تأكيد أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس
تثمين وقوف الأردن الدائم بقيادة جلالة الملك إلى جانب لبنان
أشاد وزير الخارجيّة اللبناني الدكتور عبدالله بوحبيب بمتانة العلاقات الأردنية اللبنانية والتوافق في المواقف بين البلدين حول مختلف القضايا الأساسية للأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيراً إلى التنسيق الدائم والمستمر بين البلدين وعلى أعلى المستويات.
وقال بوحبيب في حوار خاص مع الرأي إن قضيّة النازحين السوريين في لبنان تحظى باهتمام الجميع في بلاده، مؤكّدًا أهميّة الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في العمل على عودتهم بكرامة، لا سيما أنه يشهد تجربةً مماثلة في استضافتهم، عقب أحداث «الربيع العربي».
ودعا بو حبيب إلى إيجاد إطار تنسيقي مشترك لقضية النازحين السوريين، مشيراً إلى أن هذه المأساة الإنسانية تشكل عبئاً كبيراً على لبنان على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية.
وشدد الوزير، على صعوبة الوضع في بلاده، داعيًا الدول المانحة إلى مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه، والضغط على البنك الدولي في ذلك.
وقال إن الوضع الاقتصادي المعقد الذي يعاني منه لبنان، تفاقم في ظل صعوبة اتفاق الفرقاء، وعدم اكتمال النصاب الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية، وانخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية، ومعاناة الشباب، ومشاكل الضرائب والرواتب.
وكشف أنّه ليس هناك أثر ملموس لمساعدات المجتمع الدولي الإنمائيّة إلى لبنان، عربيًّا وأوروبيًّا وحتى أميركيًّا، مؤكّدًا أنّ الجيش اللبناني يتلقى بعض المساعدات، باعتباره العمود الفقري الذي يحمي البلد في مواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يمر بها.
واعترف الوزير أنّ هناك قوى في البرلمان اللبناني ليست مهتمة بإنجاز أي اتفاقات مع البنك وصندوق النقد الدوليين، وهو ما يتطلّب الضغط المستمرّ على السياسيين، أمام أزمة الكهرباء الملحّة، ودقّ ناقوس الخطر لصعوبة الأوضاع في لبنان.
وذكر بو حبيب أن تحويلات اللبنانيين في الخارج إلى أهاليهم، تقدر بـ 7 مليار دولار سنويًّا، لكنّ مشكلة هذه الأموال أنّها موجودة في البيوت ولا تمرّ عبر النظام المصرفي بشكل أصولي، وبالتالي لا تستفيد منها الدولة اللبنانية.
وبشأن التوقعات بحدوث انفراج في ملف نقل الغاز المصري والكهرباء من الأردن إلى لبنان، قال بو حبيب إن لبنان ما زال بانتظار إنهاء الإجراءات المتعلقة بالبنك الدولي لتنفيذ هذه المشاريع. أما فيما يتعلق بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، أوضح الوزير أن هناك دراسات جادة حول ذلك، حيث اعتزمت شركة قطر الانضمام إلى شركة توتال إنيرجي الفرنسيّة للتنقيب عن الغاز في لبنان.
وحول أثر التطورات الإقليمية على لبنان، ومنها ملف المصالحة الإيرانيّة السعودية، والملف النووي الإيراني واحتمالية الوصول إلى تفاهمات بشأنه، قال الوزير إنّ أيّ اتفاق بين إيران والسعوديّة سينعكس حتمًا على لبنان الذي يواجه واقعًا يصعب حلّه، مثلما ستنعكس الخلافات عليه أيضًا.
وأشاد بو حبيب بالدور الكبير الذي يؤديه جلالة الملك عبدالله الثاني في الحفاظ على المقدسات العربية والإسلاميّة، في ظلّ تعثّر عمليات السلام وتعنّت الإجراءات الإسرائيلية، ودعم جلالته الكامل لصمود الأهل في فلسطين، نحو حلّ الدولتين.
وقال إنّ الأردن تحمّل الكثير من أعباء اللجوء، كقضيّة ذات أبعاد اقتصاديّة، انطلق جلالة الملك في تحمّلها من الشعور الإنساني والأخوي العربيّ، وهو واجبٌ يمليه عليه شعوره العربيّ واستعداده الدائم للإسهام في حلّ جميع القضايا العربيّة العالقة.
ودعا بوحبيب إلى التجاوب مع جميع القضايا الإنسانيّة التي تشكّل «إحراجًا للعالم»، ومن أبرزها قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يتوجب عودتهم إلى بلادهم بعد 75 سنة انتظروا خلالها الحلّ السياسي دون جدوى.
وتحدّث بو حبيب عن أهميّة تحرّكات جلالة الملك من خلال مبادراته العربيّة، وتحديدًا موضوع أزمة اللاجئين والتخفيف من آثارها وشرح أبعادها للمجتمع الدولي على مختلف الأصعدة والجوانب.
ودعا إلى تكاتف الجهود العربيّة والتكامل الاقتصادي ومعالجة المشاكل العربيّة، مثمّنًا في هذا المجال وقوف الأردن الدائم بقيادة جلالة الملك إلى جانب لبنان في كلّ أزماته، وهو ما يؤكّد أنّ الأردن بقيادة جلالته سوف يبقى داعمًا وسندًا لكلّ الأشقاء والأصدقاء على الدوام.
وأشاد بوحبيب بالاستقرار الذي ينعم به الأردن ومستوى الحريّات التي تكرّست عبر المسيرة الديمقراطيّة الأردنيّة والأثر الإيجابي لحالة البناء والإنجاز الأردني كنموذج عربي مضيء في المنطقة والعالم.
