ما بين حرف وسطر نفرح لمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد قائدنا، الذي زرع وروى بذور الأمل لغد مشرق لكل منا، لنشعل اليوم شموع الوفاء بهذه الذكرى المميزة؛ يوم مميز لقائد مميز، يليق به احتفال مميز على أنغام سيمفونية القلب التي تهتز أوتارها بأنامل الوفاء التي أقسمت، حيث سحر اللحن لمن سكن القلوب بمحبة؛ نبادله الحب بالحب والعطاء بالعطاء، وربما الاحتفال السنوي بعيد ميلاد القائد، مناسبة متجددة لتأكيد هذا الحب والوفاء، حدثا سنويا لعبور أفق سنة عمرية جديدة تحمل على أغصانها رتلاً من ثمار الأمنيات، ووقفة تأمل على مستقبل هذا الوطن بيوم ميلاد قائده مع مراجعة للمنجزات والتوقعات، تمنح المتأمل درعا واقيا من عواصف الزمن؛ الاحتفال بعيد ميلاد القائد هو الاحتفال بعيد ميلاد الوطن بأكمله، بما يمثله من رمزية لكل فرد فينا، بطاقة مرور وأمل ليوم مشرق وغدٍ أفضل، فمن فواصل الأمنيات التي تشحن فينا الهمم وتزيد رصيد التعلق والولاء، ابتسامته التي تزين محياه، حيث علينا أن نتذكر على مستوى الفرد الذي يحمل هموم عائلته، لقائد جبار مميز يحمل هموم كل عائلة على تراب هذا الوطن، ساهر على توفير الراحة والآمان للشعب القابض على زند الامنيات بدون سقف أو تحديد لمساحات، وهو بذات الوقت، يمثل الأيقونة الوطنية للاستقرار في المنطقة، يحمل سيف السلام ودرع التقارب واللحمة، يترجم ما كتب له وعليه باعتباره من السلالة النبوية التي عليها واجب حماية حقوق الشعوب والمقدسات في قدس الأديان.
بيوم مولد قائدنا، تتحرك الحروف والكلمات، تتسابق المعاني وفواصلها والتي تترجم الحب والإخلاص تعبيرا وفعلاً، وتجدد الولاء والبيعة والعهد على ما اقسمنا، وقد عرفناه الجندي المحارب على جبهات تتعدى طاقة الفرد والمجموعة، ولكنه يجيد بحكمته وإدارته ومكانته الموقرة التي استحقها وفرضها لشخصه ووطنه باعتباره جندي السلام الأول باعتراف المجتمع الدولي وقادته، القوي الذي لا يهادن بالحق أو يهاب، لا يساوم على المبادئ والحقوق، لأنه يؤمن بانتصار الحق، يستطيع تحريك بوصلة الأحداث لقبلة السلام الذي يوفر الاستقرار للجميع، فهو القريب وعلى مسافة متنصفة، وفكر منفتح بدون تعصب، يرفض سياسة الإذعان والتهديد، يقفز عن فواصل التنازل؛ يؤمن بأن القوة تأتي من الإيمان، والإيمان يترجم النوايا التي تتجذر بالحقوق، واقع جعلنا يرى بالأردن قطعة من الوطنية على سطح الكرة الأرضية كمرجع للاستئناس.
القائد جعل من الأردن واحة لكل صورة جميلة وأمنية تنعش الروح، دولة عصرية قوية مستقرة ومتحضرة، ذات مكانة عربية واقليمية ودولية، يصعب القفز عنها أو تجاوزها أو تجاهل دورها لأنها نقطة ارتكاز المحور بسبب السياسة الواضحة التي تعتمد على منح الشعوب حقوقها وحريتها، واقع جعل الكتابة بمناسبة يوم مولد القائد لها رهبة خاصة لأنه شخص يمثل وطنا بأكمله، يسكن قلوب الشعب بجميع مناطقه وطبقاته؛ الملجأ للفقير والمظلوم والمحروم، يتابع كل كبيرة وصغيرة، له حضور سحري لرصيد محبة مستحق، وابتسامته علاج سحري شاف، يجمع ولا يفرق، مبادر لا ينتظر، يتابع بشخصه ولا يكتفي بتقرير ورقي يسرد، إن قال فعل، وربما دليل القول والفعل بالضرورة أن يقول اللسان الصدق لأنه ينقل بمحتوى الفعل حتى وإن كانت هناك نسمات قلبية تتحرك بالعاطفة أحياناً.
هناك صعوبات بتطويع العبارات والكلمات لمثل هذه المناسبات؛ عيد ميلاد قائد عظيم، فوصف الصورة الساكنة في القلوب والألباب بكلمات تنطق بنفس المعنى، قد يكون صعباً؛ مهمة بدرجة صعوبة مطلقة، وتبقى محاولة متواضعة بما تنتج، فهناك اجماع وطني ولا أقوى بأن الأردن القوي المستقر، شعار ومحتوى، نتيجة التناغم بين أركانه؛ ملكا وشعباً، بخط مسير وتقدم واضح وبدون تداخل بين الزوايا التي تصعب المهمة، عمل دوؤب لجلب مشاريع الاستثمار لزيادة الدخل القومي ومحاربة البطالة بين الشباب بتوفير فرص العمل المناسبة، يوازيه حرص شديد على استقرار المنطقة التي نحن جزء منها بل نمثل قلبها النابض الذي يحكي مع كل نبضة حكاية وحكاية لتجسيد ملحمة تاريخية، بطلها عبدالله الثاني ابن الحسين، نذكرها اليوم بيوم مولده لأنها المساحة التي نتنسم فيها آمالنا وأمانينا.
صاحب الجلالة: لمناسبة عيد ميلادك أيها القائد الملهم، امنيات بطول العمر والموفقية بكل خطواتك في قادم الأيام، مقدمة من القلب تحمل على أغصانها عربون وفاء، وثمار محبة، تغذيها الأيام والمواقف لتصنع بُردى للتاريخ، نستلهم منك الدافع والحافز للتقدم. نتمنى لك رعاية ربانية بصحتك وعائلتك، خطواتك ومسيرتك، ونحن الأوفياء للعهد، فأنت الوطن الساكن في داخلنا، وللحديث بقية.