البترا: البطالة وعدم الاستقرار الوظيفي أبرز أسباب تأخر الزواج
تاريخ النشر :
السبت
11:40 2023-3-25
40
آخر تعديل :
السبت
11:53 2023-3-25
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
البترا - زياد الطويسي
«بلغتُ من العمر 38 عاماً ولا أزال أنتظر دوري على وظائف الخدمة المدينة، وجميع القطاعات التي عملت بها وأبرزها السياحة، لا تتمتع باستقرار وظيفي يمكنني من الزواج وبناء أسرة».
بهذه الكلمات عبر الشاب عبدالله وهو أحد سكان مدينة وادي موسى عن واقع الحال الذي حدا به للعزوف عن الزواج، مؤكداً أن هناك شباباً كثراً يعيشون الواقع ذاته..
ويتفق معه الشاب عاصم 36 عاماً، والذي يرى أن البطالة سبب رئيس لعزوف الكثير من الشباب عن الزواج، فيما يعد عدم الاستقرار وخصوصاً في وظائف القطاع السياحي الذي سرعان ما يتأثر بالظروف السياسية والأزمات، من أبرز الأسباب التي دفعت شباباً كثر في لواء البترا لتأخير زواجهم.
ويؤكد أن كل من يبحث عن الاستقرار في حياته والاقبال على الزواج، يحتاج إلى استقرار وظيفي يمكنه من فتح منزل وبناء أسرة.
ويعد الناشط الاجتماعي خليفة الهلالات أن نظرة المجتمع أيضاً لمن يعملون بوظائف غير مستقرة، جعلت إقبالهم على الزواج أضعف، لأن جميع الأسر تبحث عن شباب يتمتعون باستقرار وظيفي ومادي من أجل تزويجهم.
ويشير إلى أن جائحة كورونا التي ألقت بظلال قاتمة على واقع السياحة في البترا، كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع حالات الزواج في المنطقة بين عامي 2020-2022، في ظل اعتماد الغالبية العظمى من أهالي وشباب المنطقة على وظائف القطاع السياحي.
ويعد الناشط أحمد السعيدات أن عدم استقرار الكثير من الشباب مادياً والذين أقبلوا على الزواج، نتج عنه حالات طلاق كثيرة، وهو ما دفع من يعملون بمهن غير مستقرة وظيفياً أو مادياً إلى التفكير في تأخير الزواج لحين الحصول على وظائف ثابتة.
ودعا إلى أهمية تنويع القطاعات الاقتصادية في المنطقة ورفدها بمزيد من المشروعات التنموية التشغيلية من أجل ايجاد فرص يتمتع فيها الشباب بالاستقرار الوظيفي والمادي.
ويوضح أن هناك نماذج كبيرة وناجحة لشباب فتحوا مشروعات وبنوا أنفسهم وتزوجوا وتمكنوا من بناء أسر، وهي أمثلة يجب أن يحتذى بها الشباب بدلاً من انتظار الوظائف.
ويبين المصلح الاجتماعي الشيخ عبدالله الحسنات وجود أسباب أخرى أدت إلى تأخر زواج العديد من الشباب، كتغير واقع العصر الحالي عن السابق، وانشغال بعضهم بالعمل أو الدراسة أو تكوين أنفسهم بسبب متطلبات الحياة الجديدة، أو طول رحلة بعضهم في البحث عن شريكة الحياة المناسبة.
ولم تتمكن الرأي من الحصول على احصاءات لأعداد عقود الزواج في المنطقة خلال السنوات الأخيرة نتيجة حاجتها لمزيد من الوقت في الاحصاء والمقارنة، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن النسبة في معدلها الطبيعي، وأن ظروف جائحة كورونا من الأسباب التي أسهمت بخفض نسب الزواج بين عامي 2020-2021.