تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال أطلقت اليوم الثلاثاء مرحلة جديدة من المبادرة الاقليمية 'السلام الأزرق في الشرق الأوسط'، وهي مبادرة مكرسة لتعزيز التعاون في مجال المياه والسلام في الشرق الأوسط بين خمس من دول المنطقة.
وتسلمت الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM) التي تعمل كمنظمة غير حكومية إدارة المبادرة للاعوام المقبلة من معهد المياه التركي في اسطنبول.
والمبادرة الاولى من نوعها في المنطقة. وضعتت لبنات تعاون إقليمي في مجال المياه وتضم أعضاء من العراق والأردن ولبنان وسوريا وتركيا، في عام 2010. وتتبنى المبادرة أسلوب الحوار وتسعى إلى بناء القدرات واتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق رؤيتها في أن تتخذ من قوة المياه سبيلًا لبناء مستقبل سلمي للمنطقة. وتتلقى المبادرة الدعم من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.
وقالت الخبيرة في دبلوماسية المياه، ورئيسة اللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط ميسون الزعبي: 'أعلى مدى السنوات الاثني عشرة الماضية تم إنشاء مجتمع مترابط من الخبراء من مختلف الخلفيات مع خبرة علمية وعملية وسياسية قوية في التعاون والتآزر لتعزيز أوجه التعاون والحوار والسلام في المنطقة.'
و زادت: 'كنا نعلم منذ البداية أن الأمر سيشكل تحديًا وأن بناء جسور الثقة فيما بيننا سيستغرق وقتًا، بيد أننا نعي جميعًا أهمية التعاون من أجل مستقبل منطقتنا، ليس فقط في المياه، ولكن أيضًا في الطاقة والغذاء والنظم البيئية.'
ومنذ عام 2019، تخضع المبادرة للآلية الإقليمية للسلام الأزرق في الشرق الأوسط، والتي تسهل الحوار السياسي والفني حول المياه وتدعم تنفيذ المشاريع الإقليمية في الدول الأعضاء.
وتبنت المبادرة عدة مشاريع إقليمية حول كفاءة استخدام المياه في الزراعة من خلال معهد المياه التركي. ومشاريع البحث وجمع البيانات وبناء القدرات في أحواض اليرموك ودجلة العابرة للحدود.
و إنشاء مركز دبلوماسية المياه في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية. وإنشاء منصة صحفية معنية بالمياه تدعم وضع وصف جديد حول إدارة المياه والموارد في المنطقة. ومشاريع لدعم الابتكار في قطاع المياه والصرف الصحي في العراق والأردن ولبنان.
وإعتبارًا من العام الجاري عملت المبادرة على تبني رؤية أشمل لنقطة التقاطع بين نُظم المياه والطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية، واستيعاب جميع أنشطتها تحت مظلة برنامج الترابط بين نُظُم المياه والطاقة والغذاء والنظم الأيكولوجية (WEFE Nexus).
وكجزء من البرنامج، تجري مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط تقييمًا للترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية في الشرق الاوسط والفرص المتاحة بهدف تطوير وتنفيذ عدد من المشاريع التجريبية عبر الحدود للترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية.
وعلاوة على ذلك، تعكف المبادرة على تطوير برنامج زمالة الشباب في مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، وكجزء من ذلك البرنامج، سيتم تعريف الخريجين الجدد من المنطقة على مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط والمساهمة المشتركة في تطوير أنشطة الترابط بين المياه والطاقة والغذاء والنظم الإيكولوجية.
وشدد الدكتور أندريه ويرلي، كبير مستشاري السياسات في الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، على أهمية التعاون والتآزر الإقليمي والدور الفريد الذي تؤديه مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط: 'ففي واحدة من أكثر المناطق ندرة في المياه في العالم، يعد التعاون العابر للحدود ضرورة حتمية تقتضي التغلب على التحديات المتعددة المشتركة إقليمياً للأمن المائي، والتي تشكل عقبة رئيسية أمام الازدهار وسببًا محتملاً لنشوء النزاعات.
ومن هذا المنطلق، تعد مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط فريدة من نوعها، حيث أنها المنتدى الوحيد في المنطقة الذي يجتمع فيه ممثلون من تركيا والعراق والأردن ولبنان وفي الغالب إيران وسوريا بانتظام لإجراء مناقشة غير رسمية والعمل معًا على إيجاد حلول لأزمة المياه الإقليمية.'