يواجه الشباب الكثير من التحديات التي تدفع نحو الحد من مستويات الطموحات لديهم، وتقلل بالتالي فرص تمكينهم وتطورهم.
وقال الناشط الشبابي محمد بسيوني: التحديات التي تواجه الشباب تمنع من تمكينهم وتطورهم وفي مقدمتها جوانب التعليم الجامعي والمهني بالاضافة الى عدم توفر السيولة المالي لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ونحن هنا بحاجة إلى العمل على اعادة تقييم التخصصات الجامعية الراكدة وتحديثها لتتواكب مع سوق العمل وأن يكون هنالك استراتجية وطنية تعمل على تطوير التعليم المهني، مع توفير حاضنات أعمال على مستوى المملكة لدعم وتطوير وتطبيق وتحقيق الأفكار والمشاريع الشبابية على أرض الواقع والعمل على توفير جهات تقدم المنح والقروض للمشاريع?الشبابية.
وقال د. محمد الكريشان ان التحديات او الصعوبات التي تواجه الشباب الأردني في تقدمهم ومشاركتهم العامة تم تناولها على أوسع نطاق منذ سنوات وعلى جميع المستويات الوطنية والحكومية والشبابية وأمام الكثير من مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وخاصة في ظل الظروف الدولية والإقليمية والوطنية التي مر ويمر بها العالم اجمع في ظل الجائحة الصحية والتي ما زلنا نعيش آثارها وتبعاتها وفي ظل الصراعات الإقليمية والدولية والتي أثرت وتؤثر سلباً على الأوضاع الاقتصادية.
ولفت الى القدرات التي يتمتع بها الشباب «لابد لنا ان ندرك حقيقة واقعية وملموسة وهي ان الشباب الأردني بأغلبيته الكبيرة يمتلك من المعرفة والثقافة والقدرات ما يمكنه من أن يسهم المساهمة الفاعلة والمؤثرة والمنتجة والتي تحقق الفارق في الحياة الاجتماعية العامة والسياسية البناءة والاقتصادية الناهضة بالمستوى المعيشي برغم كل ما يواجهه في هذا المجال».
وأضاف: العزوف عن المشاركة في الحياة العامة هو عزوف مرتبط بتحديات وصعوبات من السهل التصدي لها اذا توافرت الاليات الصادقة على تنفيذ كل ما تم وضعه من مبادرات وطنية وكل ما يتم بذله لجذب الشباب نحو المشاركة في الحياة الاجتماعية بقطاعاتها المختلفة وتفرعاتها. وشبابنا الأردني هو شباب واع ومثقف ومدرك وذو قدرات بأغلبيته الكبيرة وبرغم عزوفه الواضح عن المشاركة ندرك ان اهم التحديات التي تواجهه تتمثل في البطالة المفضية الى اليأس وانسداد الأفق الحلي المرحلي المتدرج وصولا الى واقع وظيفي يلبي بعض احتياجات الشباب.
الفراغ والبطالة
وقال: الفراغ المقنع والمتأتي من تبعات البطالة والركود الاقتصادي وهو الفراغ الذي يلجأ فيه معظم الشباب الى الانخراط في العالم الافتراضي المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة والمنتشرة وهي في متناول اليد بأبسط التكاليف ودون عناء وهي منفتحة في كل الاتجاهات.
وتابع: آفة المخدرات والادمان هي في صميم الاستهداف المجتمعي والوطني من اجل مكافحتها وعلى أعلى المستويات حماية للمجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص فإن مكافحة الفكر الشاذ والذي لا يقل خطورة عن افة المخدرات وهما آفتين تنشطان وتجدان البيئة الخصبة في ظل ما يعانيه الشباب من بطالة وما يتبعها من فراغ مقنع سلبي.
ولفت الى المنظومة المرتكزة الى القيم والأخلاق والمرتبطة جذريا بالعادات والتقاليد وهي المنظومة التي تشكل الرافعة الذاتية للشباب للخروج من العزوف عن الإيجابية المطلوبة في المشاركة في الحياة العامة.
