داب المحسنون و أهل الخير على إحياء السنن الحميدة وفضائل الأعمال والأفعال النبيلة لإحياء فضيلة الصدقات عبر آلياتها وادواتها المختلفة نقدا وعينا، وقد شكل نظام الطرود الخيرية أحد أكبر هذه الأساليب انتشارا في إيصال المساعدات لمستحقيها بما تحتويه من مواد تموينية أساسية تحتاجها الأسرة بشكل يومي وقد سدت هذه الطرود جوانب كثيرة حينها.
اليوم بات نظام او آلية الطرود يحتاج مراجعة سريعة وحاسمة تراعي احتياجات الأسرة وحركة المجتمع المتغيرة والمتجدة باستمرار، وفقا لمتطلبات الأنماط الجديدة المستحدثة في حياة الأسرة بشكل عام بدون استثناء.
المتابعة السريعة اليوم تؤكد أن احتياجات الأسرة لم تعد تقتصر على الأرز والسكر وبقية عناصر منظومة الغذاء اليومية للعائلة، فقد دخلت التزامات أخرى ملزمة ولا مفر منها أصبحت تثقل كاهل الأسرة ومنها (مصاريف المدرسة والكهرباء والنت والمياه والدواء والملابس (كسوة الأطفال) بشكل عام وبعض المصروفات الأخرى التي تحتاجها الأسرة (صيانة محتويات المنزل..حنفية مكسورة ومفتاح كهربائي او ابريز) وغير ذلك مما لا حصر له.
هذا من جانب ومن جانب آخر تتلقى بعض الأسر أكثر كن طرد يقدمها المحسنون والمؤسسات الكريمة، وهو ما شكل فائضا من المواد غذائية تنتهي صلاحيتها خلال فترة محدودة، فيضطر رب الأسرة لبيع بعض الطرود بمبلغ أقل من قيمتها الحقيقية لحاجته للمال.
من هنا أصبح لزاما تصحيح نمط مساعدة الأسرة العفيفة بإعطائها نقدا فهي أدرى باحتياجاتها، وهو ما لا يتعارض مع فتاوى العلماء الأجلاء ودوائر الافتاء الشرعية التي أقرت ذلك وهو ما لا يتعارض مع تحقيق مقاصد الشريعة الغراء التي تجسد التكافل الاجتماعي.
ربما يتوجس كثيرون من مسألة المال وسهولة التلاعب بآلية وصوله، لكن ذلك ليس يمنع التفكير بآليات عديدة وموجودة لوصول الأموال لمستحقيها مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي والالكترونية.