أفريلود: نعمل لاستجابة أسرع للتحديات التي تواجه اللاجئين
«دولية الصليب الأحمر»: الأردن من أكثر البلدان استقراراً في المنطقة
تاريخ النشر :
الاحد
12:00 2023-3-19
عمان- عمار صقور
أكدت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن سارة أفريلود في لقاء مع «الرأي» أن الأردن يُعّد من أكثر البلدان المستقرة في المنطقة نظرا لموقعه الاستراتيجي، بالرغم من التحديات التي تواجه المملكة جراء استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئيين والأوضاع الجيوسياسية المحيطة في المنطقة.
وقالت:«إن التحدي الرئيسي الذي نواجهه بعد 12 عامًا، سببه الصراع في سورية بإحداث مستويات من الدمار.
وتاليا نص اللقاء..
ما شكل المساعدات التي تقدمها البعثة للاجئين في الأردن؟
بدأت (اللجنة الدولية) عملها في الأردن منذ عام 1967 كجزء من المهمة الدولية المنوطة بها. ومنذ ذلك الوقت، نعمل بالتعاون مع الحكومة الأردنية للاستجابة للتحديات الإنسانية.
وتركز بعثة الصليب الاحمر على دعم المجتمعات المضيفة واللاجئين السوريين بالشراكة مع الهلال الأحمر الأردني، وتشمل أنشطتنا دعمَ العائلات التي انفصلت عن بعضها لمساعدتهم للبقاء على تواصل وزيارة أماكن الاحتجاز والعمل مع أهالي الأشخاص المفقودين نتيجة للنزاع المسلّح في سورية وغيرها، اذ استفاد أكثر من مليون شخص من مشاريع المياه والسكن التي نفذناها على مدار ثماني سنوات في المفرق وإربد ومحافظات أخرى.
ما التحديات الرئيسية التي تواجه اللجنة؟.
لا يزال الأردن يستضيف عددًا كبيرًا جدًا من اللاجئين، كما أن الوضع الاقتصادي يمثل تحديًا بالإضافة إلى تحديات أخرى مثل كوفيد-19 والنزاع في أوكرانيا، وقد أثرت جميع هذه العوامل على الوضع الإنساني سواء كان ذلك للأردنيين أو اللاجئين أيضًا.
وفي ظل الظروف الحالية للنزاع الأوكراني، تحوّل الانتباه والتبرعات إلى هناك، متغاضين عن أن لسورية الكثير من الاحتياجات الإنسانية التي لم يتم تلبيتها حتى الآن، ما يجعل سورية الأزمة المنسية بالفعل.
كيف ساعدت اللجنة الدولية الحكومة في مواجهة هذه الأزمة؟
رحبت اللجنة الدولية بقرار الحكومة الأردنية لإستقبال عددٍ كبير من اللاجئين في وقت لم تفعل فيه دول كثيرة ذلك، مع العلم أن الحكومة نفسها كانت تواجه تحديات كثيرة؛ ومع ذلك، أخذ الأردن على عاتقه مسؤولية مساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع المسلّح في سورية، وبعد 12 عامًا، تغيّر الوضع الإنساني وتطوّرت والاحتياجات معه؛ كل هذا يحتّم تغيير طريقة التفكير حول كيفية دعم الحكومة الأردنية مع الاستمرار في نفس الوقت في تحليل نقاط ضعف المجتمع المتضرر.
ما انطباع اللجنة الدولية عند زيارة اماكن الاحتجاز في الاردن؟
استنادًا إلى المهمة المنوطة باللجنة الدولية، تقوم اللجنة بزيارة المحتجزين في حوالي 100 دولة حول العالم، وفي الأردن لدينا علاقة عملٍ طويلة الأمد (40 عامًا) مع سلطات مراكز الإصلاح والتأهيل في الأردن ونعمل بالتعاون مع إدارة المراكز، حيث نعمل لتحسين ظروف الاحتجاز ومعاملة المحتجزين وندعم السلطات في جهودها المتواصلة للوفاء بالتزاماتها وفقا للمعايير الدولية.
ما نطاق عمل اللجنة الدولية مع أهالي الأشخاص المفقودين؟
على مستوى العالم، سجلت اللجنة وجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ما يقارب 30,000 حالة لأشخاص فُقدوا أو انفصلوا عن عائلاتهم بسبب النزاع المسلح في سورية منذ عام 2011, أما في الأردن، فقد قامت اللجنة الدولية بدعم من الهلال الأحمر الأردني بجمع حوالي أكثر من 3,000 طلب بحث عن أشخاص مفقودين من العائلات السورية المقيمة في الأردن.
وتقوم اللجنة بدعم من الهلال الأحمر الأردني بمرافقة أهالي المفقودين لتلبية احتياجاتهم وتعزيز قدرتهم على التعامل مع اختفاء أقاربهم واستئناف حياتهم الاجتماعية، كما أحد المكونات الأساسية لهذا البرنامج هو الدعم النفسي والاجتماعي الذي يهدف لمساعدة العائلات على التعامل مع عدم معرفة مصير ومكان وجود أقاربهم المفقودين لكسر عزلتهم الاجتماعية واستئناف حياتهم.
ما الجانب الإنساني من العمل مع أسر المفقودين؟
التعامل مع أسر المفقودين أمر إنساني للغاية في حد ذاته، فنحن نتعامل مع أمهات وزوجات وإخوة...إلخ فقدوا الاتصال بأحبائهم ولا يمكنك بالتالي إلا أن تضع نفسك في مكان الشخص الذي تتعامل معه.
ولن يتم حل قضية المفقودين بين عشية وضحاها، كونها تستغرق عقودًا، وتعد مؤثرةٌ للغاية وكأن كل مرةٍ نسمع فيها قصةً من أحد أهالي المفقودين تكون هي المرة الأولى، ويمثل هذا دفعةً لنا لنفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم في الحصول على إجابة ومساعدة الأهالي على التغلب على معاناتهم التي يعيشونها يوميًا. فبالنسبة لأهالي الأشخاص المفقودين، الوقت لا يشفي جراحهم، إنما الإجابات وحدها يمكن أن تفعل ذلك.
ما اتجاه نشاطكم في الأردن وما خططكم؟
في المستقبل، نخطط لمواصلة تطوير الحوار العام مع الأطراف في الأردن، بما في ذلك قوات الأمن حول القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ووزارة الصحة والجامعات وغيرها.
وهناك أنشطة سنواصل القيام بها في المستقبل لأنها جزء من المهمة المنوطة بنا مثل العمل في مراكز الاحتجاز في الأردن وعملنا مع أهالي المفقودين، ولعب دور مهم للغاية مع البلدان المجاورة فإن الأردن واحد من البلدان المستقرة في المنطقة حيث يوجد في الأردن عدد من ممثلي المجتمع الدبلوماسي وممثلي المجتمع الإنساني وبالتالي فهو موقعٌ استراتيجي للغاية بالنسبة للجنة.
ما دور وسائل الإعلام بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر؟
تُعّد وسائل الإعلام شريكًا استراتيجيًا، حيث يلعب دورًا مهمَا للغاية في زيادة الوعي ونقل رسائلنا للجميع، حيث تعمل اللجنة الدولية مع الهلال الأحمر الأردني على الترويج للقضايا الإنسانية في وسائل الإعلام الأردنية ونسعى إلى عقد ورشة عمل قريباً بالتعاون مع معهد الإعلام الأردني.