ويرى د. حمزة المبيضين انه لا يمكن لأي من المجتمعات التقدم والتطور الا من خلال عطاء ومنجزات الشباب والاعتماد على أفكارهم وتجاربهم فهم عنصر فعال في بناء المجتمع ولهذا لا بد من العمل على اكتشاف مشاكل الشباب والتوجه الجاد نحو حلها، فمشاكل الشباب لا تقتصر على فئة عمرية معينة او بلد معين، ولديهم الكثير من الأفكار الإبداعية لخلق فرص حقيقية لتحسين أوضاعهم ولا بد من التوقف عن التحديات التي تواجههم ومنها عدم وجود أشخاص داعمين لافكار الشباب فكثير من هناك يكتفي بالكلام فقط لا بالأفعال وللأسف قليل من نجده يدعم توجهات الشباب،
ويضيف: من التحديات أيضا انشغال الشباب عن تأمين قوت يومهم والتفكير في الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الشباب، وإذا توافرت الامكانيات المادية عند الشباب بالطريقة التي تدعم إبداعهم فلا نجد هناك صعوبات تمنع تقدمهم.
وتابع: هناك تحدي مهم يمنع تقدم الشباب لتحقيق طموحاتهم وهو عدم استثمار اوقات الفراغ بالشكل الصحيح، وللأسف نجد القليل منهم يتوجهون للقيام بأفعال غير اخلاقية عبر التوجه للمخدرات والقيام بأفعال غير مقبولة ولا يوجد عند بعض الشباب أهداف واضحة المعالم، ما يؤكد أهمية دور المدرسة والجامعة بغرس مفاهيم واضحة عند الطلبة تدفعهم نحو تحديد أهداف تصب في مصلحة واستقرار حياتهم، ومن التحديات أيضا عدم إشراك وتفعيل الشباب في عملية صنع واتخاذ القرار، ولا بد من استثمار طاقات الشباب بطريقة حقيقية وملموسة على أرض الواقع
تمكين المرأة
وتقول الناشطة الشبابية شهد العدوان ان قانون الأحزاب والانتخاب المجتمع الاردني أجبر فرز مجموعة من النساء للتواجد في مساحه العمل السياسي والعمل العام باجبار الاحزاب بـ٢٠٪ وضمن القائمة الوطنية. الامر الذي اعتبره الكثيرون دفعة جيدة لتشجيع وتمكين المرأة في العمل السياسي.
وتضيف: هناك فجوة كبيرة بين التشريع والتطبيق، حيث ان الكثير من الاحزاب اكتفت بوجود المرأة كعدد او حتى تثبت الاحزان مدى حضاريتها، الامر الذي يترافق مع تهميش دورها وابعادها عن مساحات العمل والاشتباك الحقيقي والاكتفاء بها ديكورا في الحزب.
واشارت الى المعوقات التي تواجه المرأه عند تفكيرها بالتوجه للعمل السياسي ومنها نظرة المجتمع التي تعتبره عملاً خارجاً عن اختصاص النساء لاسباب غير مفهومه وغير واضحة، وشعور السياسين بان المرأة اقل معرفة واقل خبرة منهم مما ينحيهم جانبا عن الدور المناط بهم عمله.
وتابعت: بالرجوع لاسباب تهميش المرأة او الانتقاص من دورها في العمل السياسي نلحظ ان اهم الاسباب هو وجود الكوتا في شكلها السابق في المجالس بالبرلمانية السابقة حيث ساهم نظام الكوته بشكله المشوه بافراز الكثير من النساء اللواتي ساهمن بطريقة أو اخرى بتشويه صورة المرأة السياسية، وخصوصا الافتقار الى الثقافة والوعي والكفاءة لتمثيل النساء بأفضل شكل ممكن ما جعل الصورة النمطية لمشاركة المرأة في الحياة السياسية سلبية.
واشار الناشط الشبابي أمير حتر الى التحديات والمصاعب التي تواجه الشباب في المجتمع وربما تتجسد هذه التحديات والمصاعب في عدة عوامل منها الوازع السكاني وبعد المسافة ما بين المحافظات وقلة المواصلات العامة و قلة الدعم الحكومي للمبادرات الشبابية في البداية.
وقال: بعد المسافة ما بين المحافظات يعد تحدياً كبيراً امام الشباب، ومنهم من يجد صعوبة في الوصول الي اقليم الوسط من اماكن سكنهم بسبب البعد وعدم القدرة على التنقل جراء التكلفة العالية، كما أن ابرز المعوقات تتمثل بقلة دعم الحكومة للمبادرات الشبابية واليت تتركز في مجملها في اقليم الوسط ما يحرم الكثير من شباب المحافظات في المشاركة الفاعلة والمرجوة.
