محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مبدعون يلقون بأسئلتهم واغترابهم في يوم الشعر العالمي

في أمسية أقامها بيت الشعر-المفرق

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عمان - إبراهيم السواعير

في احتفاليّة بيت الشعر- المفرق، في دائرة المكتبة الوطنيّة، بيوم الشعر العالمي، امتازت قصائد الشاعر/ التشكيلي، محمد خضير بمقطوعات استهلّها بنداء أمّه في مشهديات الشاي ونعناع الحكايات العتيقة، ليذهب باتجاه الشعر بلا شفتين، حيث قمح الرحى والماء والزبد، مهتمًّا بفكرة التناقض التي صنع منها لوحةً جعل النيران فيها تنجب البَرَد، نحو المنفى والحمام والوتد والظلام والموت والأسئلة. كما وقف خضير على الصبا وخيانة الجسد ودمعة الشاعر، ليقاتل ظلّه في قصيدة أخرى في عزّ الظهيرة والصوت الذي بلا وجه، في وصف الحبّ من منظوره، ذ?هبًا إلى طعم النساء ووحدة الشاعر المقتول شعرًا الذي استقال من الهوى فشيّع نفسه. محمد خضير كان خفيف الظلّ يشتمل على كثير، ففرح به الجمهور كمستهلّ للاحتفاليّة.

ومن شروط مجازاتها، كعنوان لنصّها الأول، احتفلت الشاعرة مها العتوم بالمجاز في انزياحات ونقد، نحو رغبتها في زحزحة الساكن، مُقاربةً بين المجاز الشعري والحياة الرتيبة وموت الأحلام، باستثمار المرايا والكتابة الشبيهة بالجراحة وتعب الشاعرة من المشي، كما قاربت العتوم بين الجسد وتضاريسه ونحت ما ترهّل من اللغة. وبرز ملمح الغربة والطريق التي ضيّعتْها، لتعلن عن ذاتها وغربتها وغياب القمر والنهر الحزين ومرور الليل الغريب والقمصان النائمة والورد الذي اعتصم فلم يتفتّح. وذهبت العتوم أيضًا إلى حياتها الافتراضيّة ودموع النسا? وضوء المحارة وعودة النساء إلى الماء والملح والزرقة، وهنّ يخفين دمعاتهنّ، حيث المحارة ماضي النساء السعيد. العتوم أبهجت النساء تحديدًا ونابت عنهنّ في الأمسية، وفتحت فضاء الرجال على كثيرٍ من الحزن والندم.

وذهب الشاعر حكمت النوايسة إلى عاديّة الأشياء والملل المقيت وصوت الرعاة وهم «يسرّحون» أحزان الصحارى في ترانيم المدى، في ظلّ فقدان الشاعر للفعل وهو يمرّ مثل النجم في ليل طاغٍ، في ملامح الغربة وتعاقب الفصول وعدم اتزان الواقع كاتزان قصيدة الخليل. كما قرأ النوايسة قصيدة «لأني الجنوبي» التي عبّر فيها عن أحزانه وشحوبه وحبّه ومرابطته، مصوّرًا اضطرابه مثل رمل، ومن ذلك كان عتابه وخوفه وسؤاله المدينة التي هي مناخ خيل الجنوب، كما قال. وعبّر النوايسة أيضًا عن أنفته متوعّدًا بالكثبان وصبره الطويل، ليختم بقصيدة كتبها معل?مًا واشتملت على رسائل وهموم قطاع عريض من الناس. النوايسة غلب عليه الحزن الذي وجد فيه مجالًا خصبًا للشكوى واللامبالاة.

وأهدت الشاعرة عطاف جانم قصيدتها صراحةً إلى رزان النجار الشهيدة، في صور ناسبت جوّ الشهادة، خلال نصّ طويل نسبيًّا شجّرته بالأفراح والناي والبياض وسلال الشعر والحكمة وحديث الغيوم، مستعيدةً صورة الفتاة التي ظلّت صديقة درب القطا وكانت يداها صلاةً ووقع أنفاسها قطّة، لتشتغل جانم على الظلام وإحالاته والهلام وصورة الحوريّة، نحو المخيّم والمدينة وما دار في ذهنها من تساؤلات. وفي قصيدتها الثانية ذهبت الشاعرة جانم إلى صورة «كنعان» وذراعيه وأحلامه ومحاريثه التي كانت تجوب الجسد التوّاق للرعد وماء الوعد، وفي ذلك كان السفح?والبذار والنسل ونداء الشاعرة الفنيقيّات وسط مشاهد من الزغاريد والعصافير وكلّ ذلك البهاء. الشاعرة جانم تجاوزت الوقوع في مصيدة موضوع الشهادة والأرض والحنين، بتعزيز اللغة الشعريّة التي كانت ملاذًا آمنًا لشاعرة ألبست المفردات اليوميّة لبوسًا من صور وتشابيه.

أخيرًا، جاء الشاعر عصام السعدي محمّلًا بـ"جرّة الضوء»، وما أحالته من فيوض ومشاهد وسطور سار معها الشاعر الذي عبّر عن أهميّة الانتباهة وسط مرور الزمان، في عتابه نفسه أو ضميره، فكان يعرّي واقعه ويخصّب من جرّته التي كانت بمنزلة جراب الحاوي الذي حمل كلّ مفرداته ومواضيعه، إذ ظهر مصلوبًا وساطعًا كنجمة صبح، فيما كان سواد القوافي والريح عنصرين ظاهرين في ذلك، لينتقل الشاعر إلى «زعقة النسر» التي صنع منها مشهدًا معبّرًا، دخلت فيه الأبراج النارية والهوائيّة وسعال الطين والشبابيك والأوهام والأحلام، وفي ذلك كان السعدي مث? النسر يزعق ظمآنًا وهو يطوف على الحديقة ويجيء على الأعشاش من أعلاها محرقًا ريشه نازفًا كأنّما هو يهوي من سماء.

الشاعرة ومقدّمة القراءات وفاء جعبور كانت وفيّةً للوقت، اكتفت بمقطوعات معبّرة عن كلّ شاعر وشاعرة، ملقيةً حكمًا نقديًّا جميلًا في ثنايا التقديم، وهو ما يؤكّد أنّ مقدّم الأمسيات عليه أولًا وقبل كلّ شيء أن يكون شاعرًا، فيبتعد ما استطاع عن قراءة السير الذاتيّة وتعداد المنجزات.

وفي تكريم الشعراء، بحضور نائب مدير دائرة المكتبة الوطنية الدكتور أمجد الفاعوري، عبّر مدير بيت الشعر- المفرق، فيصل السرحان عن أهميّة الاحتفاليّة ودور الشعر في الحياة، ومبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إنشاء بيوت الشعر وتعزيز دورها الثقافي والإبداعيّ في الوطن العربي.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF