عمان - د.فتحي الأغوات
يحتفل الأردنيون اليوم بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني، الـ (61)، وهم أكثر تصميماً وعزماً على مواصلة مسيرة البناء والتقدم، عاقدين الهمة والأمل على أن يظل الأردن انموذجا للإنجاز والعطاء والوحدة الوطنية، فخورين بالقيادة الحكيمة لجلاته وما تحقق على يديه من الإنجازات لرفعة الوطن والمواطن.
ويأتي احتفال الأردنيين بهذه المناسبة الغالية،وهم يحدوهم الأمل لتواصل مسيرة البناء والانجاز والتقدم المباركة، وصولا إلى ترجمة فكر ورؤى القائد المعزز نحو واقع أفضل يسهم في تعزيز مكانة الأردن على خارطة العالم.
جلالة الملك ومنذ توليه أمانة المسؤولية الاولى انصبت اولوياته على رفعة الاردن وازدهاره، ناذرا نفسه لخدمة شعبه الوفي،وتكريس نهج العمل الجاد، وإيمان جلالته العميق وقناعة الأكيدة ان الأردن القوي الأقدر على خدمة قضايا شعبه و أمته.
افكار القائد وتطلعاته غدت منهاج عمل يتسابق على تنفيذه وإرساء قواعده على ارض الواقع كل المخلصين من ابناء الاردن وبناته وقد شكلت جهود وتوجيهات جلالته الفاعلة حافزا جديدا للبناء ومشاركة أبناء الوطن في مسيرة التنمية.
في العيد الـ61 لميلاد جلالته يرفع الاردنيون اسمى ايات التهنئه والتبريك متضرعين الى العلي القدير ان يحفظ الاردن في ظل قيادة جلالة الملك وولى عهده الامين الامير الحسين بن عبدالله أعزهما الله.
فيض المكارم الهاشمية ومن خلال المبادرات الملكية السامية، التي عمت بعطائها مناطق الوطن، جاءت بتوجيهات ومتابعة مباشرة من لدن جلالته، شكلت نقطة تحول في دعم المسيرة التنموية و الوقوف وتلمس حاجات المواطنيين.
حيث ركزت المبادرات الملكية على دعم المشاريع التنموية الإنتاجية وتوفير فرص العمل للشباب وتشجيع إنشاء المشاريع الصغيرة المدرة للدخل ودعم قطاع المرأة وإحداث نقلة نوعية لخدمة مجتمعاتهم فهم شركاء فعليون في عملية التنمية وبما يراعي خصوصية كل منطقة، فالإنسان الأردني الذي هو ثروة الوطن الحقيقية وتحقيق الأفضل له وتوفير كل ما يحتاجه من أدوات التميز والانجاز أولوية قصوى لجلالة الملك.
كما يولي جلالته الشباب باعتبارهم فرسان التغيير وصناع المستقبل ويوجه دوما بضرورة دعمهم وتزويدهم بأدوات المعرفة ومهارات التميز وترسيخ ثقافة وطنية تحفزهم على تحمل المسؤولية والانحراط في عملية التنمية حيث تجلى هذا الاهتمام من خلال مبادرات ملكية أطلقها الملك لإنشاء المراكز الشبابية وتحسين واقع الأندية الرياضية التي تشكل حاضنة لنشاطات الشباب ومواهبهم.
وللمبادرات الملكية التي باتت تشكل نموذجا ملهما في منظومة العمل التنموي، إدارة في الديوان الملكي الهاشمي تعنى بمتابعة تنفيذها والتنسيق مع جميع المؤسسات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني الشريكة لضمان تحقيق أهدافها على أكمل وجه.
وتركز توجيهات جلالته على ضرورة التواصل مع المواطنين في جميع المناطق والعمل الحثيث من أجل تقديم الأفضل لهم وتلبية احتياجاتهم وضمان تقديم خدمات نوعية تسهم في توفير الحياة الفضلى التي تليق بهم.
لقاءات جلالة الملك المتواصلة مع الفعاليات والمواطنين دائما كان يتم فيها طرح العديد من القضايا والمطالب التي من شأنها الإسهام في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين والارتقاء بمستوى الخدمات وفق رؤية واضحة وجداول زمنية محددة ويتم تنفيذها بتعاون وشراكة وتكامل مع مؤسسات الدولة.
