ما حكم التقاط الصور للإنسان حالة احتضاره؟
الجواب:الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الاحتضار حالة تسبق الموت، وهو من أكثر المواقف عبرة وعظة، ومن أشد المواقف على المحتضر؛ لما يعانيه من سكرات الموت، ومن أكثرها وعظاً للأحياء من حوله، إذ تعرف الدنيا على حقيقتها، فيترك الإنسان كل ما يملك، ويفارق الحبيب أحبابه، وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطمئن قلب المحتضر بذكر الله وبتلقينه الشهادتين، والاشتغال بذكر الله وقراءة القرآن والدعاء له؛ لأن الموت مصيبة ومصابه جلل كما قال تعالى: «فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ» المائدة: 106، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ) رواه أبو داود.
وموقف الاحتضار يتطلب من أهل المحتضر الصبر، والاحتساب والمسارعة في فعل الخيرات؛ لذا فالانشغال عند المحتضر بالأحاديث الدنيوية، والقيام بالتقاط الصور والفيديوهات له، من الأمور التي ينبغي الابتعاد عنها وتجنبها؛ لما فيها من الاعتداء على خصوصية المحتضر وكرامته، فكرامة الإنسان مصونة في شريعتنا الإسلامية بقوله الله تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ» الإسراء: 70، ولما فيها من التجسس على الغير، والله تعالى يقول: «وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ» الحجرات: 12، بل إن تصوير الإنسان في الأحوال الطبيعية بغير إذنه لا يجوز شرعاً.
وقد يظهر المحتضر بصورة مؤلمة تتسبب بزيادة الفاجعة والضرر النفسي لأهله وأقربائه، خاصة إذا تم نشر هذه الصور على وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة، مما يزيد من التسبب بالأذى لأهله ومحبيه، كما أن هذه الصور والفيديوهات قد تنشر بعد مدة من وفاة المحتضر مما يجدد الأحزان عليهم، فإذا كانت التعزية مسنونة لثلاثة أيام لتسلية أهل الميت، وتكره بعدها خشية تجديد الحزن على أهله.
جاء في كتاب المجموع شرح المهذب 5/ 306: «وتكره التعزية بعد الثلاثة؛ لأن المقصود منها تسكين قلب المصاب، والغالب سكونه بعد الثلاثة، فلا يجدد له الحزن».
وعليه؛ فمن أراد الخير للمحتضر فليجتهد بالدعاء له بالمغفرة وتذكيره بالله تعالى، وقراءة القرآن، ويتجنب تصوير المحتضر أو الميت، ففيه انتهاك لحرمة المحتضر أو الميت وأذى لأهله. والله تعالى أعلم.
دائرة الافتاء العام.
أسباب استجابة الدُّعاء
توجد العديد من الأسباب التي تؤدِّي إلى استجابة الدُّعاء، وهي فيما يأتي:- البدء بالثَّناء على الله -تعالى-، والاستغفار، والصَّلاة على النبيِّ -عليه الصّلاةُ والسلام-، ثُمَّ يدعو المسلم بما شاء من الدُّعاء، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسلام-: (إذا صلَّى أحدُكُم فليبدَأْ بتحميدِ اللَّهِ تعالى والثَّناءِ عليهِ ثمَّ ليُصَلِّ عَلى النَّبيِّ ثُمَّ ليدْعُ بعدُ بما شاءَ)،
كما يجوز أن تكون الصَّلاة على النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- قبل الدُّعاء أو بعده؛ لأنَّ الصَّلاة عليه دُعاءٌ، وهو مُستجابٌ لا محالة.
-الصَّوم، فقد ذكر الله -تعالى- آية الدُّعاء بين آيات الصِّيام؛ مما يؤكِّد على الصِّلة الوثيقة بينهما، لِقولهِ تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
- الدُّعاء للآخرين بظهر الغيب، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (إذا دعا الغائبُ لغائبٍ، قال له الملَكُ: و لك مثلُ ذلك).
- التعلُّق بالله -تعالى- مع خُشوع القلب عند الدُّعاء. تحري أوقات وأماكن استجابة الدُّعاء، وهي التي جاءت الأدلَّة التي تُبيِّن استجابة الدُّعاء فيها؛ كليلة القدر، ويوم عرفة، والسَّاعة التي تكون في يوم الجُمعة، لِقول النبيّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (فِي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إلَّا أعْطاهُ وقالَ بيَدِهِ، قُلْنا: يُقَلِّلُها، يُزَهِّدُها)،
- وكذلك الدُّعاء في جوف الَّليل، وبعد الصَّلوات المفروضة، وعند السُّجود، لِقول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسَّلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)،
- وكذلك الدُّعاء بعد الوضوء، ودعاء الصَّائم والمُسافر، وبين الأذان والإقامة، وعند الأذان ونُزول المطر، وعند الاستيقاظ من النَّوم، وعند المشاعر الطَّاهرة؛ كالبيت الحرام، والكعبة المُشرَّفة، ومقام إبراهيم، وعند الصَفا والمروة، وعند شرب زمزم، وعند الجمرات في يوم النَّحر.
