ظلّ يقرأ الرسالة مرارًا وتكرارًا، حتى نبّههُ أحدهم بأنّها رسالة إلكترونيّة ترسلها صاحبتها إلى الجميع، فأدرك حينها كم بذل من مشاعر وكم استولد من خيال وهو يعيد قراءة الرسالة البلاستيكية ليصنع من كلّ حرف من حروفها لحمًا ودمًا وأنفاسًا ومواعيد غرام! ونحن كذلك نبحث في بيوتنا عن فسحة رومانسية فلا نعثر إلا على أقساط مدرسة أو مناسبة عائليّة أو ثلاجة تكاثرت عليها الأفواه. من المحزن أن يصبح الأزواج وسائل لقياس المسافات بين البيت والمولات، فيما الطبخة إيّاها تتكرر كلّ يوم.