وتمكنت المبادرات الملكية، وعبر تعزيز الشراكة مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، من تطوير منظومة العمل التنموي والإنساني،وصولا إلى بناء مجتمعات، تعتمد على ذاتها اقتصاديا وتنمويا، من خلال الاستجابة المُثلى، للاحتياجات الحقيقية والفئات المستهدفة.
نماذج كبيرة ومهمة لاعمال تنموية وانسانية كبيرة شملتها المبادرات الملكية بمظلتها، كمبادرة مساكن الأسر العفيفة، التي أطلقها جلالة الملك عام 2005، وشملت محافظات المملكة، واستفاد منها عدد كبير من الأسر العفيفة، وتأتي تجسيدا للجهد الملكي الموصول، لرعاية هذه الأسر وتوفير الحياة الكريمة لها في بيئة آمنة وصحية.
ولقد استفادت من تلك المبادرات، الأسر الأكثر عوزا واستحقاقا والتي تحتاج إلى الرعاية والاهتمام وتوفير أسباب الراحة والعيش الكريم، اذ تم اختيارها حسب الأسس والمعايير التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية، وتقوم على أسس العدالة والشفافية.
كما أن المبادرة الملكية لتمكين الأسر العفيفة وذوي الدخل المحدود والتي هدفت إلى دعم الأسر العفيفة وذوي الدخل المحدود، شكلت اضافة مهمة في دعم تلك الاسر وتحقيق الاستقرار والطمأنينة لها.
وتسعى المبادرة الى إقامة مشاريع إنتاجية صغير لتمكين وبناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني المستهدفة من خلال تقديم التدريب اللازم لتكون شريكة فاعلة في تنفيذ هذه المبادرة.
مبادرة إنشاء مراكز شبابية، ومقرات للأندية الرياضية، والملاعب الرياضية حيث تم من خلال المبادرات الملكية إنشاء العديد من هذه المرافق، بهدف توفير البيئة الحاضنة للإبداع واستثمار الطاقات لتمكين الشباب من ممارسة نشاطاتهم وتفعيل دورهم في الحياة العامة، وخدمة مجتمعاتهم المحلية.
كما ان مبادرة تقديم الدعم للجمعيات والمراكز والمؤسسات الخيرية، التي تعنى برعاية الأيتام والمسنين والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والتي أطلقت بتوجيهات ملكية عام 2011، بهدف تمكين الجهات المعنية بهذه الفئات من الاستمرار في تقديم خدمات نوعية للفئات المستهدفة، وتعزيز دورها المجتمعي والتنموي في المملكة، كان لها الأثر الإيجابي المباشر، في تمكين هيئات ومؤسسات العمل الخيري، باعتبارها ركيزة أساسية في عملية التنمية وشريكا فاعلا في العمل الإنساني والتطوعي، وتحقيق الحماية الاجتماعية، وتأمين الحياة الفضلى للفئات المستهدفة.
فيما جاءت المبادرة الملكية الخاصة للأئمة والوعاظ المقبلين على الزواج، والتي تم إطلاقها في العام 2003، تقديراً من جلالة الملك لهذه الفئة، ولدورها في نشر تعاليم الدين الإسلامي، وترسيخ قيم الإسلام السمحة، واحتراماً للرسالة المهمة والجليلة التي يؤدونها في خدمة الإسلام والمسلمين، وتوعية الناس وتثقيفهم بأمور الدين، من خلال عملهم في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أو القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، أو الأجهزة الأمنية.
مبادرة مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز، والتي جاء إنشاؤها تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، وضمن خطة متكاملة لإنشاء مدرسة في كل محافظة توفر البيئة التعليمية الحاضنة لإبداعات الطلبة المتميزين والموهوبين، وتوفير التعليم المتميز وتجويد مخرجاته، حيث تعد هذه المدارس مختبرات تكتشف فيها ميول الطلبة المتميزين، وتصقل مواهبهم، وتنمي قدراتهم، وتستند إلى منظومة تعليمية سليمة وناجعة، توسع مدارك الطلبة، وتساعدهم على التحليل والتفكير الإبداعي، كما يجري بناء وإعادة تأهيل العديد من المدارس الحكومية، وخصوصا المكتظة بالطلبة، للتخلص من نظام الفترتين.