ولفت الى المعيقات التي تواجة فكرة الاحزاب السياسية والنشاط الشبابي السياسي كون الاحزاب ناشئة وليست كلها تتمتع في الدعم المادي «هناك العديد من الشباب اصبح يشعر بالتهميش بسبب بعد المسافة، ما ادى الى انسحاب الشباب من بعض الاحزاب لذلك يجب على الحكومة ايجاد طرق جديدة للحد من هذه المشكلات».
وأكدت الناشطة الشبابية ملاك الاعمر أن الشباب يحتاجون الى التحفيز والارض الخصبة التي عندما تزرع بالتحفيز والايمان تزهر وروداً من العطاء والتميز، وهذه الارض الخصبة دون البيئة المناسبة لم تحصد محصولها فهم بدايةً يحتاجون للايمان من داخلهم انهم قادرون على الانجاز والتقدم وانهم سيجدون من يؤمن بهم ويدعمهم ويرشدهم في نهاية المطاف.
وتعتقد ان ما يعيق طاقات الشباب وهو عدم وجود بيئة داعمة تؤمن بهم وبقدراتهم وتساعدهم على التحفيز وعدم وجود الدعم الكافي لابداعهم وافكارهم، «عن نفسي فقد حصلت على فرص كثيرة بدعم من عائلتي ومن جهات خاصة وحكومية وكانت هي السبب في انطلاقي وانجازي ووصولي لان اصبح محامية ولكن هناك الكثيريين من امثالي يتمنون فقط الفرصة أو من يؤمن بقدراتهم ويدعمهم ويرشدهم.
وترى الاعمر ان الشباب «ضائع وطاقاتهم مهدرة «بعدم التركيز على هدف واحد «لو انهم وجدوا من يؤمن بهم ويوجههم في المسار الصحيح لاصبحت الانجازات متتالية والانجاز يجلب الخير ويرفع اسم الوطن عاليا».
وقالت المهندسة ظلال الشمايلة من مؤسسة مشروع ريادي «ايزي كيت: هناك تحديات مشتركة عند الشباب وهناك عوائق مشتركة بين قطاع السيدات خصوصا بمحافظات الجنوب وأهمها عدم وجود بيئة ريادية حاضنة وخصوصا للمجالات التكنولوجية مثل صعوبة التشبييك مع الجهات الداعمة والمانحة، وبنفس الوقت صعوبة توفر تدريبات اختصاصية لريادة الاعمال تساعد في تنفيذ وبناء خطط تطويرية للمشروع ويرجع السبب لعدم توفر البيئة الريادية.
وقال الخبير الشبابي د. محمود السرحان: يواجه الشباب جملة من التحديات ابرزها التحديات الاقتصادية ممثلة بتنامي مشكلة البطالة التي وصلت الى نسبة غير مسبوقة تجاوزت ٢٣٪ فضلا عن مشكلة الفقر الذي زاد بحيث لم تعد منطقة في الاردن تخلو منه لعدة اسباب ذاتية وموضوعية ومحلية واقليمية ودولية علاوة على التحديات الاجتماعية ممثلة في الفجوة الجيلية بين الشباب والكهول لتقلص فرص الحوار بين الشباب انفسهمً من جهة وبينهم وبين الكبار من جهة اخرى.
ولفت الى أن التحديات الثقافية ممثلة بحالة من صراع القيم والاغتراب وتظهر بحالة من عدم التوازن وعدم القدرةً اللاقوة واللاجدوى واللامعنى والاغتراب عن الذات عن المجتمع وتنامي السلوك الخطر في اوساط الشباب كانتشار آفة المخدرات والانحراف.
واشار السرحان انه ولمجابهة مثل هذه التحديات لا بد المزيد من التعليم التفاعلي والتشاركي النشط والتدريب والتأهيل وتمكين الشباب ليكون بمقدورهم مواجهة هذا الكم الهائل من التحديات بكل وعي واقتدار فضلا عن السعي الجاد والمخلص من قبل الجميع، أفراد او جماعات ومؤسسات حكومية او غير حكومية ومجتمع مدني للعمل معا للتوفير بيئات أمنة وداعمة وصديقة وجاذبة وملهمة ومحفزة للشباب لمزيد من العمل والعطاء والمشاركة الجادة والمخلصة بكل ما يتعلق بحياتهم حاضرًا ومستقبلا ومجتمعهم للإسهام الفاعل في العملية التنموية الشاملة والمستدامة ?كافة ابعادها واتجاهاتها بإعتبارهم محور العملية التنموية وغايتها ووسيلتها باعتبارهم دالة على تقدم المجتمع والمؤشر الابرز على صحة المجتمع وقوته وسر تقدمه ونهضته المميزة.