أطلقت مديرية أوقاف لواء الرمثا، قبل أيام، عددا من الورش التوعوية حول طرق تقديم الإسعافات الأولية الطارئة، بالتعاون مع مديرية صحة لواء الرمثا ولجنة صحة المجتمع ومركز التكافل الصحي التابع لجمعية التكافل الخيرية.
وتتضمن الورش سلسلة من المحاضرات والتدريبات العملية التعليمية يقدمها مركز التكافل الصحي في عدد من مساجد مدينة الرمثا، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى الأفراد بأهم المبادئ المتعلقة بالإسعافات الأولية للتعامل الأمثل والآمن مع الحالات الطارئة حال حدوثها، وصولا إلى مجتمع مُسعف، وهنا تكمن الأهمية لتفعيل الدور في نفس المكان وهو المسجد.
افتتح برنامج المحاضرات مدير مركز التكافل الصحي السيد عبدالمجيد الزعبي، مشيرا إلى أن موضوع الإسعافات الأولية يحتاج إلى دورات وورش متخصصة لتوعية أفراد المجتمع بأهم المبادئ العامة المتعلقة بالإسعافات الأولية وكيفية التعامل الصحيح مع الحالات الطارئة التي يتكرر حدوثها في مختلف الأماكن كالمساجد والمدارس والأسواق والمطاعم وغيرها وبين الزعبي مفهوم الإسعافات الأولية والشروط المتعلقة بالمُسعف (مقدم الرعاية)، مستعرضا التوجيهات والنصائح المتعلقة بالتواصل مع الدفاع المدني، مع بحث أبرز الحالات الطارئة التي يمكن أن يتعرض?لها الكبار والأطفال والرضع وآلية تقديم الإسعافات الأولية في حالات الإغماء وفقدان الوعي، وتوقف القلب والتنفس وآلية الإنعاش للقلب والرئتين، وكيفية تدارك خطر ارتخاء عضلة اللسان وانسداد مجرى التنفس، بالإضافة لحالات مرضية طارئة أخرى، وتلك حالات وقصص نسمع عنها كثيرا من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ونستغرب حدوثها ولا بد من استشعار خطورتها وأهمية التعامل معها دون تأخير وبحذر والمام ووعي ودراية.
أحببت الإشارة إلى مثل هذه المبادرات المجتمعية الرائدة والتي تعالج القضايا ذات الأولوية وخصوصا في المساجد والتي يرتادها العديد من الفئات العمرية وعلى مدار الوقت والحاجة إلى تفعيل دور المسجد في التنمية الشاملة جنبا إلى جنب مع الدور الديني والارشادي في المجتمع.
لجان المساجد ولجان صحة المجتمع والمراكز الصحية تقوم بدور هام في المجتمع وتستطيع المساهمة والاستجابة لحاجات المجتمع وتطوير العمل وتجويده وتوجيه الاهتمام إلى أبعاد جديدة في توفير الدعم والمساعدة للفئات العمرية وبشكل واقعي، ولهذا لا بد من مراجعة الخطط السنوية للمساجد واللجان الصحية واللجان التطوعية المتخصصة في المجال الصحي والطبي والخيري لتلبية الحاجات المطلوبة وخصوصا مع المواسم ذات الطلب العالي في المناسبات والأعياد.
الانتقال من توفير الخدمة إلى التأهيل والتدريب محور جديد في التطوير والتحديث والتنمية وخصوصا في المجال الخيري؛ ليس المطلوب توفير وجبة غذاء وطرد وتقديم مساعدة ولكن المرجو تأهيل العديد من الحالات القادرة على العمل والاعتماد على الذات لتغيير واقعها بعيدا عن الكسل والتعود والشكوى.
المفيد في المبادرة التي انطلقت في لواء الرمثا هو التنسيق والتعاون ما بين الجهات المعنية وتكامل الدور المنشود لمديرية الأوقاف ومديرية الصحة والدفاع المدني واللجان المجتمعية وإبراز الجانب التطوعي وتفعيل المساهمة الإيجابية لما لها من أثر عظيم على المجتمع.
الإسعافات الأولية والتدريبات عليها على درجة من الأهمية وخصوصا في المؤسسات العامة وتحتاج إلى تفعيل؛ فقد تحصل الحالات الطارئة فجأة ودون سابق انذار وفي وقت الازدحام وحيث لا ينفع الندم.
الشكر موصول للمبادرين لخدمة المجتمع وتقديم ما يليق ويستحق للمواطن وبما يرضي الضمير والامثلة عديدة وكثيرة في مجتمعنا الطيب، بارك الله في الجهود الرائعة على مدى الوطن الحبيب.
fawazyan@hotmail.co.uk