من دون مقدمات، الجواب هو.. الضيف، فعند الاردنيين وبالذات في الزمن الماضي، للضيف مراسيم خاصة معلومة غير مكتوبة.
ومن هذه مثلا، قولهم، اذا اقبل الضيف، فهو أمير، وإذا وصل وجلس، فهو أسير، وإذا غادر، فهو شاعر.
المعنى، أن الضيف وايا كان، يجب أن يحظى باحترام واهتمام خاصين ينزلانه منزلة الأمير متى أقبل، ومتى وصل بيت مضيفه.. المعزب.. فهو عندها في منزلة الأسير الذي يحظى باحترام حقوقه، ولكنه لا يقرر، بل يلتزم بقرارات المعزب وكما هي. أما متى غادر بيت مضيفه، فهو بمثابة شاعر، ينظم شعرا قد يمدح فيه ما وجد من كرم، وقد يقول كلاما غير ذلك.
ومن طقوس الضيافة عند الاردنيين، أن الضيف لا يسأل عن حاجته أو حتى من أين هو، الا بعد ثلاثة أيام وثلث اليوم من إقامته عند مضيفه، اما قبل ذلك، فليس للمضيف حق في السؤال.
ومن طقوسها أيضا، وداع الضيف عند المغادرة بكلمات تدعو له بالسلامة، والاعتذار عن أي قصور بدا اتجاهه، وقد يضيف المعزب جملة أخرى يقول فيها.. عرضنا وداعتك. وهو هنا كمن يحمله أمانة بأن لا يقول بحق عرضهم أي كلام تحت أي ظرف كان.
قد يضن الأردني على عياله، ليجود على ضيفه، والضيف عند الاردنيين ينادونه، يا ضيف الرحمن. وما أجمل وانبل هذا الوصف.
ويقابل الاردنيون مقولة الجود من الموجود. بمقولة اخرى هي... لا بل هي حرارة في الجلود. والاردني يستلف، ليقيم وليمة بمناسبة تخصه، أو اكراما لغيره، ويتفاخر الاردنيون بالكرم، ويؤمنون بأن الكريم حبيب الله، والبخيل في المقابل، غير ذلك.
خلاصة الأمر، فالاردنيون وكابرا عن كابر وجيلا أثر جيل، والعرب عموما، امتازوا عن سائر الأمم بالكرم وغيره من خصال طيبة، لكن الكرم ميزة عربية بامتياز، وهي تبرز في شهر الرحمة والمغفرة شهر رمضان المبارك الكريم. أدام الله علينا في هذا البلد المبارك، أجمل الخصال والشيم والسجايا.