تشرفت الخدمات الطبية الملكية الأسبوع الماضي بأن يفتتح سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للخدمات الطبية الملكية، في مركز الملك الحسين ابن طلال للمؤتمرات، هذا المؤتمر الهام الذي عُقِدَ تحت عنوان «التحديات العالمية والتنمية المستدامة في الصحة» واستمر على مدى أربعة أيام وشارك به نحو 8 آلاف متخصص من مختلف المجالات الطبية في مسعى إلى تبادل الخبرات والعلوم والمعرفة، كان بمثابة تجمع طبي عالمي في أردننا الحبيب وتحت إشراف خدماتنا الطبية الملكية التي أتشرف بالانتساب لها كطبي? مدني وبكل فخر.
لقد شكَّل هذا المؤتمر لبنة جديدة نحو مد جسور التعاون مع الجامعات والكليات والمعاهد والمؤسسات الطبية في العالم، لمواكبة آخر التطورات والمستجدات الطبية، كما تضّمن إلقاء ما يقارب الـ450 محاضرة وتم عقد جلسات وورشات علمية شملت إجراء عمليات جراحية تم نقلها على الهواء مباشرة لغايات التعليم وفائدة المشاركين، وتابعنا جميعاً هذا التقدّم الكبير الذي استضافته بلادنا الحبيبة بإشراف مباشر من لدن جلالة سيد البلاد ورعاية كريمة مندوباً عن جلالة الملك سمو ولي العهد حفظه الله الذي شرّفنا بهذه الرعاية السامية.
ولعل ما تم عرضه في حفل الافتتاح من فيلم وثائقي وضّح نشأة وتاريخ الخدمات الطبية الملكية ومسيرتها وما شهدته من تقدم وتطور نوعي، كان مدعاة فخرنا جميعاً أمام هذا الجمع الكبير من نخبة أطباء العالم الذي أبدوا اعجابهم بما وصلت اليه الخدمات الطبية الملكية، وكان هذا العرض بمثابة حجر أساس جديد لتمتين العلاقات وتوسيعها ما بين أطباء العالم تحت إشراف الخدمات الطبية الملكية.
إننا اليوم وعند الحديث عن الخدمات الطبية الملكية فإننا لا نتحدث عن مجرد جهة تتبع لقواتنا المسلحة وتقدّم الخدمة للمرضى من مختلف أرجاء الوطن لا بل والعالم، بل إننا نتحدث عن الدور الكبير الذي يقوم به هذا الصرح الوطني الكبير في دعم المجتمع، كما يمثل هذا الصرح مصدر الفخر لأردننا الحبيب ولكافة منتسبي القيادة العامة للقوات المسلحة–الجيش العربي لما يقدمه من خدمات مميزة تليق بالقطاع الطبي في بلادنا الحبيب وخدمة يستحقها أبناء هذا الوطن، وهذا ما شهدناه في هذا التجمع الطبي العالمي الذي يعتبر واحد من أهم الملتقيات الطب?ة في العالم.
ختاماً، لقد كان المؤتمر الدولي العاشر للخدمات الطبية الملكية الذي شارك فيه أكثر من 50 دولة عربية وأجنبية بمثابة التجمع العالمي الطبي الذي نأمل بأن يكون له ما بعده، وما زاد فخرنا في الخدمات الطبية بأن هذا التجمع الكبير أظهر مدى حرفية أجهزتنا المتخصصة وعلاقات أردننا الواسعة التي تحضى باهتمام عالمي واسع، ويشرفني أن أكون دوماً قريباً من كل الفعاليات التي من شأنها إبراز الدور الهام لمكانة الأردن في القطاع الطبي بمختلف مجالاته، وهذه رسالة لكل زملائي وزميلاتي في القطاع الطبي لأن يكونوا دوماً مشاركين في مثل هذه ال?ؤتمرات الهامة التي من شأنها دعم القطاع الصحي وتثبت مدى تطوره في الأردن، ونسأل الله أن يكون الأردن دوماً ملتقانا على الخير والمحبة.
د. محمد عامر الركيبات