وجاء مشروع إعادة تأهيل دار الضيافة للمسنين التابعة لجمعية الأسرة البيضاء في 2020، بناء على توجيهات جلالته خلال زيارته المفاجئة لمقر الجمعية عام 2019، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمسنين وتلبية الاحتياجات الخاصة بهم، ضمن أعلى المعايير والممارسات العالمية.
وتتكون الدار التي تم تزويدها بألواح الطاقة الشمسية، من 56 غرفة مهيأة لاستقبال كبار السن، ومكاتب إدارية ومسرح ومطبخ متكامل.
وشملت المبادرات الملكية الأسر العفيفة والأيتام والمعاقين الذين يوجه جلالته باستمرار بتوفير سبل العيش الكريم لهم، والاستجابة لجميع احتياجاتهم وتلبيتها، وتهيئة البيئة المناسبة أمامهم لتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً، وصولاً إلى تحقيق حياة أفضل لهم.
كما أن إنشاء أندية للمتقاعدين العسكريين، يأتي ترجمة للرؤية الملكية وتقديرا من جلالة الملك لعطائهم المميز وتضحياتهم الجليلة في الدفاع عن حمى الوطن وصون مقدراته وتعظيم منجزاتهم.
ويتم إنشاء أندية المتقاعدين العسكريين في المحافظات، وفقاً لأعلى المواصفات الهندسية والفنية المطلوبة، حيث يتكون مبنى النادي من صالات متعددة الأغراض، ومكتبة، وحديقة ألعاب، وملعب خماسي ومرافق عامة، والنادي الصحي.
مبادرة توزيع «طرود الخير الهاشمية» على الأسر المعوزة في مختلف المناسبات شكلت اضافة انسانية وخيرية مباركة تضاف لسجل المكارم الهاشمية، عبر تحولها إلى دعم نقدي لكل عائلة مستحقة بواقع مرتين سنوياً، من خلال البطاقات الممغنطة، وذلك وفقاً للأسس والمعايير التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية، حيث تستهدف المبادرة تحسين المستوى المعيشي للفئات المستهدفة، عبر مساعدتها وتمكينها من تلبية احتياجاتها الأساسية.
فيما تعد مبادرة الفروع الإنتاجية من المبادرات والتي يتم التركيز حاليا عليها، حيث تم الإعلان، مؤخرا عن إقامة مثل هذه الفروع التي تستهدف توفير فرص العمل، خصوصا للشباب والفتيات. وقد أطلقت بتوجيهات ملكية في عام 2008، وترتكز على إقامة فروع إنتاجية للمصانع والشركات الكبرى في مناطق محددة من القرى والمحافظات، تسهل على الشباب والفتيات الذهاب إلى مكان العمل، بعد الخضوع لبرامج تدريبية تأهيلية للعمل في هذه المصانع.
وقد مثلت مبادرة المشاريع الزراعية (جذور) جانباً حيوياً في مايخص مشاريع زراعية نموذجية، والذي يأتي استجابة لتوجيهات جلالة الملك، ضرورة الاهتمام بتطوير القطاع الزراعي، وتحسين مستوى معيشة المزارعين، كما يوجه جلالته بتنفيذ مشاريع زراعية نموذجية ذات قيمة مُضافة عالية، تأخذ بالاعتبار مميزات كل منطقة، وبما يسهم في توفير فرص العمل ودعم وتمكين الأسر في المجتمعات المحلية، لإقامة مشاريع تحقّق لهم دخلاً مناسبا، وزيادة مساحة الرقعة الخضراء والحفاظ على الغابات عبر التركيز على مشاريع التحريج، حيث جرى من خلال المبادرات الملكية تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية لمشروع «جذو» الذي يعد أكبر مشروع للتحريج على المستوى الوطني منذ مطلع السبعينيات.
كما حظيت مبادرات القطاع الصحي والتي تستهدف النهوض بواقع الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للمواطنين، خصوصا في المناطق النائية باهتمام ملكي حيث يتم بناء وإعادة تأهيل العديد من المراكز الصحية، والمساهمة في بناء المستشفيات، وتزويدها بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة.