أسرار وعجائب حسبنا الله ونعم الوكيل

أيها الإخوة الأحباب إن الإنسان عندما خلقه الله خلقه ضعيفا فالله سبحانه وتعالى قال:” وخلق الإنسان ضعيفا ” فنحن ضعفاء إذا لم يقوينا الله عزوجل فالإنسان لا يستطيع أن يقاوم تعب الحياة ولا محن الحياة إذا كان وحيدا فريدا ليس معه من يقويه والإنسان إذا كانت معه الدنيا بأكملها ولم يكن معه عون الله عزوجل فليس معه أي شئ .

لذلك سنتكلم اليوم عن سلاح قوي جداً هذا السلاح يجب عليك أن تستخدمه دائماً إذا ضاقت بك الدنيا أو إذا مرت بك محنة من المحن أو مرت بك ضائقة مالية أو أي شئ فاستخدم هذا السلاح فالمسلم ينبغي ألا يغفل عن هذا السلاح أبدا.

هذا السلاح ورد ذكره في القرآن الكريم وورد ذكره في سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا السلاح كان من اذكار الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام هذا الذكر قول ” حسبنا الله ونعم الوكيل” .

معني حسبنا الله ونعم الوكيل :-

إن معني هذه الكلمة أن العبد عندما يقول حسبنا الله أي أن الله هو حسيبي في كل شيء فأنت بها تتطلب العون والمساعدة من الله تعالى تطلب التوفيق والسداد من الله عزوجل وعندما تقول نعم الوكيل اي ياربي أنت وكيلي في كل شئ فأنت الذي التجأ إليه وأتوكل عليه واعتمد عليه .

فالإنسان عندما يقول حسبنا الله ونعم الوكيل فهو بذلك يظهر ذله لله وعجزه أمام الله تعالى فهذه الكلمة ما أكبر معناها وما أعظم قدرها وما أجل مكانتها فهي الكلمه التي تكون علي لسان المظلوم إذا ظلم بل تكون أول كلمة تخرج من لسانه وإذ به يقول حسبي الله ونعم الوكيل .

هذه الكلمة كانت ملاذ الانبياء عليهم السلام قالها سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار فعندما جهزوا له وأجمعوا أن يلقوه في النار يقول سيدنا عبدالله ابْنِ عَبَّاسٍ: حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ قالوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾.

وقالها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما كانت غزوة أحد عندما اجمع له مشركي قريش لكي يؤذه صلي الله عليه وسلم : ﴿ الذين قال لهم الناس إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾.

فما كان الجزاء بعد ذلك ، كان جزاء سيدنا ابراهيم عليه السلام أن أمر الله النار أن تكون بردا وسلاما على ابراهيم فقال الله للنار: ﴿ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ وكان جزاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن معه ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ لذلك من كان الله معه كان معه كل شئ ومن فقد الله فقد كل شي .

حسبنا الله ونعم الوكيل 450 مرة :-

بعض الناس يقول إن الإنسان إذا أصابه شئ يقول حسبي الله ونعم الوكيل 450 مرة فإنها ستكون المنهجية فهل هذا الكلام صحيح والإجابة علي هذا أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيص عدد معين أو قول هذا الذكر والدعاء هذا 450 مرة والواجب علينا أن نتعبد كما أمرنا الله وكما علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا نأتي بشئ من تلقاء أنفسنا ونفعله أو نقوله فكررها كما يحلو لك لا تتقيد بعدد معين أو بكلام أحد ما لم ينقل هذا عن كتاب الله أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

فوائد قول حسبنا الله ونعم الوكيل :-

إن لقول حسبي الله ونعم الوكيل فوائد عظيمه وكثيره منها

أنها تكون سبب في النجاة من المهلكات فكانت سببا في نجاة سيدنا ابراهيم عليه السلام ونجاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

‏أنها تكون سببا في تفريج الهموم والكروب .

‏أنها تكون سبباً في حفظ الله عزوجل لك ورعايته لك من كل مكروه وسوء .

قول حسبي الله ونعم الوكيل في فلان أو علي شخص معين :-

إذا قال الإنسان حسبي الله ونعم الوكيل في فلان أو مثلا قالت المرأة حسبي الله ونعم الوكيل في زوجي فعل هذا حرام والإجابة علي ذلك أن هذا ليس بحرام والله عزوجل يعلم المحسن من الظالم وإن كان هذا الشخص الذي يدعوا الله بهذا الدعاء قد ظلم فالله عزوجل يرفع دعوة المظلوم ويستجيبها الله عزوجل ولو بعد حين فلا تقلق ايها المظلوم .

ولاكن الأفضل أن تدعوا بهذا الدعاء مجردا من دون ذكر أحد كما علمنا الله في كتابه العزيز « الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» والله عزوجل. يعلم السر وأخفي .

قول حسبي الله ونعم الوكيل 1000 مرة :-

لم يرد اي كلام في فضل قولها 1000 مرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ينبغي لنا أن نعبد الله كما أمرنا وكما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم وتقولها بالعدد الذي نريده ولاكن لا ننسب أي شئ للنبي صلى الله عليه وسلم لم يقله فمن كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار عافانا الله وإياكم اللهم امين.