وجاءت فكرة إصدار هذا الكتاب الذي قام بتأليفه نجله السيد مجحم حديثه الخريشه عن أسرة الشيخ استجابة لرغبة الكثيرين من الأقارب والأصدقاء والمهتمين بالشأن الوطني والقومي من أبناء هذا الوطن، لتوثيق جانب من المسيرة النضالية الحافلة بالأحداث والمواقف البطولية المشهودة التي انحاز فيها كلها لدينه ووطنه وعروبته، وذلك لارتباط سيرته بمرحلة مفصلية دقيقة من تاريخ الأردن الحديث، تلك المرحلة الواقعة بين أواخر عهد الدولة العثمانية وانطلاق الثورة العربية الكبرى، مروراً بتأسيس الدولة الأردنية والانتداب البريطاني على الأردن وفلسطين معا، وما رافق ذلك كله من انخراط حديثة الخريشة وأبناء قبيلته في صفوف الثورة العربية الكبرى، ومساندته ودعمه لجهود الملك المؤسس وهو يرسي دعائم الدولة الناشئة آنذاك، وبالتزامن مع ذلك كله لم تغب عن باله قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية التي قدم في سبيلها أقصى ما يستطيع من دعم بالمال والسلاح والمتطوعين، وظلت مضاربه ملاذات آمنة للثوار السوريين المستجيرين به من الاستعمار الفرنسي على سوريا ، انطلاقا من فطرته القومية، ووعيه السياسي المبكر بما يدور حوله من حراك محموم على المنطقة، وما ينتظرها من مستقبل مجهول.
كان حديثة الخريشة طوال حياته مخلصا لوطنه، وملتزما بقضايا أمته، وظل هذا ديدنه طوال حياته من مختلف المواقع التي تبوأها، وأولها مكانته لدى الملك المؤسس، وقربه منه، وثقته الكبيرة به، ومرورا بعضويته في المجالس الوطنية الاستشارية والبرلمانية لاحقا- ظل ثابتا على نهجه، لا يتنازل عن قمة، ولا تفتر له همة حتى أتاه اليقين في الرابع من كانون الثاني من العام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين.
يذكر أن حفل اشهار الكتاب سيقام بتاريخ ٢/١١ من الشهر الجاري في المركز الثقافي الملكي.
