفتح قبل شهر رمضان المبارك، وها هو رمضان انتهى وجاء العيد، ونحن نقترب من عيد الأضحى، دون تحديد موعد محدد لاستكمال الطريق البديل وأصبح المواطنون يتهكمون، بقولهم أن طريق العارضة سينجز قبل استكمال الطريق البديل «حمرة الصحن» !
theban100@gmail.com