كلفة صيانة المحطة وترميمها تفوق الامكانات المتاحة
على بعد (40) كيلومترا شرق مدينة الكرك و(90) كيلومترا جنوب العاصمة عمان تقف محطة سكة حديد القطرانة التابعة لمؤسسة الخط الحجازي الاردني التي أنشئت في العام 1900 من القرن الماضي ابان الحكم العثماني للمنطقة بأوابدها وابنيتها وسكتها ومعداتها القديمة، شاهدا حيا يحكي جزءا من تاريخ عريق، حيث كانت القطرانة من أهم الطرق التجارية في شرق الأردن وإحدى محطات سكة حديد الحجاز اذ أهلها موقعها الجغرافي المميز على الطريق الصحراوي للاضطلاع بهذا الدور.
وتشكل المحطة الى جانب قلعة القطرانة المجاورة لها والتي شيدت لحماية طريق قوافل التجار والحجيج في طريقهم الى الشام والحجاز ارثا حضاريا لماض مجيد يروي بفصوله شهامة ونخوة اهل القطرانة لكنها لم تنل حظها من الاهتمام مما جعلها برأي سكان المنطقة طي النسيان لتعرض مكوناتها مع عوامل الزمن والعبث احيانا للخراب لتصبح اثراً بعد عين وشاهداً على اهمال يجب ان يتدارك باسرع وقت.
وقال مسؤول المحطة منصور البزايعة الى» الرأي» ان المحطة تشكل معلما تاريخيا وحضاريا وسياحيا في لواء القطرانة ويعود تاريخها الى قرابة (125) عاما حيث شيدت في فترة الحكم العثماني في شرق الاردن إذ كانت المنطقة من أهم الطرق التجارية وإحدى محطات سكة حديد الحجاز الذي كان يصل مابين درعا في سوريا مرورا بالاردن ووصولا إلى المدينة المنورة لنقل الركاب والبضائع انذاك، مشيرا الى ان العديد من «دوامر» السكة لا زالت تحتفظ باهداءات وتواريخ نقشت عليها تدلل على قدمها ومنها دامر حايد التي خطت عليه عبارة اهداء من السلطان العثماني?عبد الحميد.
وبين البزايعة ان المحطة تتكون من عدة أبنية ابرزها بناء المحطة الرئيسي والمكون من طابقين، الاول مكاتب للادارة والثاني كسكن وبحاجة الى اعمال ترميم وصيانة شاملة للحفاظ عليه وعلى طابعه المعماري القديم، وقال ينطبق على الابنية والمرافق الاخرى الموجودة في المحطة وجميعها شبه مهجورة والتي تشمل قصر الشاويش ومنزل صغير اخر كان يستخدم سابقا مخفراً للشرطة وحول في فترة لاحقة سكناً لأهالي المنطقة الى ان اصبح خراباً الان،والوضع نفسه بالنسبة لبيت اخر كان يستعمل بريداً وتضم المحطة ايضا غرفة لعربة نقل البضائع ورصيف ومعدات قدي?ة وقبان وزن البضائع ومرافق صحية وخزانات وبئر ماء كانت تجر اليه المياه من البركة العلوية في القلعة لتزويد القطار بحاجته من المياه.
ولفت البزايعة الى ان المحطة تتميز بوجود تحويلة تسمح للقطار بالدوران من الشمال للجنوب او من الجنوب للشمال وكان موقع التحويلة حديقة غناءة مزروعة باصناف الاشجار المثمرة التي لم تعد موجودة الان وجفت جميعها لندرة المياه،موضحا انه يقوم على خدمة المحطة طاقم من الموظفين وعمال صيانة وحركة والذين يتولون مهمة الكشف على السكة والتأكد من سلامتها واجراء اعمال صيانة لها وحمايتها من العبث والسرقة،مشيرا الى ان عدد رحلات القطار التي تصل الى المحطة على مدار العام محدود لحاجة المحطة للتطوير والتحديث.
ويطالب المواطنون في اللواء الجهات المعنية ايلاء المحطة الرعاية التي تستحقها وبما يليق بتاريخها الذي يروي فصولا مهمة من تاريخ الاردن، فالمحطة كما قالوا بكافة مكوناتها ومرافقها شبه مهجورة وطالت يد العابثين بعض ابنيتها من قبل ممن يسعون للبحث عن الدفائن اذ تعرضت للنبش لأكثر من مرة فاستحالت خرائب مدمرة.
وبينوا ان تأهيل المحطة اضحى حاجة ملحة لانعاش المنطقة من خلال تحويلها الى منطقة جذب سياحي مشيرين الى حاجة المحطة لاعمال ترميم وصيانة شاملة لابنيتها ومرافقها، وانشاء متحف يضم موجودات المحطة ومعداتها القديمة وتوفير مجسمات توضح مسار القطار خلال رحلتة لنقل البضائع والسكان داخل الاردن وخارجه ونشرات تعريفية اضافة لتسييج المحطة وانارتها بالكامل، واستثمار المساحات المحيطة بها لانشاء حديقة وملاعب للاطفال وجلسات للعائلات وكفتريا وتوفير الخدمات ووسائل الراحة للزوار مستقبلا.
واشاروا الى ان المحطة لم تحظ بالاهتمام الذي نالته محطة الجيزة التي تبعد عنها (40) كم واعيد تاهيلها وتوفير المرافق الخدمية فيها قبل عدة سنوات مما جعلها احدى الواجهات السياحية التي تسير لها رحلات القطار من عمان، ودعوا مؤسسة الخط الحجازي الاضطلاع بدورها وتلبية احتياجات المحطة من صيانة مرافقها ووضعها على خط رحلات القطار بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة.
من جانبة قال ممثل اللواء في مجلس المحافظة الدكتور نايف بني عطية ان المحطة بارثها التارخي مهملة مما يحرم اللواء من معلم سياحي يسهم في انعاش اقتصاديات المنطقة ويعود بالنفع على ساكنيها بتوفير فرص عمل، موضحا انه تم من خلال زيارة ميدانية للمحطة الوقوف على احتياجاتها من اعمال وأنها تحتاج الى جهود الجهات الحكومية والشركات الصناعية العاملة في المنطقة بتوفير التمويل اللازم لانجاز تلك الاعمال المطلوبة، مبديا استعداد المجلس التعاون في سبيل تطوير المحطة ودراسة امكانية تخصيص مبلغ مالي من موازنته للعام القادم لهذه الغاي?.
من جهته اقر مدير عام مؤسسة الخط الحجازي الاردني المهندس زاهي خليل بحاجة المحطة للتأهيل والتطوير مبينا انه تم ومن خلال زيارتها قبل نحو شهر الوقوف على اوضاعها وتدوين (29) ملاحظة تحتاج الى معالجة وتتصل باعمال ترميم وصيانة للمباني القديمة الموجودة وعددها(7) وتسييجها وإنارتها بكلفة تقديرية تصل قرابة (180) الف دينار وهذا الرقم كما قال يفوق ميزانية المؤسسة.
وبين ان المؤسسة تعمل بشكل حثيث لتوفير التمويل ليصار لطرح عطاء الترميم باقرب وقت.