- التَّوسُّل إلى الله -تعالى- بأسمائه وصفاته، أو بعملٍ صالحٍ قام به الإنسان الدَّاعي، مع تحرِّي المطعم والمشرب والملبس الحلال، والابتعاد عن الدُّعاء بالإثم أو قطيعة الرَّحِم، مع الأمر بالمعروف والنهيِّ عن المُنكر، والابتعاد عن المعاصي، وتحرّي أوقات وأحوال وأماكن استجابة الدُّعاء التي تم ذكرُها في النُقطة السَّابقة، والدُّعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وفي شهر رمضان، وعند مجالس الذِّكِر، ودعاء الوالد لِولده، ودُعاء المُضطر، والإمامُ العادل، ودُعاء الولد البار لوالديه، مع الإكثار من الدُّعاء في جميع الأوقات، والحرص على هذه الأحوال بشكلٍ خاص
الاعجاز الغيبي في القرآن الكريم
بشرى دخول المسجد الحرام
ومن ألوان الإعجاز الغيبي ما بشَّر به الله صل الله عليه وسلم رسولَه والمؤمنين مِنْ دخول المسجد الحرام، والطواف بالكعبة المشرَّفة؛ فقد قال تعالى: «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا» الفتح: 27. فهذه الآية نزلت عند الانصراف من الحُديبية.
وقد قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآيات: «وكان رسول الله صل الله عليه وسلم قد أُرِيَ في المنام أنه دخل مكة، وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا عام الحديبية لم يشكّ جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسَّر هذا العام، فلمَّا وقع ما وقع من قضية الصُّلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابِلٍ؛ وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأله عمر بن الخطاب t في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: " بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ؟" قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: "فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ"
وقد تحقق هذا الوعد بتمامه من العام التالي؛ فقد اعتمر النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه، على الهيئة التي ذكرهم القرآن الكريم بها؛ من تحليق الرءوس والأمن في المسجد الحرام، وكان هذا في ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة.
ولا ريب أن تَحَقُّق ما بشَّر به القرآن الكريم دون خلل في شرح تفاصيل هيئة المسلمين، أو تغيُّر في ميعاد العمرة، لَيُدلل بوضوح تامٍّ على صدق الله ورسوله .
من آداب الصيام
تعجيل الفطريستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس، فعن سهل بن سعد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» رواه البخاري ومسلم. وينبغي أن يكون الفطر على رطبات وترًا، فإن لم يجد فعلى الماء. فعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يُصلِّي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. رواه أبو داود والحاكم وصححه، والترمذي وحسنه. وعن سلمان بن عامر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور» رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وفي الحديث دليل على أنه يستحب الفطر قبل صلاة المغرب بهذه الكيفية، فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بعد ذلك، إلا إذا كان الطعام موجودًا، فإنه يبدأ به، قال أنس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قدم العشاء فابدأوا به قبل صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم” رواه الشيخان.
من أسباب النزول
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا».[الأحزاب: 69أخرج الإمام البخاري عند تفسير هذه الآية عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن موسى كان رجلاً حييًّا ستيرًا، لا يرى من جلده شيء، استحياءً منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما استتر إلا من عيبٍ بجِلده؛ إمَّا برَص، وإما أُدْرَة 1 ، وإما آفة، وإن الله عز وجل أراد أن يبرِّئه مما قالوا: فخَلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذَها، وإن الحَجر عَدَا[2] بثوبه فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجرَ، فجعل يقول: ثَوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأٍ من بني إسرائيل، فرأوه عُريانًا، أحسن ما خلق الله، وبرَّأه مما يقولون، وقام الحجر فأخذ ثوبَه فلبسه، وطفِق بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إن للحجر لندبًا[3] من أثر ضربه ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا، فذلك قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا» 4.
شهامة عثمان ابن طلحة
كان لعثمان بن طلحة -رضي الله عنه- موقف عظيم يُبيّن مدى شهامته ورجولته حتّى قبل إسلامه، وذلك أنّه لما أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بالهجرة إلى المدينة هاجر أبو سلمة مصطحبًا معه زوجته أم سلمة وابنه الصغير، ولكنّ قبيلة أم سلمة منعوها من الرحيل مع زوجها وأخذوها إلى ديارهم، فقام بنو أبي سلمة بأخذ الصغير منها ردًّا على ما فعله أهلها. فظلّت أم سلمة -رضي الله عنها- حزينةً تشكو فراق زوجها وابنها قريبًا من السنة حتّى قام أهلها بتركها تذهب إلى زوجها، فهاجرت مع ابنها الصغير تطلب المدينة، وفي الطريق رأت عثمان بن طلحة وكان ذلك قبل أن يدخل في الإسلام، وكان ذلك في منطقة تُسمّى بالتنعيم قريبة من مكة، فلمّا رآها وحيدةً سألها عن وجهتها وهل معها أحد. فلمّا أخبرته أنّها تريد اللحاق بزوجها وأنّه ليس معها إلّا الله وابنها الصغير سار معها طلحة وأرشدها إلى مكان زوجها، وقد وصفت أم سلمة -رضي الله عنه- شهامة عثمان بن طلحة، وكرمه، وحُسن أخلاقه في تلك الرحلة، وقد أسلم -رضي الله عنه- في هدنة الحُديبية في السنة الثامنة للهجرة وهاجر إلى المدينة مع خالد بن الوليد -رضي الله عنه-. وقد كان مفتاح الكعبة بيد عثمان بن طلحة وأعطاه لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة، ولكنّ رسول الله أبقاه معه وأعلن بين الناس أنّ هذه المهمة ستظل من اختصاص بني شيبة وهم قبيلة عثمان، وفي هذا تكريم لعثمان ولقبيلته.
حزورة رمضان
كم سورة في القرآن الكريم بدأت بالاستفهام ؟جواب السؤال السابق
ثلاث مرات